kayhan.ir

رمز الخبر: 9420
تأريخ النشر : 2014October31 - 19:44

نظام (SSS) الروسي يراقب الكوكب الأرضي والفضاء المحيط به

جورج حداد

أجرت القوات المسلحة الجوية الروسية مؤخرا مناورات تدريبية للتحكم والقيادة تحت اسم "الشرق ـ 2014”. واعتبر وزير الدفاع جنرال الجيش سيرغيي شويغو انها اضخم واهم تدريب عملاني للقوات المسلحة يجري هذه السنة.

وحسب الخطة الموضوعة للمناورات جرى العمل على مسائل توفير امن الفيديرالية الروسية في الشرق تبعا لاي سيناريو محتمل لتطور الأوضاع العسكرية ـ السياسية.

مناورات لصد هجوم شامل

ويبدو ان السيناريو المحتمل هو هجوم واسع النطاق، من قبل العدو المفترض، على الشرق الأقصى الروسي. ولهذا شاركت في المناورات القطاعات العسكرية: الشرقي والغربي والاوسط، وحدات وقطعات عسكرية من القوات المركزية، قوات خاصة أخرى، بالإضافة الى أجهزة فيديرالية للسلطة التنفيذية. وجرت الفعاليات العملانية للجيوش المشاركة على امتداد 13 مقاطعة للفيديرالية الروسية. وبحسب تصريح سيرغيي شويغو شارك في المناورات اكثر من 155 الف عسكري، اكثر من 8 الاف آلية تكنيكية، 85 سفينة و650 طائرة. وقامت طائرات النقل الحربية بأكثر من 40 رحلة، وأمنت نقل 3 الاف عسكري و60 آلية حربية وتكنيكية خاصة الى مسافات تتراوح بين 5 الاف و13 الف كلم. وتم بشكل خاص نقل الوحدات العسكرية والآليات الحربية الى الجزر وسواحل القطب المتجمد الشمالي. وفي جزر ساخالين، كامتشاكا وتشوكوتكا، تمت موضعة 50 طائرة بعيدة المدى (إستراتيجية) وفيلقين لقوات الطيران الحربي وقوات الدفاع الجوي.

الحرب على جبهة متحركة

وكانت خطة المناورات تتمثل في العمل على تنسيق عمليات الجيوش المتواجدة في قطاعات عملانية مختلفة جذريا وفي ظروف مناخية معقدة. وهذا يعود الى الأهمية الاقتصادية لاراضي جزر الشرق الأقصى وللمساحة الشاسعة لتلك المناطق. فهنا من غير المحتمل التصور بإمكانية ظهور خط جبهة متعرج، اخذا بالاعتبار الاحجام الضخمة للتيغات (غابات الصنوبريات الكثيفة) والممرات الصعبة الاجتياز. ولهذا تزداد أهمية محاور المواصلات، الطرق ومنشآت البنى التحتية.

جهوزية كاملة على كل المستويات

وحدد وزير الدفاع الروسي الأهداف الرئيسية لمناورات "الشرق ـ 2014” كما يلي:

أولا ـ جهوزية التطبيقات الأولية للرد الفوري في مناطق الازمات المحتملة، بما في ذلك الشمال الأقصى والقطب الشمالي.

ثانيا ـ اختبار إمكانيات البنية التحتية للقوات المسلحة لنقل الجيوش من المناطق البعيدة للبلاد، وذلك في ظروف تلقي أسلحة وتكنولوجيات عسكرية وخاصة، جديدة.

ثالثا ـ التحقق من فعالية النظام القائم، والقادم، للتحكم بمجموعات الجيوش من مختلف الأنواع، وبالأخص المكون البحري، لدى تنفيذ قوات الاسطول مختلف المهمات في المناطق البحرية القريبة والبعيدة.

التنسيق بين القوات المركزية والمحلية

وفي الوقت ذاته هدفت المناورات الى محاكاة التنسيق بين وزارة الدفاع وبين الهيئات والأجهزة الأخرى للإدارة الذاتية المحلية لمختلف مقاطعات الفيديرالية الروسية. ويتعلق الامر قبل كل شيء بـ”دعم الجيوش في مرحلة تحضيرها لحل الازمات الواقعة في مجرى محللة (الحصر في الاطار المحلي) النزاع المسلح”.

