حزب الله: مزارع شبعا محتلة ومن حق المقاومة القيام بعمليات لتحريرها
بيروت – القدس المحتلة – وكالات انباء:- أكد نائب الأمين العام لحزب الله لبنان الشيخ نعيم قاسم حق المقاومة اللبنانية بتنفيذ عمليات ضد الاحتلال الصهيوني في المناطق المحتلة من أجل تحريرها، معتبرا العملية التي نفذت ضد دورية للاحتلال الصهيوني في مزارع شبعا المحتلة بانها تأتي في هذا السياق.
وأعلن حزب الله في بيان رسمي له مسؤوليته عن الهجوم الذي استهدف دورية للاحتلال الصهيوني في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بعبوة ناسفة وأسفر عن تدمير دبابة وإصابة ثلاثة جنود كانوا بداخلها بحسب اعتراف العدو.
وقال الشيخ نعيم قاسم في حديث لقناة "OTV” اللبنانية: إن 'مزارع شبعا محتلة ومن حق المقاومة اللبنانية أن تقوم بعمليات في الأرض المحتلة من أجل تحريرها'، لافتا إلى أن 'العملية التي نفذها حزب الله في مزارع شبعا لها خصوصيتها وعبرت عنها المقاومة عندما سمتها عملية الشهيد علي حسن حيدر'.
واضاف: من حقنا ان نقوم بالعمليات التي نراها مناسبة'، لافتا إلى ان 'الداخل عليه ان يعلم ان مزارع شبعا محتلة ويجب ان يبقى العمل من أجل تحريرها قائمًا، ورغم انشغالنا في سوريا فإن أعيننا مفتّحة ومقاومتنا جاهزة لمواجهة العدو الصهيوني.
وأكد: أن العملية حققت هدفها بالكامل وأوقعت قتلى وجرحى في صفوف الجنود الاسرائيليين، مشيرا إلى ان 'الاسرائيلي يعلم ان ساحة لبنان ليست متاحة له ليقصفها كيف ما كان'. وقال: 'قمنا بهذه العملية كي نقول للاسرائيلي اننا جاهزون لأي اعتداء، وان المقاومة جاهزة وحاضرة ولا يمكن ان تقبل بأي خرق دون القيام بردة الفعل المناسبة'.
ومن تل ابيب، فقد اعلنت وسائل اعلام العدو الصهيوني من أن حكومة الاحتلال ناقشت تفجير حزب الله عبوات ناسفة في جنوده في مزارع شبعا المحتلة، مشيرة الى ان ناطقا عسكريا اعترف بان احدى العبوات الناسفة انفجرت في جنود سلاح الهندسة اثناء تفكيكها.
وانشغلت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتحليل تداعيات وأبعاد العملية التي تبناها حزب الله في شبعا يوم الثلاثاء. وتحدثت وسائل الإعلام الإسرائيلية بعد العملية عن مخاوف في الجيش الإسرائيلي من أن يؤدي أي سوء فهم إلى تدهور الوضع في شمال الكيان.
وقالت مصادر أمنية إسرائيلية لإذاعة العدو: إن عملية شبعا تعكس تصعيداً من جانب حزب الله إن لم يكن الامر يتعلق بتغيير في سياسة الحزب.
فيما ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن ضباطاً كباراً في قيادة المنطقة الشمالية حذروا من تحركات حزب الله الأخيرة.
وقالوا "إنه يراقب دوريات الجيش الاسرائيلي وينفذ هجمات على الحدود مع لبنان وسوريا".
وأضافت "أن التقدير في الجيش الإسرائيلي هو أن حزب الله يحاول أن يؤسس لردع جديد في مواجهته".
وشددت القناة الى أن التوجه لدى الجيش الإسرائيلي هو نحو التهدئة، حيث دعت المؤسسة الأمنية السياح إلى عدم تغيير برامجهم في الشمال خلال عطلة العيد، مضيفة أن هناك رسائل يتم تبادلها بين الأطراف المعنية عبر اليونيفيل.
