ظريف: عدم الثقة باميركا حقيقة تاريخية تمتد جذورها الى تصرفاتها حيال ايران
طهران – كيهان العربي:- انتهت الجولة الاولى من المفاضات النووية بين وزير الخارجية الدكتور محمد جواد ظريف ونظيره الاميركي "جان كيري" لمعالجة الخلافات الاخيرة وذلك لمدة خمس ساعات في لوزان السويسرية.
وقد حضر هذه الجولة من المفاوضات رئيس منظمة الطاقة الذرية الوطنية الدكتور علي اكبر صالحي ومساعدا وزير الخارجية الدكتور عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي والمساعد الخاص لرئيس الجمهورية حسين فريدون ووزير الطاقة الاميركي "ارنست مونيز" ومساعدة وزير الخارجية الاميركيه "ويندي شرمان".
وقال الوزير ظريف في ختام محادثاته مع كيري انه جرى خلال الاجتماع بحث موضوع الحظر ورسالة نواب الكونغرس وسبل حل القضايا العالقة.
واكد وزير الخارجية: ان عدم الثقة باميركا حقيقة تاريخية تمتد جذورها الى تصرفاتها حيال ايران.
واعرب الدكتور ظريف في تصريحات صحافية، عن تصوره بامكانية الدخول في مفاوضات مع اميركا وغيرها وتحقيق نتائج من وجهات نظر طهران.
واعتبر ان من بين نتائج المفاوضات النووية يتمثل بالتحذير الذي وجهه الرئيس الاميركي اوباما للكونغرس من مغبة فرض حظر جديد على ايران قائلا ان ذلك سيؤدي الى فرض العزلة على بلاده من قبل حلفائها.
ولفت الى ان الانجاز الثاني الذي حققته المفاوضات يتمثل بالجانب التقني حيث كان الغربيون يروجون ان ايران ترمي من وراء نشاطات تخصيب اليورانيوم صنع اسلحة نووية الا ان الجميع اليوم على المستويات السياسية والتقنية والعلمية والوكالة بلغوا حقيقة تقوم على امكانية التوصل الى طريق تقني للحل يؤدي الى احراز الثقة في عدم انتاج الاسلحة وممارسة التخصيب في ذات الوقت.
واوضح ، ان ايران ابدت تعاونا مع الوكالة لانظير له خلال الاعوام الاخيرة حيث اكدت تقارير الوكالة ان نشاطاتها تركزت على ايران في المرتبة الثانية بعد اليابان حيث لاتمتلك سوى 17 منشأة نووية فيما تمتلك اليابان 1700 منشأة حيث كانت نسبة الخطأ في التقارير حول نشاطات ايران اقل من 1 % وهو ما يماثل اليابان لكن بلدانا بلغت نسبة اخطائها 20 او 30 % كما بلغت بعض الموارد 100 %.
واكد ان الجميع راى ان الحكومة حريصة على صون المنجزات النووية في البلاد وابدت استعدادا للتفاهم دون المساومة على العزة الوطنية.
ولفت الى انه في حال عدم التوصل الى تفاهم هو بسبب الاخطاء في حسابات الاميركيين القائمة على امكانية تحقيق اهدافهم عبر ممارسة الضغوط الا ان فرصة قد توفرت للتوصل الى حل يقوم على صون حقوقنا ومصالحنا الوطنية.
واعتبر ان الشعب الايراني بلغ قناعة مفادها بان عدم التوصل الى نتائج في المفاوضات النووية يعود سببه الى اطماع الطرف المقابل حيث يشاطر الراي العام العالمي هذه القناعة بان ايران تريد التوصل الى حل للموضوع النووي.
وشدد ان ايران دخلت المفاوضات بهدف ايجاد حل للموضوع النووي الا انها تقاوم الغطرسة ولاتساوم على مبادئها وتدافع عن حقوقها النووية وغيرها.
وافاد مصدر قريب من المحادثات انه تم إحراز تقدم خلال الاجتماع الذي جمع بين وزيري خارجية ايران واميركا.
