kayhan.ir

رمز الخبر: 11127
تأريخ النشر : 2014December01 - 21:28

ما سرّ حُنق البعض على المرجعية والحشد الشعبي وإيران؟

سامح مظهر

ايام صعبة عاشها العراقيون في مطلع شهر حزيران / يونيو الماضي عندما استباحت عصابات "داعش” محافظة الموصل والمناطق الغربية من العراق واقتربت من بغداد ، وهددت بدخول كربلاء المقدسة والنجف الاشرف ، على وقع حرب نفسية شنتها الجهات الداعمة لها والتي كانت تطبل لفتح عظيم يشبه فتوحات المسلمين في صدر الاسلام.

اكثر ما حز في نفس العراقيين واثار في قلوبهم المواجع ، كلام ابنة الطاغية السفاح صدام ، رغد ، وهي تعلن عن شكرها ل”عمها” المجرم عزت الدوري ، و "ابناء وابطال” ابيها المقبور من "الداعشيين” و "البعثيين” للانتصارات التي "صنعوها” ، معلنة ان الساعة قد ازفت لعودتها الى العراق.

هذه التطورات الخطيرة كانت متزامنة مع اخبار عن جرائم مروعة ارتكبها البعثيون الحاقدون و حلفاؤهم من "الداعشيين” بحق حرائر و شباب العراق ، حيث تم سبي نساء العراق وبيعهن في الاسواق ، وتوزيعهن على شذاذ الافاق من "الداعشيين” والبعثيين ، واُرتكبت مجزرة سبايكر الرهيبة ، التي ذهب ضحيتها نحو الفي من الشباب العراقي وهم في عمر الزهور.

كل هذه الجرائم النكراء كانت ترتكب بتواطؤ عدد كبير من الدول الاقليمية وعلى راسها السعودية وقطر وتركيا واسرائيل ، بينما امريكا فوقفت تتفرج ، و وضعت شروطا لتقديم اي مساعدة للعراقيين ، بينما العراقيون يذبحون كل يوم بالمئات والالاف على يد التحالف "الداعشي " البعثي ، ولم يوقف سيل الدم هذا وتقدم المغول الجدد صوب بغداد والمدن المقدسة بالعراق ، الا الفتوى التاريخية للمرجعية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بسماحة اية الله السيد علي السيستاني (حفظه الله) والتي دعا فيها العراقيين الى التطوع وحمل السلاح لوقف تقدم "داعش” والدفاع عن شرف العراقيات والمقدسات ، فهبت الملايين ملبية فتوى مرجعيتها الدينية ، وزحفت الحشود الشعبية الى المناطق الساخنة ، فاوقفت تقدم "داعش” والبعثيين عند ابواب بغداد ، وساهم الدعم الذي قدمته ايران للعراق على شكل اسلحة وعتاد حربي ومشورات عسكرية في وقف تقدم "داعش”.

بعد ان اخذ العراقيون زمام المبادرة وقاموا بشن هجمات مضادة ، كبدت "داعش” والبعثيين خسائر فادحة ، وحررت مناطق واراض مهمة واستراتيجية مثل امرلي وجرف الصخر وجلولاء والسعدية والكثير من المناطق الاخرى ، بدأ الاعلام الخليجي والتركي و "الداعشي” والبعثي والطائفيون والحاقدون المندسون في العملية السياسية ، ومنذ فترة بشن هجمات ظالمة تستهدف عناصر القوة الثلاثة المتمثلة بالمرجعية والحشد الشعب والدعم الايراني ، والتي افشلت والى الابد المخطط الارهابي الخطير الذي كان يستهدف الشعب العراقي بكل اطيافه ويهدد العراق كوجود.

بعد ان افشلت عناصر القوة هذه ، المخطط "الداعشي” البعثي ، لم تنفك الالة الاعلامية الخليجية "الداعشية” البعثية ، وهي تحاول التعرض للمرجعية بشكل او باخر ، وتصف الفتوى التاريخية للمرجع السيد السيستاني التي اقبرت مؤامرتهم ، باوصاف لا تليق الا بمطلقيها ، بينما الحشد الشعبي فناله من حقدهم الكثير ، حيث تحاول هذه الجهات يائسة الصاق وصف "ميليشيات” على الشباب العراقي الذي لبى نداء المرجعية وضحى بالغالي والنفيس للدفاع عن ارضه ومقدساته امام التكفيريين والبعثيين والحاقدين ، بل ان هذا الوصف الخبيث اخذ يردده الطائفيون والحاقدون الذين تسللوا الى المجلس الوطني والى داخل العملية السياسية ، في محاولة للتنفيس عن احقادهم على الحشد الشعبي عبر الصاق جرائم "داعش” والبعثيين بالشباب العراقي الذي ترك مقاعد الجامعات والمدارس وترك المصانع والمعامل ، واضطر لحمل السلاح للحيلولة ان ان يكرر "داعش” والبعثيون ما فعلوه في الموصل وتكريت ، في بغداد والنجف وكربلاء.

اما ايران ، فقد نالها من حقد هذا التحالف الخليجي التركي "الداعشي” البعثي حصة الاسد ، لمجرد انها قدمت السلاح والعتاد والمشورة ، لاخوانها العراقيين ، فلا يمر يوم الا ونقرا في الاعلام الطائفي التابع لهذا التحالف غير المقدس ، عن مشاركة " فيالق”!! و "الوية”!! و "افواج” !! من الجيش الايراني!! و الحرس الثوري الايراني!! في المعارك الدائرة في العراق ، وان المئات من الايرانيين قتلوا!! ، والعشرات اسروا !! على يد "داعش” والبعثيين ، وما الى ذلك من اكاذيب ودجل وتطبيل اعلامي وسياسي رخيص.

انه ومن خلال هذه الهجمة الاعلامية الخبيثة التي تستهدف المرجعية الدينية والحشد الشعبي والدعم الايراني للحكومة والشعب العراقي ، يمكن تلمس حجم الهزيمة المنكرة التي منيت بها "داعش” والجهات التي تقف وراءها ، فكل هذا الصراخ والعويل عن " الروافض” و "المجوس” و”الصفويين " من قبل هذه الجهات ، تبين قوة الضربة التي تلقوها من المرجعية الدينية والحشد الشعبي والدعم الايراني.