فتنة سامراء!!
مهدي منصوري
من المعلوم ان العملية السياسية الجديدة في العراق لم تكن تروق لبعض دول المنطقة بما افرزته من حالات اعتبرتها انها جاءت على غير ماكانت تتوقعه بعد سقوط نظام صدام، ولذلك فانها عملت على الاعداد لتغيير الوضع القائم محاولة منها لاعادة الاوضاع الى ما كانت عليه قبل عام 2003.
ولا يمكن ان نغفل ان الادارة الاميركية التي غزت العراق والتي ارادت لهذا البلد ان لا يرى الاستقرار لذلك فانها رتبت الاوضاع السياسية وبشكل يدعو او يدفع الى الانقسام والتفكك.
واليوم الشعب العراقي الذي يعاني من مختلف الازمات الداخلية وأهمها الارهاب المنظم الذي أريد له أن يكون العصى الغليظة الذي يلوح بها اعداء الشعب العراقي من اجل ان لايحصل أي انسجام أو اتفاق سياسي او اجتماعي في هذا البلد.
وقد كان للحواضن الغربية في اقلاق الوضع دورا كبيرا ومهما خاصة وانها أصبحت أرضية سهلة لترعرع الارهاب والارهابيين بسبب الحدود المفتوحة والواسعة مع سوريا مما سهل حركة هؤلاء القتلة وبصورة اثقل كاهل الاجهزة الامنية خاصة وانها تدير معركة شرسة مع هؤلاء القتلة في الفلوجة والتي وضعتهم أمام وضع خطير جدا بحيث انهم اخذوا يبحثون عن منافذ قد تخفف عنهم الضربات المتلاحقة لذلك نجد جاءت حادثة سامراء كوسيلة من الوسائل التي قد تخفف هذا الضغط عنهم.
الا ان مسالة سامراء لها بعد آخر ومهم خاصة انها تحتضن مرقد الامامين العسكريين مما يشكل استهدافها هو استهداف لهذه المعالم الاسلامية، ولذلك فان استهدافها يعطي الموضوع بعدا طائفيا والذي عملت المجموعات الارهابية على تأجيجه وبصور مختلفة من خلال التفجيرات التي تحدث في المناطق الشيعية ومن ثم تستهدف المناطق السنية لاثارة هذه الفتنة العمياء، الا ان الشعب العراقي وأدراكه لحجم هذه المؤامرة التي تستهدف وجوده لذلك فانه لم ينزلق في هذا المخطط وبقي متمسكا بوحدته الوطنية رغم كل ما عاناه من هذه الهجمات الاجرامية.
ولا ننسى ان الامر لم يقتصر على اليوم بل انه مسلسل بدات فصوله مع التغيير وقد كان عاما 2005-2006 حرجان على العراقيين لما قام به الارهابيون وبدعم مباشر من القوات الاميركية المتواجدة على ارض العراق لتاجيج الفتنة الطائفية الا انها قد اخمدت في مهدها ولم تستطع ان تحقق اهدافها.
لذا فاننا ندرك جيدا ان واشنطن وبعض الدول الحليفة لها في المنطقة كالسعودية وقطر وتركيا كان لها دور فاعل ورئيس في زعزعة الاستقرار في هذا البلد وان التقارير المتواترة والتي جاءت على لسان بعض الارهابيين من السعوديين وغيرهم والذين يتلقون الدعم المباشر من هذه البلدان يؤكد ما ذهبنا اليه ولكن وكما استطاع العراقيون ان يخمدوا نار الفتنة فيما سبق فانهم اليوم قادرون على اخمادها من خلال الوقوف مع القوات الامنية التي تدير معركة مقدسة، وكذلك ان يكونوا عيون مفتوحة لمساعدة هذه القوات امام أي تحركات مشبوهة تقوم بها هذه المجاميع الارهابية لاجل ان يدافعوا عن انفسهم من ان لا يقعوا ضحية هجمات هؤلاء القتلة وهو ماحصل عند استهداف الارهابيين لسامراء.
وكذلك يتطلب من الحكومة العراقية ان تمارس دورا حاسما وشديدا في مواجهة الارهابيين وان تغلق كل الثغرات التي يمكن ان تسمح لهؤلاء النفوذ من خلالها لايذاء ابناء الشعب العراقي.