ويبقى القرار فلسطينيا!!
مهدي منصوري
المشاريع والخطط التي تعد هنا وهناك وفي مختلف الدوائر الدولية لحل قضية فلسطين لم تؤد المطلوب منها، بحيث بقي الشعب الفلسطيني وعلى مدى اكثر من ستة عقود وهو يعيش على الامال الكاذبة والخادعة، وبنفس الوقت يتحمل الكثير من الالام والمعاناة التي يقترفها الكيان الصهيوني من الحصار القاتل إلى الاعتقالات إلى الهجمات الحربية المتكررة والتي لم تتوقف تجاه هذا الشعب الصابر.
لذلك فان كل المشاريع ومن اي جهة جاءت لم تدخل الامل لدى ابناء الشعب الفلسطيني لانها وكما يدرك الجميع لم تكن سوى حقن تخديرية يستهدف منها اسكات الصوت الفلسطيني الثائر الذي يعلن عن نفسه من خلال المواجهات اليومية بين الشباب الفلسطيني وقوات العدو الصهيوني والتي اقضت مضاجع العسكريين قبل السياسيين والتي تركت اثارها السلبية على الوضع بحيث اخذت تصدر صيحات استغاثة العسكريين على الخصوص بالنسبة لما يجري من احداث في الوسط العسكري الصهيوني من فرار الجنود ووصل الامر إلى ابعد من ذلك وكما ذكرت اخر التقارير من داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية ان حالات الانتحار في صفوف الجنود الصهاينة اخذ يصدر صفارات الانذار والقلق لدى القادة العسكريين.
اذن فان الذي يبحث عن حل للقضية الفلسطينية ينبغي ان يضع في اعتباره وبالدرجة الأولى هو الضغط على الكيان الصهيوني ان يمنح الحق لهذا الشعب لكي يعيش على ارضه من دون منغصات وان يكف عن كل الاعمال الاجرامية واللاانسانية الحاقدة من امثال استمرار الاستيطان والاعتقالات العشوائية المستمرة والاعتداءات الاجرامية التي تطال الابرياء من الفلسطينيين، ومما يمكن الاشارة اليه في هذا المجال ان الحرب الظالمة الاخيرة التي شنها الكيان الصهيوني على غزة قد اثبتت عجز العدو من تحقيق اهدافه من خلال الالة الحربية، لان المقاومة الباسلة قد لقنته درسا قاسيا بحيث فرضت عليه الاستسلام والخضوع لارادتها.
ولذلك لابد من التفكير بلغه جديدة تقوم على اساس التعامل مع هذا الشعب على اساس الاحترام المتبادل واعادة ما سلبه العدو من حقوقه خاصة اطلاق سراح المعتقلين الذين وصل الامر ببعضهم ان يقضي كل عمره هناك، وكذلك ايقاف الاستيطان الذي اخذ يضيق الخناق على ابناء الشعب الفلسطيني، والمهم في الامر هو فك الحصار القاتل عن هذا الشعب والذي اصبح الوسيلة الاجرامية اللاانسانية التي يريد من خلالها العدو الغاصب ان يحكم على هذا الشعب بالموت البطيء.
لذلك فان على بان كي مون الذي جاء اهتمامه متاخرا بالقضية الفلسطينية وعند دعوته بالامس لحل هذه القضية عليه ان لا يذهب إلى القشور بل ان يدخل في عمق المشكلة والتعرف على حقيقة المعاناة الني يعانيها هذا الشعب من خلال الاجراءات القاسية التي وضعها الكيان الغاصب وان يعمل ومن خلال موقفه ان يفرض على المجتمع الدولي لايجاد حل ناجح لهذه القضية والتي تتضمن مصالح الشعب الفلسطيني والا فان الفلسطينيين الذين اثبتوا مقدرتهم على ارباك المعادلة مع العدو الصهيوني من خلال مقاومتهم الباسلة، ان يعيدوا استخدام هذا الاسلوب من اجل استرجاع حقوقهم المغتصبة وان يرفضوا كل الحلول الترقيعية التي تستهدف كرامتهم وحياتهم الحرة لكي يبقى القرار فلسطينيا.