kayhan.ir

رمز الخبر: 99692
تأريخ النشر : 2019August21 - 20:48

خان شيخون عززت معالم سوريا الموحدة

لولا المهل المتعددة التي اعطيت لتركيا للفصل بين الارهابيين والمسلحين واعلان موقفها الشفاف من ذلك وفقا لما وعدت به موسكو وطهران لحسم الموضوع، لكان الجيش العربي السوري قد تحرر خان شيخون قبل هذا، لكن شاءت الاقدار ان تحترق كل الفرص التي اعطيت لتركيا وان يكون الميدان هو فصل الخطاب للتعامل مع الارهابيين لينالوا عقابهم العادل لما ارتكبوه من مذابح وجرائم بشعة وفظيعة بحق الشعب السوري لذلك جاءت ساعة الصفر لتحرير خان شيخون عشية اعلان الرئيس بوتين ومن باريس دعمه لتحركات الجيش السوري لتحرر كافة المناطق من ايدي الارهابيين ولم يكتف بذلك بل وجه اللوم للرئيس التركي اردوغان وفي هذا دلالات كبيرة على ان موسكو حازمة في موقفها لتحرير كل التراب السوري من الارهاب والارهابيين ولم تجامل في ذلك احدا.

وما جرى في خان شيخون من هجوم واسع للجيش السوري وما ادى الى انهيار سريع لدفاعات المسلحين لم يربك حسابات انقرة فقط بل اربك الحسابات الاميركية ومن لف لفها من دول المنطقة واسقط كل مراهناتهم على الارهابيين حيث تصوروا انهم محصنين في ادلب وريف حماة الشمالي الذي يكمن في انهاء دور "جيش العزة" المدعوم اميركيا حيث كان يتخذ من خان شيخون وكفر زيته واللطامنة ومورك مقار لعملياته في المنطقة وهذا يعني انهاء اي دور لاميركا في معارك ادلب وتهديده لحماة.

لكن اللافت هذه المرة ان تركيا اكتفت بالتحذير ولم تصرخ عاليا وهذا ما يؤكد انها ليس في موقف مريح وهي في نفس الوقت محرجة على الصعيدين الاقليمي والدولي حيث تعتبرها سوريا كاميركا دولة محتلة لاراضيها ولا ننسى ان نشير الى ان احدى نقاطها للمراقبة في هذه المنطقة قد سقط في معركة خان شيخون بيد الجيش العربي السوري والاخرى محاصرة وهذا ما يشكل ضربة قاصمة لها.

ولاشك ان تحرير مدينة خان شيخون المعقل الرئيس للارهابيين في ادلب وريف حماة الشمالي قصم ظهر الارهابيين في هذه المنطقة ويعتبر نقطة تحول في المعارك القادمة لتحرير ادلب لانه عكس في الواقع حالة القلق والتخبط في صفوف الارهابيين الذين سرعان ما انهارت خطوطهم الدفاعية وانسحابهم من خان شيخون والامر الآخر الذي يعكس مدى القلق والرعب اللذين يسيطران على الارهابيين خاصة جبهة النصرة هو حفرها للخندق حول ادلب للحيلولة حسب تصورها الواهي منع الجيش السوري من تحريرها لكنها في الواقع هي جهزت بيدها قبرها لتخفف العبء على الجيش السوري لدفنها.

ان العملية العسكرية الجريئة للجيش العربي السوري وان تأخرت في تحرير خان شيخون، الا انها جاءت في وقت احرجت الاتراك ولم يبق امامهم طريق سوى العودة لاتفاقية اظنة ليخرجوا بموقف يحفظ ماء وجههم لانهم لم يستطعوا الاستمرار في المراهنة على الارهابيين للضغط على سوريا التي قدرها ان تتعايش معها كبلد مجاور لهما مصالحهما المشتركة التي تقتضي ان تتخلص من الارهابيين الذين لا ملجأ لهم سوى اراضيها فهل هي حقا قادرة على ان تتحمل اعباءهم واخطارهم الامنية التي تهدد امنها القومي مستقبلا.