kayhan.ir

رمز الخبر: 1654
تأريخ النشر : 2014June07 - 21:14

حكام قطر ولعنة شعوب المنطقة

ميلاد عمر المزوغي

مع انطلاقة الربيع العربي وسقوط زعامات دول كيرى فاعلة ومؤثرة في المنطقة وجدت قطر الفرصة السانحة في ان تقود العالم العربي,بل اكثر من ذلك العالم الاسلامي,فاختارت احد الزعامات الدينية ليكون مساندا لها في توجهاتها الاخوانية,تدخلت في الشؤون الداخلية بمصر,إلا ان العسكر هناك لم يتركوا الدوحة تنعم بالفرح,دورها في مساعدة التكفيريين في سوريا يشهد لحكامها بمدى كرههم لشعوب المنطقة ويعكس الرغبة الجامحة لديهم في ان يكونوا زعماء اقليميين,وان كان ذلك على جثث آلاف العرب الامنين.

انفقت قطر من الاموال في سبيل تحطيم العروش, ما ان انفقت على المشاريع الاستثمارية في الدول العربية الفقيرة لتغيرت حياة تلك المجتمعات نحو الافضل ولعاد الفضل الى قطر بالإضافة الى بعض الفوائد على القروض ولكسبت احترام تلك الشعوب بدلا من الاشارة اليها بأنها وراء كل تلك المشاكل التي يعانون منها,حكام قطر قد لا يكونون في حاجة الى الاطراء او المديح من احد, فذلك بالنسبة اليهم لم يعد مطلبا, بل التحكم في مصائر الشعوب ومحاولة الظهور بأن قطر هي صاحبة الفضل في تغيير اولئك الحكام.

لم تكتف قطر بإسقاط الانظمة فقط بل سعت جهدها الى توفير مراكز قوة لها في تلك البلدان ومنها على سبيل المثال تونس حيث حركة النهضة,لكن الاوضاع الامنية بتونس وعدم قدرة او تخلي الحكومة في التصدي للإرهابيين جعل الشعب التونسي وقواه الحيه يخرجون الى الشوارع معربين عن غضبهم واستنكارهم لتلك الاعمال الاجرامية,طالبت الجماهير بإسقاط الترويكا التي تقودها النهضة,استجابت النهضة مؤخرا لمطالب الجماهير املا في عدم قطع خط الرجعة الى البرلمان,والظفر ببعض الوزارات,فسقوط الحركة شعبيا يعني انها الى زوال والمشهد المصري لا يزال ماثلا امام الحركة.

احداث سوريا لم تؤت اكلها فخيبت امال القطريين أسقطت "القصير” الامير حمد في عملية درامية لم تعد تنطلي على احد (الحالة الصحية) وظل بعيدا عن الاضواء,وكما يقول المثل: كما تدين تدان, أ ليس هو الذي اطاح بوالده وقد كان يتمتع بصحة جيدة. يذكرنا ذلك بالصراع على السلطة بين العائلات العثمانية الحاكمة واخص بالذكر منها الاسرة القره مانلية في شمال افريقيا.ربما الدولة العثمانية لم تمتد الى قطر فعمل امير قطر على ان يجعل بلاده تدور في فلك العثمانيين الجدد ويأخذ التبريكات من الباب العالي.

في ليبيا ومنذ سقوط النظام لم تنفك قطر تقدم المساعدات للإخوان المسلمين الذي يسيطرون على مقاليد الحكم,فهي وبشهادة العديد من المصادر والساسة الليبيين الذين آوتهم قطر ابان الحرب على ليبيا,بعد سقوط النظام وجهوا انتقادات الى قطر وطالبوها بعدم التدخل في الشأن الليبي الداخلي.تقوم قطر بتزويد الاخوان بكافة انواع الاسلحة ولأجل بسط سيطرتهم على الدولة بقوة السلاح وليس بالعمل الديمقراطي,الاخوان في ليبيا كما غيرهم من الاخوان في بقية البلاد لا يؤمنون بالديمقراطية بل متشبثون بالسلطة ايما تشبث, ومستعدون لقتل من يقول لهم ابتعدوا عن السلطة لان مدتكم القانونية قد انتهت,على مدى سنتين من الحكم,اهدروا اموال الليبيين,قدموا هبات لإخوانهم في مصر وتونس لتعزيز مواقفهم فانّى لهم ذلك؟,اخوان ليبيا الامل الوحيد المتبقي لقطر, فهي تدعمهم بكل قوة,لا تهمها وحدة الشعب الليبي.بل تسعى الى احداث الفرقة بين ابنائه لأجل الاقتتال وسفك المزيد من الدماء,ان شعوب المنطقة لم تذق طعم الراحة, لم تنعم بالديمقراطية التي وعدت بها.

بالإضافة الى العوز المادي للسكان, الإمارة الخليجية لا تعرف الديمقراطية اليها سبيلا, بل ان شعبها يعيش القهر الفكري ولا مجال لمجرد التعبير عن الرأي في ما يجري بالإمارة, بل يعد ذلك من المحرمات تستوجب الحجر على صاحب الرأي, وتلك اضعف عقوبة.

لقد كتب عن قطر وما قامت به من اعمال اجرامية بحق الشعوب العربية ما تنوء بحمله كواهل حكام قطر وأتباعهم من ” رجال الدين” وزعماء العصابات المحلية.

وأخيرا ستلاحق لعنات الشعوب التي عملت قطر على بث الفتنة بين ابنائها وتشريد بعضهم وسفك دمائهم, حكام قطر, وسيكتب التاريخ ان حمد ونسله من كبار المجرمين والسفاحين,من يدري فقد يصدر بحق هؤلاء المجرمين وأتباعهم الاخوانجية في كل من ليبيا وتونس وسوريا, مذكرات جلب للمحكمة الجنائية الدولية على غرار حكام يوغوسلافيا السابقة فالرب يمهل ولا يهمل.