ماذا بعد عملية الأسر!!
سلام الحركه
إنشغلت الأوساط الإسرائيلية و الفلسطينية والعالمية في الأيام الأخيرة بموضوع إختفاء الجنود الإسرائيليين الثلاثة. ولغاية الآن لم يتوصل أي طرف لمعرفة تفاصيل العملية و ملابساتها والتي وصفتها إسرائيل ب”الأسر”. كما تضاربت المعلومات حول العملية ورُجحت بأن تكون عملية أسر تهدف إلى تحرير جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية. هذا وقد توعد جيش الإحتلال الصهيوني بالبحث عن المختطفين الثلاثة ولن يعود إلا برفقتهم فأرسل ما بين 2000 و3000 جندي إلى الخليل والمدن الأخرى في الضفة الغربية بحثاً عن المختطفين. في المقابل صدرت عدة بيانات و بلاغات عسكرية على شبكة الإنترنيت و مواقع التواصل الإجتماعي تتبنى العملية ومنها : "كتائب أحرار الخليل” و "شهداء الأقصى” و "القسام” و”حزب الله” و”داعش” في حين أن جميع البيانات الصادرة إما تم نفيها أو لم يُعلَّق عليها أو حتى مشكوك بصحتها. كما وجه الرئيس الوزراء الإسرائيلي "نتنياهو” أصابع الإتهام ل”حماس” وحمل المسؤولية للسلطة الفلسطينية وهدد الفلسطينيين بدفع الثمن , ولم يصدر لغاية الآن أي رد فعل رسمي فلسطيني حول موضوع الإختطاف والتهديدات الإسرائيلية. لنقف لبعض الوقت أمام قضية الإختطاف هذه ولنطرح أسئلة عدة حول مدى واقعية العملية.لنقل أن العملية التي لم تخرج سيرتها إلا من فم الإسرائيلي وحده لغاية الآن واقعية فما أهدافها؟ طبعاً أهدافها تبييض السجون الإسرائيلية من كافة المعتقلين و الأسرى الفلسطينيين. وفي هذه الحالة تكون المقاومة الفلسطينية عادت ووضعت أهم وأبرز مداميك المنظومة المقاومة من أجل تحرير الأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني.وبالتالي تكون المقاومة قد أثبتت جدواها ومدى فاعليتها وتفوق العقل المقاوم على العقل الأمني الإسرائيلي الذي يعاونه المشروع الأمني المشترك بقيادة سلطة "رام الله”.
ماذا لو كانت قضية الأسر هذه ملفقة إسرائيلياً!! ما وراء هذه الفبركة؟ ماذا يضمر العدو الصهيوني وخلفه أعوانه للشعب الفلسطيني؟ هل هي حكاية من نسج الخيال تهدف للقضاء على "حماس” أم لخلق ذريعة للعدو الصهيوني لإقتحام مدن الضفة الغربية بحثاً عن قناصي الخليل؟ أم هي لعرقلة حملة "مي وملح” الهادفة لتحرير الأسرى الفلسطينيين المضربيين عن الطعام؟
ويبقى التساؤل الأهم لدى المتفائلين والمشككين بواقعية العملية هو لماذا حدثت بعد أيام من كشف الجناح المقاوم الجديد في الضفة الغربية "حركة الصابرين نصراً – حصن”؟ هل نشهد بداية قوية لهذه الحركة التي تبنت علانية العمل المقاوم في الآونة الأخيرة والتي يشكك الكثيرون بأنها إمتداد للمقاومة اللبنانية "حزب الله” داخل العمق الفلسطيني ؟ ولو ثبت زيف الإدعاءات الصهيونية, هل يعتقد أن سلطة "رام الله” مشاركة في المسرحية؟ أسئلة كثيرة تدور في خُلدنا, ومواقف عدة تجعلنا نضع عليها علامات إستفهام.. بإنتظار إنقشاع الغبار وظهور الحقيقة في الأيام المقبلة.