هل نعت العمليات العسكرية على الارض الحلول السياسية بسورية ؟؟
هشام الهبيشان
تتسارع ألاحداث الخاصة بالحرب المفروضة على الدولة السورية، لقاءات ومؤتمرات ورسائل سرية وعلنية وأشاعات كثر وتفاؤل يشوبه الغموض،فمن من جنيف”1″ ألى جنيف "2”ألى موسكو "1”ألى القاهرة”2″ ,ولامسار وأضح ألى ألان بخصوص ألوصول الى حل سياسي سريع للأزمة السورية،، وأخر هذه التحركات والمبادرات "الغامضة نوعآ ما ألى ألان " هي التحركات الجارية بالقاهرة ,التي تضم وضمت وفودآ من معارضة الداخل والخارج السوري ,وسبق هذه الوفود وفدآ من الجمهورية العربية السورية ,فحراك القاهرة يبدو انه مرتبط نوعآ ما بحراك موسكو فنائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف قام بالفترة ألاخيرة بمجموعة تحركات سياسية شملت دول خليجية وسورية ولبنان وتركيا وتواصل مع أطراف النزاع السوري ومع الاتراك والسعوديين وبعض ألاطراف السياسية ألاخرى بدول الخليج ، ومن الواضح أن النتيجة التي خرج بها المبعوث الروسي بعد الجولة على بعض هذه العواصم ,أن معظم الفرقاء متفقين فيما بينهم أن لا حل بسوريا ألا من خلال الحسم العسكري،، هكذا يجمع الاتراك والسعوديون والقطريون على ألاقل ومرجعيتهم بذلك هم الامريكان والفرنسيين.
*مبادرة ديمستورا بين الغموض والتسأولات المشروعة ؟!.
على صلة بمؤتمرات موسكو والقاهرة , نرى بوضوح حجم الغموض الدائر حول مبادرة ستيفان دي ميستورا المبعوث الدولي ألى سورية،، فهذه التحركات والمبادرات التي يحملها ميستورا من الغرب، ويتوجه بها الى دمشق،، تعطي مؤشرات واضحة أن هناك مخطط ما يجري الاعداد له بمطابخ صنع القرار الغربي وخصوصآ بدوائر صنع القرار ألامريكي –الفرنسي- التركي ،، فإيقاف القتال بحلب وتجميده، بين أطراف الصراع هناك،، بحجة التفرغ لقتال داعش،، والقدرة على تأمين وصول المساعدات الغذائية والطبية للمدنيين المتضررين من هذا القتال بالمدينة،، هي حجج واهية جدآ.
ويقرأ بعض المطلعين والمتابعين هنا لمسار ألاحداث العسكرية بمدينة حلب ,,أن الهدف من وراء هذه المبادرة التي يحملها ميستورا،، هي أتاحة الفرصة أمام اجهزة الاستخبارات الامريكية والفرنسية والبريطانية والسعودية والقطرية والتركية لاعادة تسليح و ترتيب وتجميع صفوف المجموعات المسلحة بالشمال السوري، بعد الخسائر التي تلقتها مؤخرآ تحت ضربات الجيش العربي السوري,,الذي شارف تقريبآ على أطباق الحصار على المسلحين المتواجدين ببعض أحياء مدينة حلب.
*معركة الشمال الكبرى وفتح معركة الساحل السوري والرهان على جبهة النصرة ؟؟.
لقد كانت معركة وادي الضيف والحامدية في ريف أدلب الجنوبي ,ومعركة نبل والزهراء "الفاشلة "بريف حلب الشمالي هي نقطة البداية لتعويم جبهة النصرة من جديد تركيآ وقطريآ وفرنسيآ ،فالواضح هنا أن هناك أستعدادآ واضحآ من قبل الجبهة ومن خلفها ألاتراك "تحديدآ " لمعارك كبرى ستنطلق بالشمال السوري وستمتد على ألاغلب الى الساحل السوري،، كما تشير معظم التقارير السرية المسربة التي تتبادلها اجهزة الاستخبارات المعنية وتسربها وسائل الاعلام الغربية،، وستكون هذه المعارك الكبرى بالشمال السوري والتي متوقع ان تشمل الساحل السوري هذه المرة وبقوة وزخم أكبر من العمليات الماضية ,,وستمتد لتشمل الشمال الغربي لتشمل أدلب المدينة ومحاولة العودة وبقوة الى الوسط السوري الى ريفي حماة الشمالي والغربي وذلك سيتم من خلال دعم جبهة النصرة كبرى المجموعات المسلحة بهذه المناطق، والزج ببضع مئات من المقاتلين الشيشان والافغان و السوريين و التي تتحضر بعض أجهزة ألاستخبارات للزج ببعضهم المتبقي بعد ألانتهاء مؤخرآ من مراحل تدريبهم وتجهيز تسليحهم بمعسكرات تدريب خاصة بدول الجوار السوري,,وطلائع هذه المجموعات المدربة حديثآ بدأت بخوض معارك”فعلية " واسعة بالفترة ألاخيرة بريف أللاذقية الشمالي وبجبل التركمان وبمناطق نبع المر وكسب وبمحيط المرصد 45.
