kayhan.ir

رمز الخبر: 17521
تأريخ النشر : 2015April11 - 21:32
محذراً السعودية والسيسي مرة اخرى من الانزلاق في مستنقع اليمن..

هيكل: لا نريد حربا في اليمن والصراع السني - الشيعي سيؤدي الى تقسيم العالم العربي

القاهرة – وكالات انباء:- توجه المفكر المصري الشهير محمد حسنين هيكل ثاني تحذير للسعودية ونظام السيسي وقال: لا أريد حربا في اليمن والصراع السني الشيعي سيؤدي لتقسيم العالم العربي ورآى أن هناك انتقالا ضخما حدث في الاستراتيجية العالمية، وأننا أمام معركة مختلفة، لابد أن نجد لها سلاحا مختلفا، مضيفا بأن وزير الخارجية الأميركي أبلغ القادة الخليجيين أن هناك تغيرا جوهريا بالسياسة الأمريكية تجاه إيران، التي ترى القيادات الخليجية أنها العدو الحقيقي، ومن ورائها الشيعة.

واوضح هيكل في الحلقة الثانية من سلسلة حواراته التلفزيونية مع الاعلامية "لميس الحديدي"، التي تحمل عنوان "مصر أين ؟ وإلى أين ؟" مساء الجمعة، أن السلاح قد يلعب دورا.. لكنه لن يحل كل مشكلة، وقال: إننا أمام مشكلة سرعة إيقاع، ولابد أن نفرق باستمرار بين العاجل والضروري، مشيرا الى أن ما يجري في اليمن هو تداعيات لنحو خمسين سنة، وأن الأوضاع القبلية وصراعات السلطة في اليمن، تجعلنا نفكر في بدائل أخرى قبل اللجوء للسلاح.

وعما يسمى بـ"عاصفة الحزم" (التي خلط لسانيا طيلة حواره بينها وبين عاصفة الصحراء)، قال هيكل: إن المسمى نفسه يوجد به تناقض، حيث العاصفة تحمل دلالة، والحزم تحمل دلالة أخرى، موضحا: أن القوة العربية المشتركة لا تزال من مفردات الصراع العربي الاسرائيلي، وموضحا أن القيادة الموحدة قد لا تحل شيئا.

وقال هيكل: يجب أن تكون الميادين التي نقاتل فيها معروفة، وأن ندرك مواقع الحرب، مشددا على أن القوة العربية المشتركة قديما كانت تحارب عدوا معروفا هو "إسرائيل”، على عكس القوة العربية المشتركة الآن.

وشدد هيكل على إن الأزمة في المنطقة العربية أزمة متجولة لا تنحصر في موقع معين، مشيرا إلى أن ما يجري في المنطقة العربية الآن يقتضي تصرفات مختلفة تواكب تطورات ومناخات العالم، وموضحا أن القمة العربية واجهت مأزقا عقب "عاصفة الحزم"، لأن الفعل سبق الاجتماع. وأضاف هيكل: أن القمة العربية لم تكن مؤتمرا كما تعودنا، وإنما كانت إعلان مواقف.

وسخر هيكل من الرئيس اليمني الفاقد للشرعية عبد ربه منصور هادي بالقول : "هادي، الرئيس اليمني، السابق، أو الحالي.. سميه زي ما انت عايزه، أنا مش عارف هو رئيس ايه".

و حول سلمان ونجله قال هذا المفكر العربي الشهير: سلمان، ينتمي لجيل ابناء عبد العزيز، وهم ملتزمون بالتقاليد القبلية، لكن الجديد، هو تولي الجيل الجديد مسؤليات اوضح، محمد سلمان، من نسق قيادة جديدة، تلقت تعاليمها وفقا لتقاليد غربية، فمحمد سلمان، وجيله، كان اول تحد يواجهوه، هو "ايران"، فقد استيقظوا الصباح، وقد وصلت امريكا وايران الى اتفاق حول المشروع النووي، واذا لابد أن يتصرفوا، بطريقتهم الشابة، فكان موضوع "اليمن"، فقالوا أنهم قادرين على فرض ما يشاؤون عبره، فاختاروا اسما متناقضا، يعبر بدقة عن اندفاعهم بلا رؤية، فسموا حربهم "عاصفة الحزم"، وهو اسم يناقض بعضه بعضا، فالعاصفة هي اعصار لا يلوي على شيء ولا يرتب شيئا، والحزم يحتاج رؤية ومشروع ووسائل.

