بروجردي: مجلس الشورى الاسلامي يقر إلغاء اتفاق جنيف في حال استمرار الحظر
طهران - كيهان العربي:- اكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الدكتور علاء الدين بروجردي إقرار المجلس مشروع قرار ينص على اعتبار اتفاق جنيف ملغياً في حال المماطلة أو الاستمرار في سياسات الحظر أو زيادتها ضمن المفاوضات النووية؛ مشدداً على استمرار منشأة "فوردو" في النشاط النووي عملياً واستمرار منشأة "أراك" استخدامها للماء الثقيل.
وحول أنباء تسربت عن موافقة الأميركان على عمل (6500) جهاز للطرد المركزي صرح الدكتور بروجردي في حديثه لقناة "العالم" الاخبارية قائلا: لا يمكن القول إن الاتفاق على هذا الأمر قد أصبح نهائياً؛ لكن يمكن القول إن الأميركان باتوا أكثر واقعية مقارنة مع السابق وما كانوا يطرحوه سابقاً؛ واليوم وضمن حوار مختص باتت لغتهم أكثر منطقية.
وأكد، أن الاميركان قد جربوا ردود فعل مجلس الشورى الاسلامي سابقاً؛ فحين علقت الحكومة الإيرانية كل شيء بما فيه البروتوكول الإضافي وذلك بشكل طوعي؛ ولكن الغرب عمد إلى جر الملف النووي إلى مجلس الأمن؛ فنحن كلفنا الحكومة بأن يعود كل شيء إلى مكانه؛ وحلنا دون العمل بالبروتوكول الإضافي؛ كما تم فتح جميع المواقع التي كان قد تم ختمها؛ وعبدنا الطريق أمام النشاط النووي؛ وحققنا بذلك قفزة كبيرة.
وأضاف: إن كان الاميركان ينوون عدم مراعاة قواعد اللعبة فإن هذه القفزة الكبيرة سوف تكون ومن دون شك مرشحة للتحقق مرة أخرى.
وأوضح بالقول: أن مجلس الشورى الاسلامي يرصد كافة التحولات وأضاف: لهذا السبب قد صادقنا مؤخراً على قرار ينص على أن تعود الحكومة إلى نقطة البدء وأن يتم اعتبار اتفاق جنيف ملغياً إن أراد الأميركان المماطلة أو الاستمرار في سياسات الحظر أو زيادتها.
وأوضح قائلاً: أننا سوف نكلف الحكومة ترك كافة التزاماتها والعودة إلى نقطة البدء في جميع الشؤون؛ بما فيها مجمع "فوردو" ومجمع "أراك" والتخصيب بنسبة 20% والأجيال الجديدة لأجهزة الطرد وحجم التخصيب وحجم الذخائر وغيرها.. لذلك فليعلم الأميركان أن الأمر جاد جداً !
وحول مجمع "فوردو" بصفته إحد نقاط الخلاف في المفاوضات وتسريبات عن رفض الأميركان التخصيب فيه شدد رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي، على أن مجمع "فوردو" سوف لن يتوقف عن العمل تحت أي ظروف؛ ونعتبره ضرورياً بصفته إحد الابتكارات ضمن سياسة الدفاع السلبي التي ننتهجها لصيانة قدراتنا وإنجازاتنا في مجال النشاط النووي السلمي من الهجوم الاحتمالي للأعداء.
وأضاف: أن قضايا كحجم التخصيب وعدد أجهزة الطرد يتم التفاوض عليها ويتعين على الطرفين التوصل إلى اتفاق فيها؛ لكن موقع فوردو هو من القضايا الأساسية والتي كان الطرف الآخر يطالب بغلقه في مقطع زمني.. ولكن غلق فوردو سوف لن يحدث أبدا.