*الجنوب السوري يشتعل مجددآ والنصرة تعمق تحالفها مع ألاسرائيليين.
الجنوب السوري هو الاخر يشهد الآن معارك كبرى وخصوصآ بمدن تتصل جغرافيآ مع العاصمة دمشق وريفها، فهناك بمدن درعا والقنيطرة وريفهما تدور معارك كبرى،، والهدف هو الوصول الى ربط ريف دمشق الغربي بريفي درعا والقنيطرة،، ويبدو واضحآ بهذه المرحلة قوة التحالف بين جبهة النصرة كبرى الفصائل المسلحة بالجنوب السوري وبين الاسرائيليين،، الذين يديرون ويتحكمون ويدعمون ويمولون ويسلحون معارك بعض المجموعات المسلحة ومن ضمنها جبهة النصرة بالجنوب السوري وخصوصآ بمدينة القنيطرة وريفها وذلك بدأ واضحآ من خلال معارك بلدات تل كروم و البعث وخان أرنبة بمدينة القنيطرة,فمع تجدد هذه المعارك برز الى الواجهة عمق التحالف بين النصرة والاسرائيليين.
فقد حاولت أسرائيل رفع معنويات المقاتلين هناك من خلال قيام الطيران الاسرائيلي بعدوان على بعض المواقع العسكرية بمدينة دمشق ,,فألاشهر القليلة الماضية شهدت هي ألاخرى عمليات واسعة للمجاميع المسلحة المعارضة بالجنوب السوري ,,فبعد عمليات سريعة وخاطفة قامت بها مجموعات مسلحة "جبهة النصرة، الجبهة الاسلامية، لواء بني أمية، وبعض الفصائل الاخرى” وبعدد مقاتلين يتجاوز 800 مقاتل نجحت هذه المجموعات المسلحة بأسقاط قرى وبلدات بريف درعا الغربي ومحيطها "نوى -أجزاء واسعة من الشيخ مسكين -الشيخ سعيد -مقر اللواء 112 مجموعة تلال أستراتيجية تحيط بهذه المواقع "وسط تراجع ملحوظ لعناصر الجيش العربي السوري المتواجدين بهذه المواقع والبلدات” ألاستراتيجية "، والتي تعتتبر من طرق ألامداد الرئيسية للجيش العربي السوري بأتجاه مدن الجنوب السوري، من خلال طريق دمشق -درعا، وهو مايفتح الباب أمام هذه المجاميع المسلحة للسيطرة على طرق وخطوط أمداد الجيش العربي السوري المتجهة الى الجنوب السوري.
فبعد معارك أرياف القنيطره الاخيرة والتي انطلقت بشهر أب الماضي، ومعارك أرياف درعا، انطلاقآ الى معارك تلال المال و الحارة الاستراتيجيان وصولآ الى المعارك التي تدور حول معبر نصيب الحدودي مع الاردن، الى معارك جبل الشيخ، ووصولآ الى معارك ريف درعا الغربي، فهذه المعارك بمجموعها توضح أن هذه المعارك تدار برؤية أستراتيجية من قبل من يدير هذه المجاميع المسلحة المعارضة للنظام السوري،، والهدف هو الوصول الى العمق الاستراتيجي للعاصمة دمشق، وفق رؤية القائمين على هذا المخطط.
*دمشق تتحضر لمعارك كبرى.. معارك تحسم بالغوطة الشرقية وتتوسع بالغوطة لغربية.
في العاصمة دمشق وريفيها الشرقي والغربي ظهر واضحآ أن هناك مؤشرات كبرى توحي باقتراب معركة دمشق الكبرى، وهنا يظهر واضحآ أستشعار القيادة العسكرية السورية بخطورة الوضع بالجنوب السوري وأثره المستقبلي على العاصمة دمشق وريفها، ولهذا شاهدنا بالفترة الاخيرة تحركات واضحة للجيش العربي السوري بعموم مناطق دمشق وريفها، واسفرت عن حسم جملة أهداف تمثلت بالمليحه، حتيتة الجرش، وادي عين ترما، عدرا البلد – العمالية، الدخانية، وبعض القرى والبلدات الصغيرة خصوصا بريف دمشق الشرقي، وما زالت العمليات مستمرة بعموم مناطق العمق الأستراتيجي للغوطة الشرقية بريف دمشق.