وشهِد اليوم الأول من المفاوضات اجتماعات على عدة مستويات، بينها لقاء بين مونيز وصالحي الذي اشار الى تسوية موضوعين من خمسة مواضيع تقنية كانت محل خلاف بين الطرفين.
وعقد رئيس منظمة الطاقة الذرية الوطنية الدكتور صالحي ووزير الطاقة الاميركي "مونيز" مساء الاحد بحضور مساعدي وزيري خارجية البلدين جولة من المفاوضات في مدينة لوزان السويسرية استغرقت 3 ساعات، وتناولت القضايا الفنية في البرنامج النووي.
ويعد هذا اللقاء بين صالحي ومونيز الثالث خلال جولات المفاوضات النووية بين ايران واميركا.
وصرح رئيس منظمة الطاقة الذرية الوطنية صالحي للصحفيين، ان المفاوضات النووية تقترب من مراحلها النهائية وان الطرف الآخر ادرك طيلة المفاوضات ان استمرار الضغوط والحظر لن يجدي نفعا، وقال: ان الانظمة السلطوية فشلت في الترويج لمخطط الرهاب من ايران الاسلامية فضلا عن توصلها الى المزيد من الفهم القائم على انه لا سبيل امامهم سوى الرضوخ لحقيقة التقدم النووي الذي احرزته ايران.
ولفت الى ان الحضور القوي لكوادر منظمة الطاقة الذرية الايرانية في المفاوضات وتقديم ادلة تقنية ادى الى سلب الذرائع من الاطراف الغربية لاسيما اميركا، واوضح اننا اعددنا حلولا تقنية للكثير من موارد القلق غير المبرر لاطراف التفاوض والتي تتضمن صون حقوقنا النووية مايمهد للنجاح في المفاوضات.
واضاف الدكتور صالحي: ان المواضيع التقنية التفاوضية قد بلغت نهايتها تقريبا وحان الوقت لكي يخضع الطرف المقابل لمنطقنا وادلتنا القانونية - التقنية الراسخة في حال امتلاكه عزيمة او قرار سياسي.
هذا وعقدت منسقة السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي "فدريكا موغريني" ووزير الخارجية ظريف مساء أمس الاثنين لقاءاً في العاصمة البلجيكية بروكسل، قبل مشاركته في اجتماع بحضور وزاء خارجية فرنسا وبريطانيا والمانيا.
وقد اجرت ايران واميركا لحد الان العديد من جولات المحادثات على مستوى وزيري الخارجية والمساعدين والخبراء، كما اجرت ايران ومجموعة "5+1” 14 جولة مفاوضات نووية منذ اتفاق جنيف "خطة العمل المشترك” المبرم في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2013 ، من ضمنها 4 جولات بعد التمديد لفترة 7 اشهر في 24 نوفمبر 2014.
وتهدف هذه المحادثات والمفاوضات الى حل نقاط الخلاف في وجهات النظر حول القضية النووية الايرانية، والتي تتركز غالبا حول حجم التخصيب وآلية الغاء الحظر، وصولا الى الاتفاق النووي الشامل المقرر له نهاية حزيران/ يونيو القادم اي نهاية فترة التمديد البالغة 7 اشهر.
وأكدت "موغيريني" أمس الاثنين إن المحادثات النوية بين ايران ومجموعة "5+1" تدخل مرحلة حاسمة و يتعين على جميع الأطراف الوصول إلى "أرضية مشتركة".
وقالت موغيريني في تصريح صحفي ندخل مرحلة حاسمة بعد أسبوعين حاسمين من المفاوضات ينبغي التوصل خلالها لأرضية مشتركة من أجل اتفاق جيد ونهائي مع ايران.
من جانبه دعا وزير الخارجية الالماني "فرانك اشتانماير" الى استغلال الفرصة السانحة للتوصل لاتفاق نووي مع ايران. وجاءت تصريحات الوزير الالماني عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل.
وقال لابد من استغلال هذه الفرصة بعد عقد من الزمن وحل الخلاف النووي مع طهران.