و قال هيكل إن خطاب الملك سلمان أعاد الى ذهنه عبارة السياسي الوطني المصري مكرم عبيد "انقضوا أو انفضوا"، مشيرا الى أنه كان يتوقع أن يبقى "الرئيس اليمني" بالقمة العربية، ولا يذهب مع الملك سلمان، لأن اليمن كان هو موضوع القمة.

و ردا على سؤال بأن تهديد باب المندب عجّل بالضربة الجوية، قال هيكل إن الممرات العالمية أكبر وأخطر من أن تتولى القوى المحلية حمايتها.

وعن توصيف حرب اليمن على انها حرب بين السنة والشيعة، قال هيكل: أننا نرتكب خطأ يكاد يكون خطيئة تاريخية وهو الفتنة بين السنة والشيعة، وحذّر من أن الصراع السني الشيعي سوف يؤدي الى تقسيم العالم العربي، مشيرا الى أن نسبة الشيعة في العراق ولبنان وسورية واليمن كبيرة.

وقال هيكل إن إيران بلد قوي في إطار الاقليم، ولها القدرة على التأثير، مشيرا الى أن الدول التي تمتلك حضارات راسخة والتي أنتجت ثقافات مختلفة، لها تأثير على باقي الدول.

واضاف هيكل إنه متعاطف مع إيران لأنها جزء من شبابه، مشيرا الى أن أول كتاب ألّفه كان بعنوان "إيران فوق بركان" وكان عمره آنذاك 23 عاما، (باع 40 ألف نسخة )، وموضحا "أن صداقة جمعته مع الشاه ومع الخميني".

وتذكر هيكل قصة لقائه مع الامام الخميني في مدينة قم، وكيف ذهب الى بيته، فوجد الآلاف يهتفون بالفارسية ضد "السادات" و"بيغن" و"كارتر".

وعن الاتفاق النووي الايراني مع الدول الكبرى، قال هيكل إنه لم يكن أحد يتصور أن المحادثات بشأن البرنامج النووي الايراني قد تصل الى اتفاق – حسبما نقلت وكالة "تسنيم" ذلك.

وردا على سؤال عن الرابح والخاسر في الاتفاق النووي، قال هيكل: إن الاستراتيجية العالمية مرت بعدة عصور أولها السباق على الجزر، الى أن جاء عصر البترول، مشيرا الى أن بؤرة الصراع انتقلت من البحر الأبيض، الى المضايق في البحر الأحمر، الى الصين، موضحا أن تركيا وإيران وباكستان ستكون هي المرتكزات الرئيسة في المستقبل، حيث سيكون الصراع بين أميركا والصين، وهو ما اقتضى من أميركا أن تطل على مناطق المرتكزات في الدول الثلاث "باكستان، تركيا، وإيران".

وقال هيكل: إن مصر يمكن أن تلعب دورا مهما جدا بالنسبة للدول الخليجية، عسكريا وسياسيا وثقافيا وبالتخطيط، وليس على طريقة أبو العلاء المعري: تلوا باطلا وجلوا صارما.. وقالوا صدقنا فقلنا نعم.

وردا عن إمكان أن تكون مصر ميزانا في معادلة التوازنات، قال هيكل: إننا أمام عالم مختلف، وهناك جزء كبير من موازين القوى في العالم غير مرئي، مشيرا الى أن الأمن الخليجي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وموضحا أن السيسي أكد ذلك مرارا.

وأضاف، أنه قال للسيسي "انس العواجيز" وركز على الاستفادة من طاقات الشباب، مشيرا الى أن الأزمة التي تواجهنا هي أن خططنا لم تظهر بعد.

وأنهى هيكل حواره متمنيا أن يتحرك النظام في مصر وهو يعلم مواقع خطاه، مؤكدا أنه لا يريد حربا في اليمن بالتحديد، لأنه يعرف طبيعة اليمن ويشاهدها.