العراق لن يكون كما يريدون!!
مهدي منصوري
بعد فترة قصيرة على مجريات الاحداث في العراق بدات تظهر الصورة وبوضوح عندما أكدت عليه القيادة العراقية ان هناك مخططا مدروسا ومدعوما من بعض السياسيين في الداخل وبعض الدول الاقليمية قد تم تنفيذه للوصول الى هدفها التي سعت اليه من قبل الا انها فشلت فيه، ويهدف هذا المخطط بكل تفاصيله الوصول بالبلاد الى حافة الحرب الاهلية بين ابنائها، اي ان الذي حدث في الموصل هو نقطة الارتكاز للوصول الى هذا الهدف المشؤوم وهو مالم يخفه وأكده اليوم سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي في مؤتمر وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي الذي عقد في الرياض بالامس.
ويتضح من ذلك ان السعودية قد سعت الى هذا الامر من قبل من خلال دعم الارهابيين والقتلة وقيامهم بعمليات التفجيرات في المناطق الشيعية والسنية من اجل اشعال هذه الفتنة، الا انها وجدت نفسها قد فشلت فشلا ذريعا ولم تحصل على ما ترمي اليه، واليوم ياتي سعود الفيصل وبعد الذي جرى ليؤكد هذا الامر بل وفي الواقع انه يدعو عملاءه والذين يتلقون الاموال السعودية من الاجراء والارهابيين ان يستمروا في اجرامهم من اجل ايصال الاوضاع الى ما يريد، لكن لتعلم السعودية وغيرها من الدول التي تتربص بالعراق والعراقيين ان هذا الحلم بعيد المنال وان العراقيين وبفضل ما يملكونه من وعي ولادراكهم لحجم المؤامرة التي تطال بلادهم فانهم سيقفون صفا واحدا ويكونون سدا منيعا ضد هذه الاماني الخاوية وبذلك سيفشلون المشروع الاقليمي الذي يريد تدمير العراق.
وقد يكون الاجتماع الاخير للقيادات السياسية من مختلف المكونات السياسية والتي خرجت مجتمعة داعية الى توحيد الصف والجهود من اجل مواجهة المد التكفيري السلفي الغريب القادم من الخارج ودعوتها لحشد جميع الطاقات والامكانيات لدعم القوات المسلحة في مسيرتها الحالية في ضرب الارهاب وحواضنه على اي بقعة عراقية مما شكل موقفا وطنيا مجتمعا يعكس ان ما ذهب اليه سعود الفيصل قد ذهب ادراج الرياح.
ولا بد من الاشارة في هذا المجال ان ما تروج له السعودية وبعض عملائها وابنائها من الداعشيين قد ثبت زيفه، واثبت الواقع على الارض ان هذه المجاميع الارهابية والتي اطلقت عليها جزافا انها ثورة داخلية قد اخذت تتقهقر امام ضربات ابناء الجيش العراقي وابناء العشائر ولذلك بان القلق والارباك السعودي على محيا الفيصل لانه وجد ان خيوط المؤامرة بدأت تتكشف وان القضاء عليها قد أخذ طريقه للتطبيق مما سيضع بلاده على راس القائمة الذين دبروا هذا الامر.
وفي نهاية المطاف نقول لكل الذين يتربصون بالعراق والعراقيين والذين حاولوا بذل اكثر الجهود ومن قبل عقد من الزمان او ما قبل ذلك لايجاد حالة من النزاع الداخلي بين ابنائه، أنه لا توجد أرضية لمثل هذا النزاع وان العراقيين وبمختلف طوائفهم ومكوناتهم قد عقدوا العزم ومن خلال استجابتهم لنداء المرجعية ان يحبطوا هذا المخطط من خلال عمليات الانخراط في القوات الحشد الشعبي والتي ستكون الرديف القوي للجيش العراقي في القضاء على كل من يريد النيل من وحدة ارضهم واستقلالهم وسيادتهم، ولابد ان يأتي الدور على اولئك الذين ينفخون في اشعال نار الفتنة في هذا البلد وانه ليس ببعيد عنهم.