طهران مرغت انف الشيطان !!
احيا الشعب الايراني بالامس ذكرى مناسبتين مهمتين استهلمت احداها مداها من الاولى، فقد كان الايرانيون يعيشون ذكرى استشهاد الامام الحسين (ع ) الذي مثلت اعظم ثورة اصلاحية في العالم ضد هيمنة وسيطرة المتغطرسين والمتعطشين للدماء من يزيد وامثال يزيد، وقد رافقت هذه الذكرى ذكرى اخرى استلهمت حركتها من ثورة الامام الحسين (ع) في عاشوراء وكذلك لتحقيق نفس الاهداف التي ثار من اجلها سبط النبي (ص) بل انها رفعت نفس الشعار الذي رفع انذاك الا وهو "هيهات منا الذلة ".
وقد تمكن الشعب الايراني وفي ابان ثورته الشعبية ضد الطاغوت الاصغر الشاه وقبل ثلاثة عقود ونيف ان يقوم بتحركه العظيم والكبير والذي اهتز له العالم اجمع اذ انه وجه ضربته الاخرى بعد ضربة اسقاط الشاه الى الصنم الاكبر الا وهو الشيطان الاميركي اذ استهدف ابناء الثورة اكبر مركز للتجسس والعمالة في المنطقة، أي انهم قد وجهوا ضربة قاطعة وفي الصميم الى قلب التحرك الاميركي الذي يستهدف كل الاحرار في المنطقة والعالم.
بعد تمكن ابناء الثورة الابطال وبحركتهم في احتلال هذا الوكر ان يغرقوا عيون الادارة الاميركية وعلى راسها كارتر بالدموع أي انهم تمكنوا ان يرى العالم وبصورة واضحة حالة الانكسار التي عاشته الادارة الاميركية والتي لم تكن تتوقعه او تحسب له حساب.
نعم والاهم في الامر والذي لابد من الاشارة اليه ان حركة الشباب الا براهيمية التي نالت من الصنم الكبير انها قد تركت اثارها الايجابية لدى المطالبين بالحرية والاستقلال في العالم، وتمكنت هذه الحركة البطولية ان تكسر تلك الهيمنة المزيفة التي كانت تتحكم بها واشنطن على العالم، وبنفس الوقت تعطي القدرة والقوة لكل الاحرار ان يتجاوزوا هذه القدرة في تحقيق اهدافهم نحو الاستقلال والحرية، ان حركة نوفمبر في عام 1980 قد شكلت منعطفا كبيرا في مسار الثورة الاسلامية المباركة بحيث عكست حقيقة اهدافها الا وهي مكافحة الاستكبار الذي تمثله آنذاك اميركا والوقوف الى جانب المستضعفين في العالم والذي تمكنت في هذه الاهداف من ان تغير المعادلة الحاكمة او بالاحرى استطاعت ان تعكس للعالم ان الشعوب اذا ارادت ان تحقق اهدافها يجب ان لاتخشى من سطوة وهيمنة الاستكبار مهما طالت وامتدت، وان هذا الاستكبار ليس الا نمر من ورق سريع الانهيار امام أي ضربة تتوجه اليه، وتمكنت طهران ان تضع القيادة الاميركية آنذاك في مدة 444 يوما في موقف محرج امام العالم ورغم كل محاولاتها اليائسة التي حاولت من خلالها تخليص جواسيسها من المأزق الذي هم فيه ولكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل وكانت حادثة طبس خير دليل على ذلك عندما تحطمت كل قدرته الجوية في تلك المنطقة.
اذن وفي نهاية المطاف ولابد من الاشارة اليه في هذا المجال ان ايران الدولة الاولى والوحيدة في العالم التي تمكنت ان تمرغ انف اميركا بالوحل وبصورة اذهلت العالم وبقيت هذه الصورة مشعة ومشرقة في اذهان الكثيرين وكذلك واستمرارها في هذا المنهج ولهذه اللحظات يشكل منعطفا مهما في التاريخ المعاصر بحيث جعلت من واشنطن ان تضع ايران في حساباتها وانها لايمكن ان تتجاوزها لانها لاتستطيع تحقيق أي هدف لها ان تجاوزت طهران او تجاهلتها.
ان ايران الاسلامية التي اعلنت وبوضوح موقفها الواضح من السياسة الاميركية الهوجاء والتي لا تصب في صالح المنطقة والعالم وهو ما يؤكد عليه اليوم كبار الساسة والقادة الاميركيين من السابقين يفرض على واشنطن ان تعيد حساباتها وانها لاتذهب بعيدا خاصة بعد ان ادركت ان القوة لا يمكن ان تحقق لها شئ خاصة بعد هزيمتها في العراق وافغانستان وبقية مناطق العالم.
لذلك فان الشعب الايراني وبالامس قد جدد عهده مع قيادته الحكيمة وأكد انه لازال متمسكا بموقفه الذي يرى في اميركا الشيطان الاكبر وان حركته مستمرة حتى اسقاط هذا الشيطان لكي لا تقوم له قائمة بعد اليوم .