واشنطن وشرنقة الحرب على داعش!!
مهدي منصوري
الجعجعة التي اثارتها واشنطن بتشكيل تحالف دولي لمحاربة داعش شكلت صورة في ذهن المتابعين ان هذا التنظيم وبعد هذا التحالف سوف لن يبقى له اثر بعد اليوم.
ولكن وبعد مرور اكثر من ثلاثة اسابيع نجد ان واشنطن اليوم تعيش في حالة من الحيرة والذهول وان التفكير وكما اعلن البنتاغون بالامس وعلى لسان احد قادته والذي يدعو للسخرية والاستهزاء ليس كيفية القضاء على داعش بل ان البنتاغون يفكر اليوم بالبحث عن اسم للعمليات التي ستقوم بها قوات التحالف ضد داعش. مما يفرض علينا ان نتساءل، هل ان واشنطن لم تبدأ العمليات ضد داعش لهذه اللحظة؟. وهل ان العمليات في العرف العسكري الاميركي لايمكن اجراؤها الا اذا اطلق عليها اسم معين؟. والذي اثار التساؤل ايضا في تصريح المسؤول في البنتاغون هو اصراره على ان يكون الاسم مقبولا وان لا يثير بعض الاطراف؟.
ومن هنا لابد لنا من القول الا يعد هذا التصريح استخفافا بعقول كل الذين وضعوا ثقتهم في واشنطن معتقدين انها جادة في حرب داعش، وكذلك التصريحات التي انطلقت وعلى لسان اوباما وبعد المؤتمر الاخير الذي عقده مع القادة العسكريين المشاركين في التحالف والتي اكد فيها ان الحرب طويلة وانها قد تكون فيها إخفاقات اونجاحات. علما ان المؤتمر قد عكس حقيقة كذب الادعاءات الاميركية السابقة والتي قالت ان هناك اربعين دولة تشارك في التحالف بينهما نجد ان لم يحضر سوى اقل من عشرين مندوبا هذا من جانب ومن جانب آخر فان الدول التي اعلنت وقوفها مع واشنطن في حربها المزعومة على داعش لم تتعد أصابع اليد.
وكذلك والذي افصح عنه الخبراء من ان اميركا غير جادة في حربها على داعش، وقد تأكد هذا الامر من خلال الواقع على الارض اذ ان واشنطن وفي احد التصريحات لقادتها العسكريين ان طيرانها قد قام بـ (4100) طلعة ولكن لم يقتل في هذا القصف سوى اثنين من الدواعش؟. وهو ما يعكس ان اميركا ليست فقط غير جادة في محاربة التنظيم الارهابي، بل هي ساهمت وبصورة واسعة في تقويته بحيث انتقل من مرحلة الدفاع والتقهقر الى حالة الهجوم وما يحدث في عين العرب اليوم خير دليل على ذلك.
ان اميركا اليوم قد وقعت في شرنقه خانقة بحيث جعل من الصعب عليها الخروج منها، ولذلك فهي تحاول ان تخدع العالم من خلال اللقاءات والتصريحات الاعلامية والسياسية التي لم تستطع ان تحقق الهدف الاميركي من حربها الكاذبة على داعش.
ولذلك ومن طرف آخر نرى ان القوات العراقية والسورية والتي اخذت على عاتقها محاربة الارهاب بكل الوانه وصوره واسمائه، قد اخذت دورها الفاعل في محاربة هذه التنظيمات الارهابية المدعومة اميركيا وسعوديا واقليميا، والتي تلقت ولازالت تتلقى الضربات الماحقة من قبل هذين الجيشين بحيث وضع اميركا وحلفاءها في موقف صعب جدا وبنفس الوقت كشف زيف ادعاءاتها في هذا المجال.
وقد ا كد هذا الامر بالامس القريب سيد المقاومة السيد حسن نصرالله عند عقده اجتماعا خاصا مع ضباط وعسكريين في المقاومة من ان " قرار المقاومة هو مواجهة التكفيريين والارهابيين مهما كبرت المواجهة وعظمت الضغوط" أي ان هذا التصريح يريد ان يقول ان لا اميركا ولا حلفاءها ولا من يقف معها يستطيع ان يوقف زحف المقاومة ضد الارهابيين، وان يومهم سيكون اسودا حالكا تحت ضربات المقاومة وكل الغيارى من ابناء هذه الامة. وبذلك سيعلن عن هزيمة المشروع الاميركي ــ الصهيوني ــ الخليجي الذي يسعى لتقسيم وتفتيت دول المنطقة.