المعارك كشفت عن حجم خلايا ’داعش’ و’النصرة’ في طرابلس
محمد ملص
دخلت طرابلس على خط جديد من المعارك التي لم تعرفها المدينة طوال السنوات الماضية خلال الاشتباكات التي كانت تدور بين محوري باب التبانة وجبل محسن. اما اليوم فإن المعارك باتت تستهدف الجيش اللبناني عبر خلايا جبهة "النصرة” وتنظيم "داعش” التي انتشرت ونمت في مختلف أرجاء طرابلس وكانت تنتظر التحرك وتتحين لساعة الصفر التي دقت!
ما حدث في طرابلس لم يكن وليد صدفة او هو مجرد اشتباكات عادية تدور في الاسواق الداخلية، بل كان استمراراً لمسلسل الاعتداءات الارهابية والتكفيرية التي تستهدف لبنان وجيشه، من قبل تنظيمي "داعش” و”النصرة” الارهابيين.
تحرك المجموعات المسلحة جاء بعد العملية النوعية التي نفذها الجيش اللبناني في منطقة عاصون بقضاء الضنية واستطاع من خلالها تدمير أحد أهم المقرات التي تستخدمها جبهة النصرة في فبركاتها الاعلامية ضد المؤسسة العسكرية، بالاضافة الى الصيد الثمين المتمثل باعتقال احمد سليم الميقاتي، الذي على ما ييدو سيساهم في تحقيق انجازات كبيرة وجديدة تضاف الى سجلات المؤسسة العسكرية لما سيقدمه من معلومات بحوزته تكشف المزيد من الاوكار التكفيرية المنتشرة في الشمال.
"داعش” و”النصرة” في طرابلس
الضربة القاسية التي اوجعت المجموعات التكفيرية في عاصون وخسارتها احد اهم المسؤولين لديها، دفعها الى اتخاذ القرار بالتحرك ضد الجيش في طرابلس. وبحسب مصادر واسعة الاطلاع فإن المعركة التي اتخذ قرار فتحها ستكون قاسية حيث لن يتهاون الجيش في الرد على المسلحين وتضييق الخناق عليهم وهو ما سيدفع بالمسلحين الى القتال بشراسة، ويؤدي الى وقوع خسائر اقتصادية وبشرية كبيرة في المدينة، وهو ما اشارت اليه مصادر ميدانية طرابلسية شرحت طييعة المعارك الدائرة في الاسواق الداخلية وطبيعتها السكنية والتي تضم عددا من الانفاق الاثرية والشوارع الضيقة والمنازل المتداخلة فيما بينها، وهو ما سيساهم في اطالة عمر المعركة خاصة ان الاتصالات والمونات السياسية على المسلحين لم ولن تنفع حيث ان الامر بات من الخارج وبالتحديد تنظيم داعش والنصرة.
في حين ان القيادة العسكرية تتجه على ما يبدو الى حسم المعركة عسكريا وعدم الرضوخ الى التسويات السياسية، وهي بالفعل بدأت بتنفيذ خطة تمكنت من خلالها من تطويق المسلحين في مربع ضيق بعد فرض خط ناري في محيطه، ما منعهم من الدخول والخروج. وتكشف المصادر أن الصعوبة في مداهمة المسلحين تكمن في كونهم يتحصنون داخل دهاليز أثرية قديمة وشوارع ضيقة جداً، بالاضافة الى تمركزهم بين الأهالي المدنيين الذين يتخذون منهم دروع بشرية في وقت يحرص الجيش على حياة المواطنين المحاصرين داخل مناطق الاشتباكات.
واكدت المصادر ان الاستمرار في التضييق على المسلحين وحصرهم في مساحات صغيرة يسهلان على الجيش استهدافهم، في ظل رهان على نفاد الذخيرة والسلاح لدى المسلحين
من ناحية ثانية تتمركز الاليات العسكرية عند معظم مداخل مناطق الاشتباكات حيث يتم التدقيق في هويات الداخلين اليها لمنع اي من العناصر التابعة للمجموعات المسلحة من الالتحاق بالمسلحين الذين يراهنون على مجموعات كبيرة تنتشر في مختلف مناطق الشمال .
ما يجري في طرابلس، كان بالامكان تجنيب المدينة اثاره لو تم كف يد كل من المطلوبين شادي المولوي واسامة منصور منذ سنوات خلت، او شهور مرت، وما كانت اليوم طرابلس ترزح تحت رحمة داعش والنصرة، وبات المطلوب تنفيذ ما يتردد على لسان اهالي طرابلس :” نحن مع الجيش وخلفه ، ولن نتراجع عن دعمه في حربه ضد الارهاب ولتضرب اليد العسكرية بالحديد والنار ".