قيادة تستجدي.. هل ستحرر وطن؟؟!!!!
لم يتوقف سيل الاستجداء لقيادة حركة فتح منذ الخروج من بيروت وترك الثورة الفلسطينية وترك مراسيمها وسلوكها، ويبدو أنه على الأقل ولسنوات قادمة إذا لم تكن هناك انتقاضة شعبية تكنس كل الغبار والعوالق التي لبست ثوب حركة التحرر الوطني الفلسطيني.
ثوب الاستجداء هو سمة من سمات قيادة حركة فتح الحديثة القابعة في رام الله مسلوبة الارادة والتاثير والمؤثر بعد ان اقصت الكم من الشرفاء والقادة على قاعدة الوفاء لنرجسيات فئوية تقاطعت مع رئيسها الحالي،، وخاصة ما دعى ذلك في برنامجها التنازلي محطة بعد الأخرى إلى أن وصلت إلى استجداء لإثبات وجودها على الساحة السياسية والنضالية الفلسطينية.
بدأ استجداء حركة فتح عندما قبلت حلولاً مرحلية وهي أصبحت استراتيجية بالنسبة لها، بدأ الاستجداء بأي حل سياسي يعطي لقيادتها إطاراً قيادياً على الأرض وليس اعترافاً بفلسطين وشعب فلسطين وحقوق فلسطين.
عملية الاستجداء بدأت عندما تحدثت تلك القيادة باسم منظمة التحرير في أسلوب انتهازي لتكريس قيادتها الأبدية على الساحة السياسية والأخلاقية للشعب الفلسطيني.
الإستجداء وصل إلى محطة أوسلو وبناء سلطة
واهية اعترفوا بضعفها قبل أن نتحدث عنها، اعترفوا أن ليس لهم سلطة وأنهم عبارة عن
واسطة مالية لتسديد الرواتب وتغذية الحقول الأمنية المحاذية لحماية
المستوطنات وجيش الإحتلال، هكذا كانت نهاية حركة فتح.
الإستجداء وصل إلى
عملية التسول على أبواب الدول كافة لتغطي مسؤولياتها المالية
التي أعطاها إياها الإحتلال لتنوب عنه في المسؤوليات الحياتية لشعب محتل مع التزام كامل بالتنسيق الامني مع العدو بدون مقابل وطني بحده الادنى على الاقل، مقابل وجودها على الأرض ووجود قيادتها على الأرض.
ومؤخراً وبعد أن تنازلت عن كل مبادئها وأهدافها ومنطلقاتها وأصبحت وكيل تجاري ووكيل مالي للعدو وأربابه، ها هي الآن تستجدي إحتفالاً في غزة، وبعد وقت من الإستجداء أو أكثر، تسمح لها حماس بأن تقيم إحتفالاً ذليلا يعبر عن واقعها الإنهزامي، وقعها الذي تم تغييره من حركة تحرر وطني إلى حركة منشيتات استعراضية تعيش كالآفة والميكروب والبكتيريا والفايرس على أمجاد جسم كان صحيحاً وله نشاطاته النضالية وشهداءه وطريقه القويم نحو تحرير فلسطين.
ها هم فتحاويو أوسلو يرقصون ويهللون عندما يحصلون على احتفال ذليل يعبر عن واقع الذل لهذه الحركة وبرغم ذلك يهللون ويرقصون ويحشدون فرحاً بهزيمة هذه الحركة على مدار عدة عقود.
إنه مخجل حقاً عندما نتذكر أولى خطوات إلتحاقنا بجناح العاصفة هذا الجناح الرائد برجاله وبقيادته الذي كان اتجاهه نحو فلسطين كل فلسطين، إننا نخجل من هؤلاء الذين لايفهمون إلا بهز الوسط للتعبير عن هزيمة فتح وانتكاستها وسرفتها من التيار المضاد الذي يقود بعد ان توفرت كل المناخات للتخلص من القادة العظام ابو جهاد وابو اياد والكمالين والنجار وابو علي اياد وابو شرار وقادة شباب تم التخلص منهم على قاعدة الفئوية والاستحواذ لكي لا ينغص عليهم احد ولا على برنامجهم المتساقط.
للأسف أن جماهير فتح كثيرة وكبيرة وإذا أحسن ترتيبها لن أقول ستغير حال الواقع الفلسطيني إلى حال نضالي في إتجاه كل فلسطين، بل أستطيع أن أقول أن جماهير فتح اذا نظمت وأعيدت إلى دروبها الصحيحة وتضحيات أبناءها فإنها ستغير الواقع الإقليمي أيضاً، الذي سيحدث تغيرات على المستوى الدولي أيضاً.
إننا نتألم من هذا الواقع وهذا التسطيح لتاريخ حركة عندما تخرج من دائرة الفعل في الساحة إلى دائرة مربع سلطة هزيلة فاسدة ليست قادرة على الدفاع عن نفسها وليس الدفاع عن الشعب الفلسطيني، سلطة تتسول على جميع الدروب والأبواب لكي تحفظ وجودها فقط ولتحفظ هيمنتها على حركة التحرر وعلى مقادير الشعب الفلسطيني.
نشعر بالذل والعار من هذه القيادة ومن الرقاصين والطبالين والذين يهللون صباحا ومساء لتقوية عصب هذا السلوك وهذه القيادة الفاسدة المتعفنة الفاشلة الغير قادرة على أن يكون لديها أي نوع من الضمير يجعلها تتخلى عن أسرها لهذه الحركة وأسر جمهورها الكبير لتلبية رغباتها ووجودها، إنها حالة تسوّل تنذر بل أنذرت بنهاية هذه الحركة وخروجها من المؤثر السياسي والكينوني في الساحة الفلسطينية لتبقى في حالة استجداء أبدي مقابل ذلك وجود قيادة هزيلة متعفنة ليس لها إلا نرجسيتها لتحفظ وجودها ولو كان على حساب حركة فتح وتاريخها وعلى حساب فلسطين من نهرها إلى بحرها.
العهد