kayhan.ir

رمز الخبر: 9061
تأريخ النشر : 2014October25 - 19:13

الحوثيون “لعنة” على صهاينة الجزيرة العربية

فهد المهدي

ربما كان الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح طوال فترة ثلاثة عقود مصدر أمن للخليجيين، وخاصة "آل سعود”، إذ كان الأداة الأكثر نجاحاً ليصبح الحامي لمصالحهم، واستمرار نفوذهم على اليمن وتدخلاتهم الطاغية في قرارات هذا البلد الذي يمثل أهمية جغرافية واستراتيجية في المنطقة، فسياساتها التي تنطلق من سياسات أميركية وصهيونية حتمت عليها أن تجعل من اليمن خاضعاً لفساد وتسلّط واستبدادية لمتنفذين تكفيريين تربّوا في أحضانهم وتغذّوا من حقدهم ومكرهم حمايةً لمصالحهم التي هي في الأساس مصالح صهيونية، ليحيا هؤلاء المتنفذين فقط من أجل سعادة ورخاء اللوبي الصهيوني في المنطقة العربية… وأنّ حياة أو موت اربعة وعشرين مليون مواطن يمني، وعزتهم وكرامتهم أو ذلهم ومهانتهم، رهن بمسارات مصالحهم… وأنّ على الشعب اليمني أن يموت ويحيا ويكدّ ويتعب ويعاني ويجوع ويُهان ويخضع، من أجل رخاء ورفاهية هؤلاء الصهاينة.

لقد نشط صهاينة الجزيرة العربية طوابير التكفير لتشويه ملامح الوطنيين من ابناء الشعب اليمني، واخترعوا عقائد نشروها عبر تجار الفتنة بكلّ أشكالهم لتظلل العقول وتستهوي افئدة الجهلاء المغرّر بهم من المجتمع اليمني وقبائله إلى تبني مواقف رخيصة، وتجنيدهم لمحاربة إخوانهم الذين يدافعون عن سيادة بلادهم.

الحقيقة التي لا يريد البعض ان يراها – ربما لهول واقعها وكبرها – هى انّ الفساد وعدم الاستقرار في اليمن قد أسّس له صهاينة الجزيرة العربية منذ عقود لعلمهم أنّ هذا البلد خطر يهدّد مصالحهم بل يهدّد وجودهم على ارض الجزيرة العربية ويثير الرعب في قلوبهم، فجعلوا من هذا البلد رمزاً للفساد ليس في العالم العربي فحسب، بل وفي العالم كله.

مراهنات هؤلاء تتبخّر اليوم، فالانتفاضة الشعبية ضد التبعية وأدواتها داخل اليمن وخروج التنين اليمني المرعب الذي قضّ مضاجع هؤلاء وأربكهم وأعاد حساباتهم الى ما قبل ثورة 26 من ايلول، لتتساقط أوراقهم الخبيثة الواحدة تلو الأخرى وتنهار سلالمهم التي كانوا يصعدون عليها مع ضربات أسياد الجزيرة العربية الجدد.

اليمن جوهرة العروبة لا ترضى بالمزيد من الذلّ والمهانة من الصهاينة الذين زرعوا في وسط جزيرتنا العربية، وتسلّطوا على رقاب العرب، ونشروا الرعب والتكفير وادخلوا الإرهاب الدولي إلى البلاد العربية، وحموه بأموالنا وثرواتنا، واخترعوا له الحجج لتدمير وتفتيت بلداننا العربية.

