عندما يصبح السيسي درعاً لـ تل أبيب ؟
أعربت وسائل الإعلام الإسرائيلية مراراً هذا الأسبوع ، عن قلقها العميق إزاء تصريحات الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي” والتي أعلن فيها استعداده لإرسال قوات إلي فلسطين لمساعدة السلطة الفلسطينية .
لكن يبدو أن الحقيقة هي شيء آخر. فالصهاينة في حربهم الأخيرة علی حماس وهجومهم الواسع النطاق على قطاع غزة ، لم يحققوا شيئاً عملياً ، بل على العكس من ذلك ، فإن الحرب قد زادت من شعبية حماس في قطاع غزة وحتي الضفة الغربية. ومن ناحية أخرى ، انطلقت شرارة انتفاضة أخرى بعد تلك الحرب ، وفي الوقت نفسه نسمع همسات عن تسليح الضفة الغربية أيضاً.
الوضع الحالي يقوي جبهة حماس بين الفلسطينيين أنفسهم ، وهذا يعني أن الأجواء في الأراضي المحتلة أقل أمناً . ولا شك أن تل أبيب سترحب بأي قرار أو تحرك يوقف هذا الوضع ، ولا يوجد شيء أفضل للإسرائيليين أن يقوم المصريون وعبدالفتاح السيسي بتنفيذ هذه المهمة لهم .
وفي حال وصول الأسلحة إلى الضفة الغربية وإضعاف السلطة الفلسطينية، فلا شك أن قوات الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية لن تكون قادرة على السيطرة على الوضع ، وربما يلتحق بعض رجال الشرطة إلي المتظاهرين أيضاً . وفي مثل هذه الحالة هنالك حاجة إلى قوة عسکرية جديدة وغيرمحلية ولا شکوك في التزامها وتبعيتها ، والجنرال السيسي وجنوده هم الخيار المناسب لتنفيذ هذه العملية الوقائية .
ومن الواضح أن المعارضة الظاهرة التي تبديها وسائل الإعلام الإسرائيلية لهذا الاقتراح ، نوع من الخداع والسعي إلي القول بأن تل أبيب وبعد مناقشة هذا الاقتراح ستقبل به مکرهة ، وتعتبر قبوله تنازلاً للفلسطينيين وخدمة لهم . وإلا فإن هذا الاقتراح سيقدم بلا شك حلاً ذهبياً ومنقذاً للصهاينة ، وقبوله سيصعّب عمل الفلسطينيين في المستقبل بشکل کبير . کما أن وسائل الإعلام الصهيونية نفسها وبعد أن أعربت عن قلقها إزاء اقتراح السيسي ، اعتبرت أن هذا المشروع هو بمثابة كابوس لحرکة حماس!
وقال السيسي حين طرح هذا الاقتراح : نحن مستعدون في حال تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة ، أن نرسل قوات لمساعدة الشرطة الفلسطينية وذلك بالاتفاق مع السلطة الفلسطينية وموافقة إسرائيل ، وسنطمئن الإسرائيليين بشأن هذا الدور الضامن.
وهذا يعني السيطرة على الفلسطينيين بالمال وقوات دولة إسلامية أخري ، والقلق الذي أعربت عنه وسائل الإعلام الصهيونية ليس إلا خداعاً .