المفكر المسيحي إنطوان بارا لـ«تسنيم»: أبكي الامام الحسين دوماً .. والمذهب الشيعي أعلى درجات العشق الالهي
قال إنطوان بارا ، المفكر و الكاتب والصحافي المسيحي السوري ، مؤلف كتاب "الحسين في الفكر المسيحي" ، ان المسيحين العرب يولون احتراما خاصا لاهل البيت عليهم السلام ، كما توجد في اغلب بيوت المسيحيين ، صورة الامام علي بن ابي طالب عليه السلام ، اذ انهم يعتقدون انه ، يشبه الى حد كبير النبي السيد المسيح عليه السلام ، مؤكدا ان المذهب الشيعي ، هو اعلى درجات العشق الالهي .
وعلى هامش انعقاد "الملتقى الدولي للرواد الحسينيين الاوائل" ، اجرى مراسل القسم الثقافي بوکالة تسنيم الدولية ، حوارا خاصا مع هذا المفکر المسيحي الشهير ، فيما يلي جانب من هذا الحوار:
تسنيم : بداية اوضح لنا سيرتک الذاتية
- اني الدکتور "أنطوان بارا" ، کاتب و صحفي ابلغ من المعمر 71 عاما سوري الاصل أقيم حاليا في الکويت.
تسنيم : کم هو عدد ابناؤک ؟
- لي اربعة ابناء واربعة أحفاد . و احد ابنائي اسمه "يوسف" 23 عاما ، وهو اصغرهم سنا ومضى عليه 11عاما وهو يقرا القصائد و الاشعار في مدح الرسول الاکرم صلى الله عليه وآله وسلم بالاضافة الى قصائد اخرى. کما انشد ايضا الکثير من اشعار الشاعر الايراني جلال الدين الرومي "مولانا" .
تسنيم : حدثنا عن مؤلفاتک التي أزيح الستار عنها في إيران .
- لقد أُزيح الستارعن کتابين من کتبي ، في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، الاول بعنوان "الحسين في الفکر المسيحي" الذي ألفته قبل 35عاما وامضيت في تاليفه و اخراجه اکثر من 10 اعواما و الذي ازيح الستار عنه في إيران . اما الکتاب الثاني هو کتاب عن العقيلة زينب عليها السلام ودورها في اکمال مسيرة الطف ، فانها کان الصرخة المدوية للامام الحسين عليه السلام وهو کتاب "صرخة أکملت مسيرة" واستغرقت کتابته اکثر من 10 اعواما وتم ازاحة الستار عنه ايضا في ايران .
تسنيم : متى بدأت بالکتابة عن الإمام الحسين عليه السلام؟
- منذ طفولتي بدأت بالکتابة عن الإمام الحسين عليه السلام ، و الکتاب الاول الذي قرائته في هذا المجال هو کتاب "مقتل السيد مقرم" الذي يعتبر من المقاتل المشهورة للشيعة . لقد اقترضت هذا الکتاب من احد الاصدقاء، وبينما کنت اقرأ الکتاب کنت اکتب على هامش الکتاب ايضا ، الى ان قال لي صديقي انک تهمش الان على الکتاب ، لماذا لا تألف کتابا بنفسک وکانت هذه الکلمات بمثابة الشرارة الاولى في ذهني لتشجيعي على الکتابة وکانت ابلغ آنذک 17 عاما . و بالفعل بدأت بالکتابة في عمر 22 عاما و کتبت في البداية قصصا عن الحب . وبعد ذلک توجهت للکتابة عن التاريخ الاسلامي . لما کانت المصادر في هذا المجال کثيرة ومتنوعة، فلقد شعرب بعد مدة بالتعب والضياع ولذلک توقفت لفترة عن الکتابة . الا ان صديقي قال لي انک تستطيع بکرامة الإمام الحسين عليه السلام ان تعاود الکتابة مرة اخرى ، بالفعل تمکنت من الاستمرار في الکتابة وان اتم تأليف هذا الکتاب "الحسين في الفکر المسيحي" الا انني لم اتمکن ان أکتب کتاب مثل هذا . الإمام الحسين أوجد تغييرا في مسيرة حياتي
تسنيم : ما هو انطباعک عن الإمام الحسين عليه السلام
- ان الامام الحسين عليه السلام کان له الاثر البالغ في مسيرة حياتي و الذي اوجد تغييرا في هذا الجانب . ان الانسان عندما ينظر الى الامام الحسين عليه السلام فانه يبتعد عن الحالات الدنيوية ويقترب الى الجوانب الروحية.