وحول توارد أخبار عن تحويل مجمع "فوردو" الى مركز بحثي قال الدكتور بروجردي: كان هناك اقتراح سابقاً لكي يتم تحويل "فوردو" الى مركز أبحاث في الشؤون النووية؛ لكننا نرى ضرورة أن يكون كذلك مركزاً للعمليات النووية هناك؛ فمن الممكن أن تتم هناك شؤون بحثية؛ ولكن أصل التخصيب في مجمع "فوردو" هو أصل ثابت.
ووصف حضور وزير الطاقة الأميركي ورئيس منظمة الطاقة الذرية الوطنية في المفاوضات على أنه مؤشر على سير المفاوضات نحو الإيجابية ومؤشر على جديتها.
وضمن إشارته الى بعض النقاط التي تم حلها في المفاوضات نوه الى أن مجمع "أراك" للماء الثقيل هو من الإنجازات العلمية لأخصائيينا؛ ويجب أن يعمل بالماء الثقيل؛ إذ أنه مصمم أساساً للعمل بالماء الثقيل، هم كانوا يقولون يجب أن لا نستخدم الماء الثقيل؛ لكننا لم نرضخ لذلك؛ وفي النهاية وافق الأميركان على استخدام الماء الثقيل؛ ولكن وبالطبع بالابتكار والتصميم الإيراني.
وأضاف: نحن خفضنا حجم البلوتونيوم؛ إذ أننا لسنا بحاجة إليه أساساً؛ أي أن مخلفات مفاعل أراك لا تنفعنا عملاً بشيء؛ واقتناءها صعب ومكلف؛ وفي هذا المجال تراجع الأميركان عما كانوا يطالبون به.
وبشأن حجم إنتاج البلوتونيوم شدد الدكتور بروجردي على أن الحجم المنتج من البلوتونيوم سوف لن يكون بالمقدار الذي يثير القلق لدى الغرب؛ موضحاً أن: القضية تكمن في رؤيتهم إذ أنهم ينظرون إلى أي بلد ينتهج النشاط النووي السلمي على أنه يريد تصنيع القنبلة؛ وهذا يعود إلى رؤاهم التواقة لصناعة القنابل؛ نحن نعارض بشدة صناعة القنابل النووية؛ ولكي نقلل من هواجسهم قمنا بتنفيذ مشروع يتم فيه إنتاج البلوتونيوم بحجم غير مثير للقلق؛ لكن استخدام الماء الثقيل يبقى في مكانه كأحد أصول البرنامج.
وأضاف: ما يهمنا هو الحفاظ على القدرات الوطنية ضمن منطق التخصيب؛ وبالطبع إننا نعمل وفق احتياجاتنا في هذا المجال.
وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي الاميركان وخلافاً لما سبق باتوا يعملون بجدية وواقعية أكثر؛ لذلك فإن الكثير من العقد الفنية قد تم حلها؛ وفي الجانب السياسي ونظراً لمجموع الدبلوماسية الإيرانية وكذلك توجههم السياسي؛ فإن مجموع الاتجاه يسير نحو أن يتم الاتفاق النهائي في أسرع فرصة.
وحول قرار مجلس الشورى الاسلامي حول صناعة مفاعلات لتوفير 20 ألف ميغاواط من الطاقة النووية، قال: على الحكومة تنفيذ هذا القرار؛ وبالطبع سيستغرق ذلك زماناً؛ نحن مصرون على التخصيب بصفته العلمية؛ لكن عدد أجهزة الطرد ومقدار الذخائر هذا شيء يجب الاتفاق عليه في المفاوضات.
وحول ذخائر اليورانيوم بصفتها إحدى نقاط الخلاف مع دول مجموعة "5+1" أكد الدكتور بروجردي انتفاء انتقال اليورانيوم المخصب إلى خارج إيران بشكل قاطع؛ وقال: إن الطرف الإيراني سوف لن يقبل بذلك؛ وإن مقدار تخصيب اليورانيوم هو ما تقتضيه احتياجاتنا.