اميركا والحرب غير المعلنة على دمشق!!
عندما تحطمت قدرة الذين اعلنوا حربهم على النظام السوري عندما غيروا مجرى التظاهرات السلمية التي خرجت في بدايتها للمطالبة ببعض الاصلاحات الى مواجهة مسلحة مع النظام من خلال الدعم البشري واللوجستي ظنا منهم ان المسالة لم تدم سوى ايام وينتهي النظام السوري ومن ثم يمكنهم من تحقيق هدفهم الاساس من هذه الحرب الا وهي كسر ضلع من اضلاع المقاومة للمشروع الاميركي – الاقليمي القائم على تفتيت الدول من خلال اضعاف بعضها و تقسيم الاخرى ولكن وبعد مرور اكثر من اربع سنوات لم يزد النظام السوري الا ثباتا وقدرة اوسع واكبر وانهزاما قطعيا وكبيرا ليس فقط لواشنطن بل لكل الدول الاقليمية خاصة الرياض وانقرة وعمان والتي ما فتئت في تقديم الدعم للارهابيين وعلى مختلف الصعد والمستويات.
ولكن وكما يقال ان الحمقى لا يعتبرون مما يلحق بهم خاصة وان الهزيمة المنكرة التي مني بها الارهابيون في سوريا والذين اصبحوا زرافات و وحدانا لا يجمعهم جامع بل وفي الواقع انهم اليوم يبحثون عن ملاجئ امنة لتقيهم من ضربات الجيش السوري التي قصمت ظهورهم والهبتها بحيث لايمكن ان تقوم لهم قائمة بعد اليوم.
واللا فت في الامر ان ذيول اميركا من الدول الذليلة والخائنة بل وفي الواقع التي استظلت بالمظلة الامريكية واصبحت اداة طيعة قد انتابهم الرعب والخوف والقلق لانهم ادركوا ان امريكا التي اسندوا ظهرهم لها هي تعاني حالة من القلق والارباك من خطر الارهاب فكيف الحال بهم اذا ما نشبت انياب هذا الارهاب في اذيالهم.
ولذلك و من اجل اعادة الثقة والاطمئنان لكل من الدول المرتعبة والخائفة ونخص بالذكر بعض الدول الخليجية وعلى راسها السعودية وكذلك الاردن وتركيا فلذلك عملت الى القيام بلعبة جديدة الا وهي العمل على تدريب عدد من ما اطلقت عليه زيفا بالمعارضة المعتدلة والواقع المعتلة لانها لم تملك أي رصيد في الارض السورية لا على المستوى الانساني ولا الواقع الجغرافي وقد ثبت للامريكان قبل غيرهم انهم لا يجمعهم جامع و لايربطهم رابط بل هم تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ورغم كل المحاولات التي بذلتها الرياض وانقرة من اجل محاولة جمعهم على راي واحد الا ان الفشل كان العنوان الرئيسي لهذه المعارضة البائسة.
اذن وفي نهاية المطاف لابد من القول ان الارهابيين الذين جمعتهم واشنطن من اكثر من 80 دولة ومنحتهم من العدة والعدد ما لا يمكن تصوره وصل بهم الامر الى هذه الحالة المزرية اذن كيف يمكن لعدد محدود و لايتجاوز عدد الاصابع ان يفعل شيئا بعد ان عجزت المجاميع الارهابية المسلحة والمقتدرة.
وان ما تذهب اليه اليوم واشنطن بالاتفاق مع مثلث الشؤم الرياض وعمان وانقرة من تدريب السوريين وارسالهم لمقاتلة الجيش والشعب السوري لم يكن سوى حرب غير معلنة وافشال الجهود التي تبذل على مستوى الدول والذي يتبناه اليوم المبعوث الدولي لسوريا ديمستورا في حل الازمة بالطرق السلمية والتي تحفظ حقن دماء ابناء الشعب السوري.
لذلك يتطلب الامر من الامم المتحدة ومجلس الامن ان يفعل قراره الاخير القائم على قطع الدعم للارهابيين ومحاسبة الدول التي تقدم الدعم لهم وان ما تقوم به اميركا وبعض الدول الخليجية والعربية في المنطقة لابد وان يطالها هذا القرار خاصة وانهم يعلنون ما سيقومون به من تدريب قوات قتالية أي في الواقع مجموعات ارهابية بغطاء اميركي لارباك الوضع في سوريا.