فاللعنة الجديدة التي انطلقت شرارتها من اليمن متمثلة بأنصار الله الحوثيين الذين انتفضوا ضدّ الظلم والاستبداد والفساد والتبعية، ضدّ التكفير والإرهاب، ضدّ الأذرع الصهيونية الخبيثة الجاثمة على ثروات اليمن، لتخيّم هذه اللعنة على عروش ملوك الخليج الفارسي وأمرائه، الانظمة الاستبدادية الفريدة في نوعها وصناعتها، والتي أصبحت خارج المكان والزمان، صارت وشيكة ولن تقف على ابواب صهاينة الخليج الفارسي بل ستدخلها، فمؤشرات حالة الفزع الشديد تزداد يوماً فآخر، وطوابيرهم التكفيرية تنهار مع ضربات "انصار الله”، وسحرهم الأسود "القاعدة” ينهار ويتبدّد في المحافظات اليمنية.

أقنعة صهاينة الجزيرة العربية تكشفت وأهدافهم المشبوهة انفضحت، ولعنة أحرار الجزيرة العربية قادمة لتدكّ معاقلهم، وأصبحت قاب قوسين او أدنى من الواقع، بل إنها من الحتميات الفكرية والعلمية والسياسية التي تؤكدها سنن القوانين التاريخية والاجتماعية لتدخلهم الزريبة النتنة التي خرجوا منها.

لقد تجاوزت أخلاقيتهم الحيوانية والبربرية ضدّ الإنسانية ما لا يستطيع عاقل أن يصفه فلا نجد أيّ عمل قذر إلا وهم روّاده وداعموه يسوّقونه كما يسوّقون براميل النفط والغاز، واليوم لا بدّ من ان يجني ما زرع هؤلاء الصهاينة، ولا بدّ من أن يرتدّ سحرهم عليهم، ومن يظنّ أو يعتقد أنّ محاربة الإرهاب ستنتهي في وجود هؤلاء فهو واهم، فرأس الأفعى هذه ما دامت على قيد الحياة فلن تستقرّ بلداننا العربية والإسلامية وسيبقى التكفيرون يعيثون فساداً أين ما شاؤوا، وساعة شاؤوا.

الحوثيون يرسمون ملامح التاريخ الجديد للمنطقة العربية، ويومئون بوجوههم الى البلد المقدس الذي يحتله هؤلاء الصهاينة لتطهيره منهم، وإنقاذ شعب الجزيرة العربية المظلوم الذي يستغيث من ظلم هذه الثلة البغيضة التي جعلت من أبنائه براميل متفجرة يسوقونها الى البلدان العربية والإسلامية، باسم الدين لزعزعة استقرارها، وزرع الفتن والأحقاد فيها لتبقى تابعة ذليلة لها ولإخوانها.

فلم تكن أميركا لتصنع شمّاعة الإرهاب لفرض الهيمنة وتحقيق مصالحها لولا هؤلاء، ولم تكن لتستمرّ في تدخلاتها في البلدان العربية الإسلامية لولا هؤلاء، ولم يكن ديننا الحنيف ألعوبة في يد حفنة قذرة من التكفيريين ليتخذوه وسيلة للقتل والدمار لولا هؤلاء.

الحوثيون "لعنة” كان ينتظرها العرب، وخاصة أبناء الجزيرة العربية الذين يعيشون تحت رحمة هذه المشيخات الصهيونية الحاقدة، وهم راهناً خنجر قاتل في خاصرة صهاينة الجزيرة العربية، ففي ظلّ المعطيات الراهنة التي يصنعها "انصار الله” ضدّ أدوات الصهاينة في اليمن، وتوسّعهم للسيطرة على كافة الحدود اليمنية مع الخليج الفارسي ، هم بذلك يعطوننا الثقة بأنّ هناك ثمة جزيرة عربية جديدة تتشكل وفق شروط محور المقاومة في المنطقة، لتتغيّر مجريات الأحداث بصورة دراماتيكيه، بل ستكون هذه اللعنة سبباً مباشراً في زوال أنظمة مشيخات الصهاينة، او على الأقلّ إثارة أبناء الخليج الفارسي الأحرار وإعطائهم الثقة ليثوروا ضدّ هؤلاء الأنذال الذين يريدون تحطيم كلّ ما هو جميل في المنطقة.