بدورها أوردت القناة الثانية أن المعنيين في تل ابيب ينوون الانتظار وتهدئة الوضع وعدم التصعيد حتى لا يتدهور الى حادثة أكثر خطورة.
واعتبرت أن دخول حزب الله بشكل علني إلى الأراضي الإسرائيلية لتنفيذ عملية والمس بجنود الجيش، يشكل إشارة يجب أخذها بجدية كبيرة.
من ناحيتها اعتبرت صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية أن حادثة اليوم تشير إلى أنه من الأجدر أخذ تهديدات حزب الله بجدية، وأكدت على أن الخط الأحمر خرق منذ زمن.
وكتب "عاموس هرئيل" المحلل العسكري في الصحيفة: "رغم تصريحات القادة "الإسرائيليين” بشأن الحرب على غزة .. لكن يبدو أن حزب الله ليس خائفاً ولا يرتدع عن شن هجمات بوتيرة منضبطة ضد جنود الجيش الإسرائيلي" .
وأشار الى إن "الخط الأحمر الذي حددته "إسرائيل” بشأن الهجمات في الشمال خرق منذ زمن . فمنذ آب 2013 وقعت على الحدود الشمالية 11 عملية تفجير عبوات ناسفة و إطلاق قذائف وإطلاق نار من أسلحة خفيفة" .
وقال هرئيل : "إذا كانت التقديرات "الإسرائيلية” في السنتين الاخيرتين أن قوة حزب الله تآكلت نتيجة للأزمة السورية ، إلا أنه ثمة إدراك بأن الأمر بات أكثر تعقيداً . صحيح أن حزب الله- بحسب هرئيل - يخسر في سوريا مقاتلين ، لكنه يكتسب خبرة قتالية لا يستهان بها . ففي الوقت الذي يبدي فيه الجيش السوري قدرات عسكرية متواضعة ، فإن حزب الله يسجل لنفسه إنجازات قتالية في سوريا . وبالرغم من قلق حزب الله من التطورات في المنطقة إلا أنه غير مستعد لإطلاق يد "إسرائيل” في لبنان . لهذا فإن الصراع حول ميزان الردع على الحدود الشمالية، قد يشهد حوادث اخرى مماثلة" .
وفي لبنان فقد شدد "تجمع العلماء المسلمين" في بيان له أمس الاربعاء على ان المقاومة الاسلامية هي الحامي للوطن من أي عدو يمكن أن يعتدي على أمنه وسلامه.
ولفت الى ان "المقاومة عندما قاتلت التكفيريين لم تفعل ذلك في إطار انحراف عن التوجه الأساسي وإنما تأكيدا على الصراع المستمر بين المقاومة والعدو الصهيوني".
واكد البيان ان "التكفيريين هم الوجه الآخر للعدو الصهيوني وما احتضان هذا العدو لهم في ريف القنيطرة وتقديم العون لهم إلا دليلا على ذلك"، واشار الى ان "المقاومة الاسلامية أثبتت أنها ما زالت على جهوزيتها الكاملة في مواجهة العدو الصهيوني وأنها تعتبره العدو الاول ولن تسمح له بانتهاك سيادتنا والاعتداء على أمننا".
ولفت البيان الى ان "تسمية العملية باسم عملية الشهيد حسن علي حيدر هو رسالة للعدو الصهيوني أن أي عمل يقوم به العدو كما الذي أدى إلى شهادة الشهيد حسن في العبوة على شبكة الاتصالات سيؤدي إلى رد مناسب في الوقت والمكان الذي تختاره المقاومة".
وأشار البيان الى ان "أثبتت المقاومة عجز العدو الصهيوني عن الرد وهو الذي يقول اليوم أنه يحتفظ بحق الرد"، واضاف ان "هذا الامر يجعل كل المحللين الصهاينة يتحدثون عن تآكل قدرة الردع الصهيوني والتي هي عمليا تعني بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب والتي باتت قريبة بإذن الله تعالى".