الغارديان: تناقض كبير بين تصريحات "نتنياهو" وتقارير الموساد عن "نووي إيران"
لندن - وكالات انباء:- كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" التي ادعى فيها أن "إيران بحاجة لعام واحد لإنتاج قنبلة نووية”، التي أدلى بها في 2012، تتناقض مع معلومات مسربة عن جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد).
وذكرت "الغارديان” في خبر تصدر صفحتها الأولى، أن الموساد أرسل وثيقة سرية لمخابرات جنوب إفريقيا، تفيد بأن "إيران لا تقوم بأنشطة نووية تمكنها من إنتاج سلاح نووي، وليست بمستوى يؤهلها لتخصيب اليورانيوم، بما يكفي لإنتاج السلاح النووي”، وذلك بعد أسابيع من تصريحات نتنياهو في نيوريوك، خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول 2012، حيث دعا حينها المجتمع الدولي، إلى التحرك لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي.
ولفتت الصحفية إلى "أهمية توقيت التسريب، قبيل الكلمة المزمعة لنتنياهو، في الكونغرس الأمريكي، في 3 مارس/آذار المقبل، في ظل التوتر المتزايد بين تل أبيب، وواشنطن”، وأشارت الصحيفة أن "البيت الأبيض قلق من أن تلحق كلمة نتنياهو، ضررًا بالمفاوضات المتواصلة مع طهران بخصوص برنامج إيران النووي”.
جدير بالذكر أن الوثيقة المذكورة كانت ضمن مئات الوثائق المسربة المنسوبة لأجهزة استخبارات عالمية، تعود إلى الفترة ما بين 2006 و2014، حصل عليها فريق تقصٍ تابع لقناة "الجزيرة”، التي تنشرها بالتعاون مع صحيفة "الغارديان”.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية، نفت أن يكون لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علم بتفاصيل المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بخصوص البرنامج النووي للأخيرة، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جنيفر ساكي، في الموجز الصحفي من واشنطن يوم الخميس: "ليست هناك اتفاقية حتى الآن (مع إيران)؛ لذا فمن الصعب لأحد أن يعرف”.
وكانت واشنطن قد أكدت أنها لا تطلع "إسرائيل" على كافة تفاصيل المفاوضات بينها وبين إيران؛ خوفًا من تصريحات غير دقيقة يمكن أن تقوض المفاوضات أو تعرقلها، وبينت "ساكي” أن نتنياهو كان مخطئًا في توقعاته بخصوص المفاوضات مع إيران بقولها: "أريد الإشارة إلى مسألة واحدة عن سنة ونصف خلت، لقد كان هنالك الكثير من الشك من إسرائيل وغيرها بخصوص خطة العمل المشتركة وما يمكن أن تعنيه وما يمكن أن تشمله ومدى التزام أو عدم التزام إيران بمتطلباتها، لقد فعلوا، لقد توقفوا وعكسوا أجزاء عديدة من برنامجهم (النووي)”.
وأكدت أن بلادها تتخذ "إجراءات لضمان عدم بحث معلومات سرية ومعلومات لا نريد بحثها بشكل علني من أن تعلن على الملأ”، متحدثة الخارجية أكدت أن توصل مجموعة 5+1 إلى "اتفاقية جيدة مع إيران لن يجعل أمريكا لوحدها آمنة؛ بل سيجعل إسرائيل آمنة كذلك”.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" ادعى: إن "إسرائيل" على علم بتفاصيل الاتفاق السيئ الدائر بلورته بين إيران والدول العظمى، وقال نتنياهو في تصريح نقلته الإذاعة الإسرائيلية إن: "إسرائيل تعلم بتفاصيل الاتفاق الموجود قيد التبلور حاليًا بين إيران والدول الكبرى الست”، وأشار في تصريح سابق له أن أي إتفاق "سيئ” يجري توقيعه مع إيران سيجعلها تقترب من امتلاك سلاح نووي، وقالت القناة الأولى الإسرائيلية إن إسرائيل تخشى من اتفاق سريع مع إيران لا يوقف برنامجها النووي.
وكانت القناة الثانية قد نقلت عن مصادر لم تسمها قولها إن "(الرئيس الأمريكي باراك) أوباما، أوقف وضع نتنياهو والأجهزة الأمنية الإسرائيلية في تفاصيل المفاوضات مع طهران لاستخدامها في الساحة الداخلية الإسرائيلية”.
ومنذ عام (2003)، والغرب يثير الشكوك في نية طهران، ويتهمها بالسعي لإنتاج سلاح نووي، الأمر الذي تنفيه طهران، وتعلن أنها تطور برنامجها النووي من أجل أغراض سلمية.