أصدقاء سوريا الحقيقيين !!
عبارة "اصدقاء سوريا" قد أصبحت اليوم سلاحا ذو حدين بحيث شوهت هذه الكلمة في معناها عندما استخدمها الذين ساهموا وبشكل فعال في تدمير البنى التحتية للدولة السورية، وكذلك ساهمت في تمزيق وحدة الشعب السوري، وسهلت الى الارهابيين القتلة ان يمعنون في قتل ابناء هذا الشعب وتهجيره من ارضه وتوزيعه في الشتات في مختلف البلدان، وقد صدق من قال "انهم أعداء في ثياب أصدقاء" ، وقد كان جل هؤلاء الاعداء وفي اثناء اجتماعاتهم التي عقدت في عدد من الدول والبلدان كانوا يفكرون في كيفية زيادة تدمير سوريا ولاغير، ولم يصدر عن اجتماعاتهم ولو قرار واحد يشم منه رائحة ايجاد وتوفير الامن والاستقرار ودفع الحروب عن ابناء الشعب السوري، بل كانت قراراتهم تنصب في كيفية ايصال الارهابيين وتزويدهم بالسلاح لكي يرسلوا رسائل الموت للشعب السوري.
الا انه والى جانب ذلك هناك طرف اخر يتألم لما يجرى على الارض السورية، مما دفعه المه هذا الى ان يجمع الدول التي تريد للشعب السوري الامن والاستقرار والتي سعت وكل من جانبها في تجنيب هذا البلد من ان يطاله عدوان من الاميركان وبدعم من بعض الدول الاقليمية، فهذه الدول والتي هي بحق يمكن ان تنطبق عليها كلمة اصدقاء سوريا بمعنى الكلمة، قد تداعت بالامس وعقدت اجتماعها في عاصمة الجمهورية الاسلامية طهران مما كشف وبوضوح مدى الاهتمام البالغ في الشأن السوري والتي أخذت تفكر وبجدية تامة في كيفية وقف المزيد من اراقة الدماء والتدمير الذي طال هذا البلد لا لسبب سوى انه لم يخضع لارادة المستكبرين.
نعم ان مؤتمر اصدقاء سوريا في طهران قد ارسل رسائل المحبة والود للشعب السوري، وكذلك تأكيده بالوقوف معه في محنته التي طالت، مبدين استعدادهم تقديم كل مايمكن تقديمه من اجل ان يحقق آماله ومطامحه ومن دون تدخل خارجي، وذلك من خلال الذهاب الى صناديق الاقتراع والذي يمثل خطوة هامة ومتطورة في حالة التحول الديمقراطي في هذا البلد رغم كل المحاولات التي ارادت ان لايصل الشعب السوري الى هذا الموقع.
ومامطالبة المؤتمر بالوقوف الى جانب الشعب السوري وتطلعاته خلال دعمه لمطاردة الارهاب والارهابيين والقضاء عليهم الذين لا يفهمون سوى لغة القتل والتدمير الا دعما لمسيرة الانتخابات وتحقيق الديمقراطية في هذا البلد .
ولذلك فان البيان الختامي للمؤتمر قد جاء متماشيا مع مايرنوا ويصبوا اليه الشعب السوري خاصة وانه أكد مشروعية هذا الشعب في تحقيق مصيره ومستقبله من خلال المشاركة الواسعة في الانتخابات والتي ستفرز وبصورة تقطع كل الاقاويل الزائفة التي ارادت ان تضعه في صف المحارب لحكومته زورا وبهتانا، والاهم في الامر هي الدعوة الى اجراء المصالحة الوطنية الشاملة مع كل الوطنيين المخلصين لهذا البلد ممن لم تتلطخ ايديهم بدماء الشعب ، واجمع المؤتمر على دعم الجهود التي يبذلها الجيش السوري في مكافحة ومطاردة الارهاب حتى القضاء عليه وبذلك يعطي درسا قاسيا لكل الدول الداعمة والممولة لهذا الارهاب الاعمى.
وعلى ماتقدم نستطيع القول ان الشعب السوري قد أدرك جيدا وتمكن من ان يفرق بين الاصدقاء الاعداء الذين يريدون له الموت والدمار، وبين الاصدقاء الذين يبحثون عن السبل التي ستصير اليه حياتهم من جديد ومن دون أية منغصات أو معاناة.