الشيخ علي سلمان: تحقيق مطالبنا الكاملة هي من توقف حراكنا
هشام الهبيشان
بهذه المرحلة يبدو واضحآ لجميع المتابعين لتداخلات الفوضى بالحالة البحرينية أن الوضع البحريني يعاني من حالة فوضى وتخبط وأزمة داخلية صعبة يصعب تجاوزها الان بسهولة ,, فبعد أن تم أجراء ألانتخابات بظل مقاطعة غالبية قوى المعارضة البحرينية لهذه الانتخابات ,وما لحق بذلك من حملة أعتقالات طالت رموز المعارضة البحرينية وعلى راس هؤلاء الأمين العام لجمعية الوفاق الشيخ علي سلمان,,ووجهت له السلطات البحرينية تسع تهم هي "التحريض على كراهية نظام الحكم، والدعوة لإسقاطه بالقوة وتحبيذ الشباب بأن الخروج على النظام جائز شرعا، وإهانة القضاء والسلطة التنفيذية، والتحريض علانية على بغض طائفة من الناس، والاستقواء بالخارج وبث بيانات واخبار كاذبة من شأنها اثارة الذعر والإخلال بالأمن، والمشاركة في مسيرات وتجمعات تتسبب في الأضرار بالاقتصاد” ومن هنا يبدو أن المشهد البحريني يتجه الى المزيد من التصعيد ,الى مزيد من الفوضى في البلاد بعد دعوة قوى المعارضة البحرينية الى التصعيد ردآ على قرارات الاعتقالات بحق رموز المعارضة البحرينية.
*ما المسار المستقبلي المتوقع لحالة لفوضى بالبحرين ؟؟.
ومن هنا يمكن قراءة الواقع البحريني المستقبلي على أنه واقع يتجه ألى المزيد من الفوضى والاضطرابات ,,فالمتابع لمسار الفوضى بدولة البحرين منذ عام 2011، والتي ولدت حينها لأسباب تتعلّق بسياسة التهميش والإقصاء التي كانت تمارسها السلطات، ولا زالت، على فئة كبيرة وطيف واسع من عموم الشعب البحريني،كما تتحدث قوى المعارضة بالبحرين , وما تبع ذلك من ردّات فعل شعبيّة على هذه السياسات، يستطيع أن يقرأ ويحلّل خطورة المرحلة القادمة على الدولة البحرينيّة بكلّ أركانها.
فداخليآ، اليوم تعاني البحرين ازمة اجتماعية -اقتصادية -ثقافية -سياسية، مركبة فهي اليوم تعيش كدولة بحالة فوضى، خصوصآ بعد أعلان المعارضة مقاطعة الانتخابات ومن المعروف ان المعارضة تشكل ثقل سياسي واجتماعي بالبحرين،وما تبع ذلك من حمالات اعتقالات لرموز المعارضة،وعلى راس هؤلاء الشيخ علي قاسم ,, فاليوم يبدو أن النظام البحريني وصل بحواره مع بعض الفئات من الشعب والقوى السياسية المعارضة بالبحرين الى طريق مسدودة،، ومن هنا فمن المتوقع أن تفرز حالة أنعدام الثقة في البحرين بين المعارضة والسلطة الحاكمة في البحرين،، حالات التمرد المجتمعي بالكثير من المناطق والمدن البحرينية،التي بدأت تظهر للعيان بشكل واضح، مع محاولة البعض اضفاء الطابع الطائفي عليها لتحويل الانظار عن حقيقة الازمة الاقتصادية -البوليسية -السياسية المركبة بالبحرين، والتي تتحدث عنها المعارضة البحرينية بشكل دائم مبررة موقفها من معارضة سياسات النظام البحريني بأن النظام يحاول مصادرة أرادة الشعب البحريني.
*رسالة أخيرة للنظام البحريني وللمعارضة ؟؟.
اليوم مجموع هذه الملفات، الاقتصادية والسياسية والقبضة البوليسية ومصادرة حرية الشعب البحريني بحجج واهية، ،، فهذه بمجموعها وبألاضافه الى الحكم الجائر باعتقال الشيخ علي سلمان، تستدعي حالة من الصحوة الذهنية والظرفية والزمانية عند العقلاء بالنظام البحريني، ليقفو بجانب الحق وليعملو على أعطاء بعض فئات الشعب البحريني على أساس المواطنة الكثير من حقوقها المسلوبة، لبناء وتأطير مسار الاصلاح الثابت والمتجدد بعيدا عن حالة التخبط والهستيريا الحاقده بأخذ القرارات، الظالمة بحق هذه الفئات.
وبالنهاية، فهنا قد يتسائل البعض، هل من المتوقع أن نرئ مسار جديد يحمل نوعا من الاصلاح المتأخر داخل نظام الحكم البحريني يعيد الامور الى مسارها الصحيح ؟؟ ومن خلال ذلك أن تم فهل سينجح العقلاء من النظام البحريني بالحفاظ على مكانة ووحدة المملكة ويعيدو خلط الاوراق بالداخل من جديد بمسار جديد يضمن ان تكون البحرين بعيده عن تقاطعات الفوضى ؟؟ ويعملو على أنجاز مجموعة هذه الاصلاحات !!، ومن أهمها ألأفراج الفوري عن الشيخ علي سلمان، أما أننا سنرئ نفس العقلية ستستمر بصنع واتخاذ القرار بالمملكة !!،، ورسالتي لكل أطياف المعارضة أن يبقوا على نهجهم السلمي الذي عودونا عليه للمطالبة بحقوقهم,,. من هنا سننتظر أن تقدم السلطة الحاكمة بالبحرين تنازلات عقلانية تخدم طبيعة المرحلة، وننتظر في المقابل من المعارضة أن تقدم هي الأخرى بعض التنازلات العقلانية، التي بمجموعها ستوصل البحرين إلى شاطىء الأمان، لأن أي مسار فوضوي آخر سيكون هو الأخطر على مسيرة البحرين، وسيكون له عواقب كارثية على كل أركان الدولة البحرينية وجزء منها الشعب البحريني