الملا أردوغان ……….الأحلام والواقع
يونس أحمد الناصر
مصير كالح للاتاتوركية بعد قرن من الزمان عاشته تركيا بعيدا عن جلابيب السلطان الداعشية وعاشت فيه الأقليات بحرية مقبولة تلت أنهار الدم التي سفكها العثمانيون من الأرمن والآشوريين والكلدان والعلويين والموحدين الدروز وكل الوطنيين الأحرار الذين طالبوا باستقلال بلادهم عن حكم السلطنة ولا زال العرب يذكرون أعواد المشانق التي نصبت للأحرار في دمشق وبيروت في السادس من أيار في كل عام الذي نحتفل فيه بعيد الشهداء.
حزب العدالة والتنمية العثماني الجديد يعيد للذاكرة وللعالم ذكريات السلطنة المؤلمة من خلال طموحات السلطان الجديد أردوغان التلميذ النجيب للأفغاني قلب الدين حكمتيار الذي ركع أردوغان عند أقدامه شابا وقدم له البيعة في صورة لا تزال صحافة العالم تتداولها إلى اليوم.
من المفيد التذكير بأن كل تنظيمات العدالة والتنمية والبناء على مساحة العالم الاسلامي هي برعاية الماسونية العالمية ( البناؤون الأحرار ) وقد رعت الماسونية اليهودي ( الدونمي) أردوغان ووصلت به إلى سدة الحكم في تركيا حيث بدأت محاولات إحياء العثمانية التي لا ترى في مستعمراتها السابقة في أوربا والعالم الاسلامي سوى ولايات تابعة للسلطنة تمتص خيراتها وتذل شعوبها وهذه هي أحلام الملا أردوغان ولكن الواقع بات على خلاف ما يطمح إليه أردوغان الذي يحمل راية الاسلام كأسلافه العثمانيين كأداة للنصب والاحتيال على شعوب المنطقة باستخدام ذريعة الدين وتنصيب نفسه والياً لأمور المسلمين ( السُّنة ), ففي تركيا وهو الأمر الذي يعنينا نسبيا لما يمثله هذا التوجه من خطر على بلداننا المستقلة عن هيمنة السلطنة والتي دفعنا دماء طاهرة ثمناً لهذه الحرية فقد بدأ أردوغان من خلال ترؤسه للحكومة التركية بالمواجهة مع العسكر الذين يحملون الفكر الأتاتوركي المناهض للعثمانية عبر استهداف رموز هذا الفكر في العسكر وعزلهم من قيادة مفاصل مهمة في الجيش والقضاء وانتهى بالانقضاض على الدستور وتعديل صلاحيات كرسي الرئيس الذي طمح إليه أردوغان ووصله.
ما يزعج أردوغان هو هتافات طلاب المدارس لكمال أتاتورك الذي قاد تركيا نحو العلمانية وتغيير وجه السلطنة القبيح بأفعالها التي يندى لها جبين الانسانية من مجازرالعثمانيين بحق الأقليات كالعلويين استنادا للفتوى الحامدية ومجازر الأرمن والآشوريين والكلدان يضاف لها جرائم السلطنة بحق الشعوب الأخرى كالبلغار والروس واليونان.
آردوغان اليهودي الدونمي كما ذكرنا ركب مشروع الأخوان المسلمين بحثا عن مجد ضائع لأسلافه سلاطين العثمانيين وحلم إعادة السلطنة لا يفارقه وقد ارتكب أخطاء سياسية خارجة عن البروتوكول عندما ذكر المستشارة الألمانية ميركل بأمجاد أسلافه وعندما هاجم مصر التي انتفضت على الأخوان وتذكيرهم بأمجاد أسلافه السلاطين والتي لا يزال أردوغان يحمل مشروعهم بالهيمنة والسيطرة على مستعمرات الامبراطورية الاستعمارية العثمانية وتحت شعار الدين أو الخلافة.
لكن يبقى الحلم حلما يختفي مع أول شعاع لشمس الحقيقة , فالشعوب التي رزحت مئات السنين تحت حكم السلطنة ( الخلافة ) العثمانية شبت عن الطوق وبلغت مرحلة الرجولة ونهضت تصوغ مستقبلها وقد دفعت دماء خيرة أبنائها المتنورين للخلاص من الحكم العثماني ولن تقبل بحال من الأحوال لا في تركيا ذاتها ولا في غيرها من المستعمرات السابقة للسلطنة العثمانية العودة إلى تلك الفترة التي طواها التاريخ ولا زالت جرائمها ماثلة في ذاكرة كل الشعوب كما أن خديعة الدين لم تعد تنطل على الشعوب التي تجرعت مرارات عسف السلاطين باسم الدين ومشروع أردوغان وحزبه الماسوني ” العدالة والتنمية ” لا أفق له إلا بشكل مختصر صاغه أردوغان بقصره الجديد وهو يستعرض جنود الخلافة ويسكر ثملا بأحلامه التي لن تتحقق لا في تركيا ولا سواها وكما نهاية الامبراطورية البائدة "التي كانت تسمى بالرجل المريض فأرودغان اليوم هو الرجل المريض الذي سيبيد كما بادت امبراطوريته وليس لدي شك بأن مسروقات الامبراطوريةمن الاراضي والثروات التي سرقتها من مستعمراتها السابقة ستعود إلى أصحابها الأرمن والعرب والبلغار واليونان وغيرهم , ليعود الاتراك إلى هضبتهم في الاناضول التي انطلقت منها خيولهم غزاة ويعود محمد الفاتح من رحلته مثخنا بالجراح وإن غد لناظره قريب.