kayhan.ir

رمز الخبر: 11401
تأريخ النشر : 2014December06 - 20:39

واشنطن وطمس الحقيقة!!

مهدي منصوري

يبدو ان سجل انتهاك حقوق الانسان في اميركا اخذت صفحاته تفتح وتظهر للعيان يوما بعد آخر، فالواضح منه والذي تبرز معالمه اليوم من خلال مسلسل قتل السود والتي لم تعد خافية على احد وكذلك ما اقدمت عليه من جرائم في المنطقة من خلال شن الحروب الظالمة واعطاء الضوء الاخضر للمرتزقة الذين جندتهم واشنطن لان يرتكبوا اي جريمة وحماقة تحت ذريعة الدفاع عن النفس والتي راح ضحيتها الكثير من الابرياء في كل بلد حلت فيه القوات الاميركية والانتهاكات الصارخة في سجن ابوغريب لازالت عالقة في اذهان العراقيين وشعوب العالم.

هذا ما ظهر وشهده العالم الا ان المخفى حتما سيكون الاخطر والاكثر رعبا وخوفا وهو ما لم تعلنه اجهزة المخابرات ولم تظهره للعالم. ولكن اليوم فقد ابرزت وسائل الاعلام خبرا يستدعي الوقوف عنده لما له من اهمية قصوى خاصة وانه ليتعلق بملف حقوق الانسان في اميركا وذلك عندما طلب وزير الخارجية كيري من جهاز استخبارات الكونغرس الاميركي ان لا ينشر تقريرا يتعلق بانتهاك هذه الحقوق خاصة بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر. وقد ابدى كيري قلقه الشديد حينما يصدر هذا التقرير لانه سيضع واشنطن امام موقف صعب جدا وسيترك اثاره السلبية في العالم خاصة المنطقة او الدول التي لها علاقات مع واشنطن، وبنفس الوقت فانه قد يؤثر على بعض المعتقلين الاميركان الموجودين لدى بعض المجموعات والدول وقد يؤثر وبشكل ما على حركة اميركا الصورية الاخيرة وهي الادعاء الكاذب بمحاربة داعش.

ولكن الشيء المهم والذي لابد من الاشارة والذي قد يكون ان كيري قد وضع الاصبع على الجرح من خلال سبب آخر ومهم يستدعي بعدم نشر هذا التقرير يؤكد فيه انه سيزيد حالة العداء لاميركا من قبل الشعوب.

اذن ومن خلال تاكيد كيري فان واشنطن تدرك جيدا ان هناك حالة من العداء لسياستها ولتواجدها بدأ يتفاعل في المنطقة وبصورة تقلق الادارة الاميركية، ولذلك فانهم يريدون اخفاء الحقائق الصارخة للجرائم التي ارتكبوها بحق الشعوب من اجل ان لا تتنامى هذه الحالة بحيث قد يعرض كل مصالحها للخطر. لانهم يدركون ان ردود الافعال من قبل الشعوب لايمكن السيطرة عليها او ايقافها عند حد معين.

ولكن وفي نهاية المطاف لابد من التاكيد ان واشنطن لايمكن في يوم ما ان تغطي الحقائق بغربال او تستطيع ان تستغفل الشعوب لان جرائمهم قد ازكمت الانوف برائحتها النتنة وهاهي اليوم اميركا تغلي من الداخل وبصورة تبرز مدى انتهاك الحقوق الذين يعيشون على ارضها من مواطنيها فكيف اذن يكون تعاملها واسلوبها مع من وصفت عليهم علامة الاعداء فمن الطبيعي ان يكون الانتهاك اكبر واعظم؟.