ويجري الحديث هنا عن تعزيز اسهام الإدارات المحلية في استقبال، موضعة وتحريك الفرق العسكرية. وتساعد على ذلك خطوط المواصلات المحلية، ووسائل النقل، كالمواعين النهرية مثلا. وكذلك تأمين التنسيق مع أجهزة وزارة الداخلية، وجهاز الامن الاتحادي، ووزارة حالات الطوارئ، و”فابسي” (وكالة المعلومات والاتصالات الفيديرالية التابعة لرئاسة الجمهورية) وغيرها.

وقد لخص جنرال الجيش سيرغيي شويغو نتائج المناورات كما يلي: "بشكل عام، فإن المهمات التي طرحها رئيس روسيا قد نفذت. وقد اظهر القطاع العسكري الشرقي كفاءة ميدانية عالية وجاهزية لتنفيذ المهمات الخاصة بتوفير الامن العسكري للفيديرالية الروسية. وباتت أجهزة القيادة والجيش تعمل بسلاسة ودقة اكبر، وسجل اتجاه نحو تنظيم اكثر دقة للتنسيق بين القوات المسلحة والأجهزة الفديرالية للسلطة التنفيذية”.

التحديث الدائم للقوات المسلحة

واكد وزير الدفاع ان تزويد الجيش بالمعدات الحديثة رفع بشكل ملحوظ إمكانيات التشكيلات والوحدات العسكرية في التحضير وفي خوض العمليات القتالية. اما وسائل الاتصال الجديدة فقد أمنت استدامة وفعالية إدارة القطعات العسكرية وقوات الاسطول. ويمكن الإضافة انه في مجرى المناورات تم انشاء شبكة اتصالات رقمية مستقلة ذاتيا على امتداد 1000 كلم من فلاديفوستوك الى خاباروفسك، وقد أمنت هذه الشبكة مجموعة كاملة من الخدمات من مؤتمرات الفيديو حتى نقل المعلومات المشفرة.

ولكن الوزير أشار أيضا الى ضرورة التطوير اللاحق للبنية التحتية العسكرية في الشرق الأقصى. وفي بعض المناطق ينبغي زيادة حجم الاحتياطات، حتى تكون الجيوش التي يتم نقلها تتوفر لها مسبقا جميع الاحتياجات، ولا سيما من التكنولوجيا العسكرية والذخائر.

خلال مناورات "الشرق ـ 2014”

وينبغي بالدرجة الأولى تعزيز قوات الدفاع الجوي عن طريق تزويد الجيش بالمزيد من منظومات الصواريخ السمتية الحديثة والطائرات المقاتلة.

الجيش المحترف بالتنسيق مع التعبئة العامة كما ينبغي ادخال تعديلات في نظام التحضير التعبوي للقوات المسلحة، وكذلك تنظيم التنسيق ما بين مختلف الهيئات في مسألة التعبئة في الفيديرالية الروسية. ولهذا ينبغي تحسين الاطار التنظيمي ـ القانوني بما يخص مسؤولية المواطنين في الخدمة العسكرية. لقد تمت خلال المناورات دعوة 6 الاف عنصر من الاحتياطيين، ومن الواضح انه ظهرت صعوبات في دعوتهم.

وأخيرا ينبغي الإشارة الى الشفافية التي جرت فيها المناورات، حيث دعي الصحفيون ومصورو التلفزيون للحضور الى الوحدات العسكرية والسفن الحربية. وتأكد المواطنون ان الضرائب التي يدفعونها تعمل فعلا لحماية الامن القومي للدولة.