وبالتوازي مع كل هذه المعارك التي تجري بعمق الغوظة الشرقية،تعود الغوطة الغربية الى واجهة الاحداث من جديد ,فبعد فتح مسلحي الجبهة الجنوبية مسار جديد للمعارك يهدف الى ربط أرياف القنيطرة ودرعا بريف دمشق الغربي ومنه الى باقي مناطق وارياف دمشق والقلمون ,فتحت من جديد معارك الغوطة الغربية على مصارعيها وخصوصآ بمناطق ,خان الشيخ –الطيبة –داريا –عين البيضا –اوتستراد السلام.
*أخر تفاصيل ومستجدات معارك مطار دير الزور والجبهة الشرقية.
مع تسارع ألاحداث على الجبهة الشرقية السورية هذه الأيام,,برزت ألى الواجهة احداث مطار دير الزور العسكري ,,والهمجات الانغماسية المتلاحقة لمقاتلي تنظيم داعش الهادفة ألى اسقاط المطار ,وأخر المؤشرات الواردة من هناك تؤكد أن الجيش العربي السوري المتمركز داخل المطار وبعض المناطق المحيطة فيه ,,قد نجح بضرب الخطوط ألاولى بصفوف المهاجمين للمطار وبعض المناطق المحيطة فيه ,,وقد كبدهم خسائر واسعة بصفوفهم ,,يقدرها بعض المطلعين بالمئات من القتلى والجرحى ,,وخسائر كبيرة وواسعة بالمعدات العسكرية ,,كما تتحدث هذه المصادر المطلعة ايضآ عن سقوط العشرات من الشهداء والمصابين بصفوف المدافعين عن المطار ومحيطه نتيجة هذه المعارك ,,والحقيقة الثابته للأن ان المطار باكمله مازال تحت سيطرة الجيش العربي السوري,,وان افراد الجيش العربي السوري المتمركزين بالمطار ومحيطه ,,كبدو المهاجمين خسائر فادحة اجبرتهم على التراجع ,وان الجيش ألان قد أستعاد زمام المبادرة ,,وقد قام بالفعل بعمليات وضرب اهدف متقدمة للمهاجمين خصوصآ ببلدات "حويجة الصكر ,,والجفرة ,وحويجة المريعية ",وللأن مازالت المعارك مستمرة بمحيط المطار مع وجود مؤشرات كبرى توحي بان الجيش العربي السوري قد استعاد زمام المبادرة بمحيط المطار.
* هل نعت العمليات العسكرية على ألارض الحلول السياسية بسورية.
يبدو واضحآ أن مجريات الميدان السوري ومسار المعارك على الأرض لايوحي أبدا بإمكانية الوصول ألى حل سلمي او حل سياسي للأزمة السورية بسهولة،، فما زالت المعارك تدور على الارض وبقوة وزخم اكبر،، ومع دوي وارتفاع صوت هذه المعارك، يمكن القول أنه بهذه المرحلة لاصوت يعلو على صوت البارود، ومسار الحسومات العسكرية لجميع ألاطراف,وأي حديث عن مؤتمرات هدفها الوصول الى حل سياسي للأزمة السورية ماهو بالنهاية ألا أمنيات وكلام فارغ من أي مضمون يمكن تطبيقه على أرض الواقع،، فامريكا وحلفائها بالغرب وبالمنطقة كانو وما زالو يمارسون دورهم القذر الساعي الى أسقاط الدولة السورية ونظامها بأتون الفوضى،، والروس يدركون ذلك، والنظام العربي السوري يعلم ذلك جيدآ،، ولذلك بدأ تحضيراته العسكرية لردع أي مخطط يستهدف أمن العاصمة دمشق وتعزيز تواجده وبقوة بمدينة أللاذقية وريفها ومدينة أدلب وحلب وريف حماه،وتعزيز قواته شرقآ ،، وألى حين أقتناع أمريكا وحلفائها بحلول وقت الحلول للأزمة السورية ستبقى سورية تدور بفلك الصراع الدموي، ألا أن تقتنع أمريكا وحلفائها ان مشروعهم الساعي الى تدمير سورية قد حقق جميع أهدافه، أو أن تقتنع بأنهزام مشروعها فوق الأراضي السورية، وألى ذلك الحين سننتظر مسار المعارك على الارض لتعطينا مؤشرات واضحة عن طبيعة ومسار الحلول للأزمة السورية