حرب الرياض المكشوفة ضد العراقيين
مهدي منصوري
شكلت العملية السياسية الجديدة في العراق وفي تشكيلتها الحالية بعد سقوط نظام صدام المقبور عقدة كبيرة لحكم آل سعود بحيث انهم ولحد هذه اللحظة لم يرسلوا سفيرا او حتى قائم في الاعمال ليمثل بلدهم في البلاد مما عكس في اذهان العراقيين ان الرياض قد اخذت موقف العداء لهم.
وبناء على ذلك فان بصمات الرياض في تقويض الحكم الحالي في العراق باتت واضحة للجميع وذلك من خلال تشكيل ودعم مجموعات مسلحة اخذت صبغة دينية كان معظم افرادها من رجال مخابرات وقادة عسكريين من فلول صدام حسين من جانب، ومن جانب آخرحاولت ومن خلال بذل الاموال الكبيرة لكي يتغلغل السياسيون الداعمون للارهاب ضمن العملية السياسية من خلال صناديق الاقتراع ليقوموا بدورهم بالاضافة الى الارهابيين المسلحين في عدم استمرار العملية السياسية وعرقلتها لكي لا تاخذ دورها المطلوب.
ولا اعتقد اننا نكشف سرا في هذا الموضوع ولكن مجريات الاحداث وعلى مدى اكثر من عشرة سنوات وجدنا حالة الشد والجذب التي رافقت العملية الساسية وقد كان للسعودية وبعض الدول العربية الاخرى التي كانت تقف الى جانب صدام في ابادته للشعب العراقي يدا واضحة في هذا الامر، بحيث هي اليوم تقف وراء مختلف العمليات الاجرامية التي ترتكبها المجموعات الارهابية المدعومة منها بشريا ولوجستيا.
الا انه ورغم كل هذه المحاولات البائسة نجد ان العملية السياسية قد ثبتت اقدامها وبصورة فاقت التصور بفضل القوى العراقية الوطنية التي بذلت اقصى جهودها لان تبقى هذه العملية مستمرة بحيث تمكنت ان تحقق الانتصارات الرائعة على الارهاب المدعوم سعوديا والذي شكل انهزاما لمشروعهما الاجرامي ضد ابناء الشعب العراقي ، وقد سجلت الانتصارات الاخيرة في كل من تكريت ومناطق اخرى في المنطقة الغربية والتي سطرها ابناء الحشد الشعبي والقوات المسلحة بحيث كانت القاصمة لكل الذين يريدون الشر للعراق والعراقيين.
واليوم وابناء العراق الغيارى وهم يستعدون لتحرير الانبار من دنس الارهابيين داعش ومن لف لفهم نجد ان المؤامرة السعودية ضد العملية السياسية قد بدأت تكشف عن نفسها وذلك من خلال التقارير التي ترد من العراق والتي تؤكد ان الرياض تدرك ان الانتصار على الارهاب في الانبار سيدق آخر مسمار في نعش مشروعها التامري لذلك فانها اوعزت الى بعض المجاميع الارهابية بالزحف الى بغداد من خلال اندساسها مع العوائل الانبارية التي نزحت خوفا من المواجهة التي ستجري مع الارهاب على ارض الانبار، ولكي تتركز هذه المجاميع في العاصمة على الخصوص وبعض المحافظات الجنوبية لتكون قنابل موقوته لتنفجرفي الوقت المناسب والمحدد لتحقيق الهدف الاساس التي عملت عليه السعودية وحليفاتها للانقضاض على الحكم القائم في العراق.
ومن هنا وانطلاقا من هذه المعلومات التي توفرت ينبغي على الحكومة العراقية خاصة القوات الامنية ان تملك قدرة من الوعي من اجل ايقاف هذا الزحف الارهابي المنظم بفصل النساء والاطفال والعاجزين عن الشباب الذين القادرين على حمل السلاح لكي يضمنوا عودتهم الى الرمادي ليدافعوا عنها. وكذلك كشف بعض العناصر الارهابية المندسة واعتقالها وتقديمها للقضاء من اجل افشال المؤامرة الجديدة. وبذلك يتم قطع دابر التدخل السعودي السلبي في الشأن العراقي والى الابد والتي اعلنت بذلك عن حربها المكشوفة ضد العراقيين.