نظام للرقابة الجوية والفضائية الكاملة

هذا وعقد الوزير سيرغيي شويغو مؤتمرا صحافيا مفتوحا في وزارة الدفاع أجاب فيه عن جميع الأسئلة بما فيها الأسئلة الموجهة بالهاتف، حيث اعلن ان روسيا طورت "نظاما فضائيا موحدا” (SSS) "single space system” لاكتشاف اطلاق الصواريخ الباليستية، الذي قد اصبح احد التوجهات الرئيسية لتطوير قوات ووسائل الردع النووي. ويقول الوزير "وبنتيجة ذلك فنحن يمكننا ان نكتشف اطلاق الصواريخ الباليستية من كافة الأنواع، بما في ذلك اطلاق الصواريخ التجريبية في المحيطات العالمية، وفي اراضي مختلف البلدان ، التي تقوم بالتجارب”.

وتحدث الوزير عن اعمال انشاء البنية التحتية الأرضية لـ (SSS) وصنع قمر اصطناعي فضائي خاص بالاكتشاف المبكر لاطلاق الصواريخ الباليستية. وقال ان العمل ببناء هذا النظام قد بدأ بالتدريج منذ عام 2011، والعمل لتطويره متواصل.

ان نظام (SSS) يمثل أساس نظام الإنذار المبكر عن الهجمات الصاروخية (SPRN) . وهو يتمثل في نظام اوتوماتيكي عالي الدقة للتحذير من انطلاق الصواريخ الباليستية، وتحديد الدولة المعتدية، وهدف الهجوم، ومدة طيران الصاروخ والمدى المحتمل للتفجير النووي. وهذه المعلومات، التي تبلغ فورا للقيادة الروسية وقيادة القوات المسلحة، ينبغي ان تكون كافية لاتخاذ القرارات المتناسبة مع الوضع الناشئ.

ان النظام المعقد لـ(SPRN) يتألف من مرتبتين: الأولى ـ مرتبة أرضية، وتتضمن محطات رادار وقياسات اختبارية، ونقاط مراقبة وتوجيه. والثانية ـ فضائية، وتتألف من مجموعة من الأقمار الاصطناعية.

تخريب نظام الرقابة السوفياتي السابق

وتحدث الجنرال شويغو عن الإهمال الكبير الذي لحق نظام الإنذار المبكر عن الهجمات الصاروخية (SPRN)السوفياتي القديم، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ما جعله غير صالح. وعن توجه القيادة الروسية لانشاء نظام بديل. وفي 2011 اعلن قائد القوات الفضائية الجنرال ـ ليوتينانت أوليغ اوستانينكو (حاليا يشغل منصب رئيس وكالة "روسكوسموس” الفضائية) عن انشاء "النظام الفضائي الموحد” (SSS) الذي، من ضمن مهماته، يسمح بالحل الفعال لقضايا الإنذار المبكر من الهجمات الصاروخية.

وحسب رأي الخبراء فإن نظام (SSS) يمكنه ان يكتشف ليس فقط الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، بل كذلك الصواريخ الباليستية التي تطلقها الغواصات، وكذلك الصواريخ التاكتيكية والتاكتيكية ـ العملانية. وفي أيلول 2013 كما في سنة 2014 سجل اطلاق صواريخ تكتيكية في نطاق البحر الأبيض المتوسط. وتبين ان هذه الاطلاقات هي لصواريخ ـ اهداف ضمن التجارب الإسرائيلية ـ الأميركية المشتركة لاختبار نظام الدرع الصاروخية.

اهم مكون لنظام الدفاع الجوي والفضائي لروسيا

ويمكن بدقة عالية الافتراض ان نظام (SSS) يمثل الان اهم مكون لنظام الدفاع الجوي والفضائي لروسيا. وبالإضافة الى الانذار المبكر عن الهجمات الصاروخية، تدخل ضمن مهماته: مراقبة المدى الجوي والفضائي وتتبع مختلف الأهداف: الطائرات، الهيليكوبترات، الطائرات بدون طيار، الصواريخ المجنحة والباليستية لمختلف المديات، متابعة الأقمار الاصطناعية والنفايات الفضائية التي تمثل خطرا، توفير المعلومات عن أنظمة الدرع الصاروخية والدفاعات الجوية، ومراقبة التجارب الصاروخية على أراضي الدول الأجنبية. كما يمكن لنظام (SSS) ان يعمل كاقمار اصطناعية خاصة للاتصالات لمصلحة وزارة الدفاع الروسية.