غزة الصمود والانتصار!!
مهدي منصوري
لم يكن يتوقع أحد أن يمنى الجيش الصهيوني بهذه الخسارة الفادحة وخلال فترة قصيرة بحيث فقد عددا من جنوده بين قتلى وجرحى، وان يواجه نوعا واسلوبا جديدا من المقاومة لم يعهدها من قبل ، لانه كان يعتقد ان الطريق سيكون معبدا ويمكنه ان يفعل ما يشاء ويرتكب جرائمه وبدون أي ردة فعل لانه يرى انه الاقوى في الميدان، الا ان الايام القليلة الماضية من المواجهة عكست صورة جديدة ليست فقط للكيان الغاصب بل لكل العالم اذ ان المقاومة وبتكتيكها الجديد وغير المعهود استطاعت ان تحرج ليس فقط العدو الصهيوني بل كل الذين يدعمون هذا الكيان اذ نجد ان التحركات السياسية والدبلوماسية والاجتماعات التي تعقد هنا وهناك من اجل اخضاع المقاومة لان تقبل في ايقاف الحرب ولو بهدنة قصيرة، مما يعكس ان وضع الكيان الصهيوني لم يكن بالمستوى المطلوب خاصة وان المقاومة قد اخذت تبادر في المواجهة بحيث التفافها على القوات الصهيونية ومباغتها من الخلف شكل حالة جديدة تقلق هذا الجيش بحيث اخذ يتخذ الحيطة والحذر الشديدين من ان يتقدم خوفا ان يقع في فتح المقاومة الباسلة.
ومن الطبيعي ان قتل وجرح اكثر من 100جندي صهيوني سوف يلقي بظلاله على الوضع الداخلي الصهيوني والذي سيشكل رأيا معارضا ومضادا لنتنياهو ومحاولة اجباره على ان يوقف عدوانه لان لم يذكر في تاريخ الحروب التي مارسها الكيان الغاصب ان يفقد هذا العدد من جنوده بالاضافة الى بعض القادة العسكريين خاصة قائد كتيبة النخبة الغولاني.
بالاضافة الى ما تقدم ان صواريخ المقاومة التي وصلت الى مديات غير متوقعة بحيث سيطرت على محيط تل ابيب الكبرى بحيث شكل حالة من القلق لدى القيادات الصهيونية لما شكلته من حالة ضاغطة بسبب الشلل الذي اصاب الاوضاع في المناطق التي تصيبها هذه الصواريخ.
ولابد من الاشارة الى ظاهرة جديدة قد تكون غير مألوفة ايضا في الحروب السابقة اذ نجد انه وبعد المجزرة البشعة التي اقدم عليها الكيان الغاصب في الشجاعية والتي عدت بالعرف العام انها جريمة ابادة جماعية للاطفال والنساء قد تركت تأثيرها المباشر في نفوس شعوب العالم اذ تواترت الانباء ان التظاهرات التي انطلقت في مختلف دول العالم منددة بهذه الجريمة والداعمة للمقاومة في صدها للعدوان مما سيشكل حالة من ضغط الرأي العام الذي سيفرض نفسه على المنظمات الانسانية والحقوقية لان تؤدي دورها في الدفاع عن ابناء الشعب الفلسطيني وان تمارس حالة من الضغط على الامم المتحدة ومجلس الامن للتدخل في ردع تل ابيب من الاستمرار في عدوانها الاجرامي.
واخيرا فان أسر أحد الجنود الصهاينة والذي اعتبر انتصار جديد للمقاومة بحيث رسم الفرحة على وجوه ابناء الشعب الفلسطيني رغم الجراح العميقة التي خلفها العدوان تمثل بحد ذاتها صورة جديدة من صور الصمود والمقاومة بحيث سيضع الكيان الغاضب ان يعيد كل حساباته وخططه لان مزيد من التوغل في غزة سيكلفه الكثير من الخسائر وقد يدفع المقاومة الباسلة ان تؤسر الكثير من الجنود والذي سيظهر ضعف البنية العسكرية والصهيونية وبنفس الوقت سيجعل يد المقاومة العليا في ان تفاوض هذا الكيان من أجل اطلاق سراح اسراها الذي طال بهم الامد في سجون الاحتلال وتوفي بتعهداتها التي قطعتها على نفسها لهؤلاء الابطال بأنه سيأتي اليوم الذي ستعمل على اجبار العدو لاطلاق سراحهم وقد يكون هذا اليوم قريبا.
لذا فان صمود المقاومة الباسلة امام الهمجية الصهيونية قد خلط الاوراق بحيث اقلق كل الذين كانوا يعتقدون ان يوم او يومين من هذا العدوان وبحسابات خاطئة ان تل تستطيع ان تقهر المقاومة وتجبرها على الاسستلام الا ان الواقع سيعكس صورة ثانية تكون العكس من ذلك وهو ان يخضع العدو راكعا وذليلا للقبول بشروط المقاومة لينقذ ما تبقى له من ماء وجه.