تسنيم : هل ان المسيحيين يواجهون بضعوط عائلية عندما يريدون البحث والتحقيق حول الدين الاسلامي ؟ وهل کان الامر کذلک بالنسبة لک ؟ .
- انني لم أواجه اية مشکلة من عائلتي في هذا السياق لان المسيحيين العرب، يتمتعون بالبصيرة واحترام أهل البيت عليهم السلام ، ويوجد في اغلب بيوت المسيحيين صورة الإمام "علي بن ابي طالب" عليه السلام ، لانهم يعتقدون انها تشبه صورة النبي عيسى المسيح عليه السلام .
تسنيم : ما هو تاثير تربيتک العائلية في اندفاعک للبحث عن أهل البيت عليهم السلام ؟
- انني ترعرعت في بيت کان في اطرافه نحو 400 مصدر اسلامي وان والدي لم يکن لهما اية مشکلة في هذا الجانب وحتى انني درست في احدى المدارس الاسلامية . فاذا کان طالب مسيحي يدرس في مدرسة حکومية اسلامية لم يکن ضروريا الحضور في درس التعاليم الاسلامية ، الا انني تعلمت برغبة درس الدين الاسلامي، وحتى کنت الاول في هذا الدرس.
أبکي دائما على الامام الحسين (ع)
تسنيم : هل حدث مرة ان بکيت عندما کنت تبحث او تحقق عن الامام الحسين (ع) ؟ کيف يمکن ان تصف تلک اللحظات ؟؟
- انني لم ابک على الإمام الحسين عليه السلام فقط عندما احقق او ابحث عنه ، بل ابکي حتى عندما اتحدث عنه عليه السلام ايضا . ان الانسان لا يستطيع عندما يسمع حادثة استشهاد الرضيع "علي الاصغر" عليه السلام والسهم الذي رماه حرملة نحوه ، أو عندما يسمع کلمة عنه ان يجتنب البکاء.
الصحفيون يلقبوني المسيحي الشيعي الهوى
تسنيم : هل القيت مخاضرة لغير المسلمين عن "سيد الشهداء" عليه السلام ؟
- انني القي کلماتي و محاضراتي لجميع الاديان ، حتى ان الصحفيين باتوا يلقبوني بالمسيحي المتشيع .
قصة مشارکة المسيحي "أنطوان" بمسيرات الأربعين
تسنيم : لقد ذکرت في احدى محاضراتک بانک شارکت في مواکب المشاة من النجف الى کربلاء .. کيف کان شعورک في ذلک الوقت؟
- لقد انطلقت من النجف الاشرف ووصلت الى وادي السلام وخلال ثلاثة ايام وصلت الى کربلاء . ان النوم والغذاء لم يکن لي مهما خلال هذه الفترة وکنت لا اهتم للحلويات التي کانت توزع على المشاة في هذا الطريق بل ان هدفي کان اکبر من هذه القضايا . وحتى عندما کنت اذهب لمقام السيدة زينب عليها السلام في سوريا کنت ارى نفسي وضيعا و صغيرا امام عظمة ومکانة هذه السيدة .
لماذا شارک الامام الحسين (ع) السيدة زينب(ع) في ثورة عاشوراء ؟
تسنيم : لقد کتبت عن العقيلة زينب عليها السلام بعد سنوات من البحث والدراسة .. برايک ما هي احلى نقطة في هذا الصدد ؟
- يمکنني تلخيص الجواب في جملة واحدة هي انني اعتقد ان الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء ، کما وان نهضة عاشوراء حسينية الوجود زينبية البقاء. زرت کربلاء 7 مرات
تسنيم : ما مدى تاثير زيارتک لکربلاء على کتاباتک ؟
- لقد زرت کربلاء 7 مرات . و کانت لهذه الزيارات الاثر البالغ في کتاباتي وان صدى هذه الزيارات ترددت في الملتقى ربيع الشهادة الذي نظم في کربلاء المقدسة . لقد القيت کلمة في هذا الملتقى وتطرق الى هذه التجربة الثرية. وبعد زيارتي هذه لمدينة الاهواز اتوجه للنجف وسوف اتطرق هناک في کلمة لي عن زيارتي هذه الى الاهواز .
انا وعائلتي متمسکون بأهل البيت عليه السلام
تسنيم : السيد انطوان .. لقد ألفت عدد من الکتب عن اهل البيت عليهم السلام .. فلماذا لم تسلم لحد الان ؟
- لقد کانوا بلقبوني في احدى اللقاءات بالمسيحي المتشيع . الا ان احدى السيدات التي کانت تدعى "خديجة" طلبت مني في قصاصة ورق ان التقي بها وکانت اکبر السيدات عمرا بين الحاضرين ، و قالت لي انک لست مسيحيا بل انک شيعي الاصل . و بالطبع لطالما سألوني هذا السؤال . ليس المهم هو اني شيعي ام مسيحي بل المهم عقيدتي . اني وعائلتي من المتمسکين باهل البيت عليهم السلام . ان هناک الکثير من المسلمين .. الا انهم لا يعتقدون باهل البيت عليهم السلام .
تسنيم : کم عرفت عن "العباس" عليه السلام خلال هذه السنوات ؟ ألا تريد ان تألف کتابا عنه ؟؟
- بالطبع انني احب ان اکتب مثل هذا الکتاب . ان ابا الفضل العباس عليه السلام شخصية بارزة ومهمة في التاريخ الإسلامي. انه انسان شجاع ودافع بوفاء عن الإمام الحسين واخته العقيلة زينب عليهما السلام، انه تفانى وضحى حتى اللحظات الاخيرة من حياته الشريفة .
تسنيم : ما هي التغييرات التي حصلت في مجال بيان مفاهيم اهل البيت عليهم السلام، وهل شعرت بهذا التغيير ؟
- لقد زرت الجمهورية الاسلامية الايرانية بعد تاليف کتابي عن الامام الحسين عليه السلام، سبع مرات . الحمد لله الذي وفقني ان يکون لي الکثير من الجهود في هذا الجانب ومنها المشارکة في الاجتماعات والملتقيات وان الاهتمام باهل البيت وحرم الامام الرضا عليه السالم في ايران جيد جدا.
المفکر المسيحي انطوان بارا يشارک بمسيرات الأربعين لهذا العام
هذا و افادت مصادر وکالة تسنيم الدولية للانباء بأن المفکر المسيحي السوري إنطوان بارا ، ناصر امير المؤمنين ، شارک في مراسيم زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) لهذا العام سيرا على الأقدام لمؤازرة ملايين الزوار القادمين من مختلف ارجاء العراق و العالم وإبداء إعجابه بهذا الحدث الذي وصفه بـ"السحر الإلهي" في الوقت الذي اعلن عن قيامه بتأليف کتاب يتناول فيه شخصية الإمام علي (ع) ، و الذي باشر بالعمل عليه منذ سبع سنوات . و قال المفکر المسيحي انطوان بارا في بيان : "انه يعجز عن وصف زيارة الأربعين التي تستقطب ملايين الزوار من شتى أنحاء العالم يترکون منازلهم ليقطعوا آلاف الکيلومترات سيرا على الأقدام لأداء مراسيم زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع)" .
هذا هو موکب الفکر المسيحي انطوان بارا و اولاده في مسيرات الاربعين لهذا العام
من جهة أخرى أعلن المفکر انطوان بارا عن "قيامه بتأليف کتاب يتناول فيه شخصية الإمام علي (ع) و الذي باشر بالعمل عليه منذ سبع سنوات ولا يزال مستمرا فيه لينتهي من تأليفه بعد سنتين ليکون لائقا بشخصية امير المؤمنين". واوضح هذا المفکر أن "الکتاب عبارة عن قراءة تفکيکية و تحليلية لمواقف وأقوال وشخصية الإمام علي (ع) من جميع جهاتها النفسية والعقائدية والجهادية والرسالية والاجتماعية وقضايا الحکم وغيرها".