kayhan.ir

رمز الخبر: 98038
تأريخ النشر : 2019July22 - 20:42

المكر الاميركي لا يتوقف على الاعراب فقط


ما كان لافتا ومدهشا للمراقبين ما صرح به بومبيو وزير الخارجية الاميركي لمحطة "فوكس نيوز" الاميركية " لا نريد الحرب مع ايران وسط التوتر السائد في حرب الناقلات وعلى المملكة أن تحمي سفنها وكانه يقول بصريح العبارة للبريطانيين احموا سفنكم بانفسكم! في وقت ان واشنطن وعبر صقرها المتهور والاحمق جون بولتون مستشار الرئيس ترامب وباعتراف اسبانيا والصحف البريطانية هو من ورط لندن في حرب الناقلات الخاسرة واوقعها في هذا المستنقع وللعلم ايضا ان اميركا التي وعت اليوم على خطورة الذهاب لحرب الناقلات مع ايران ومتاعبها المضنية وان منازلتها ليست نزهة في حين ان واشنطن قد كررت في وقت سابق تحذيرها لايران على خلفية توقيف حرس الثورة الاسلامية للناقلة البريطانية "استينا ايبرو"، لكنها نراها اليوم بكل سهولة تتنصل عن كافة التزاماتها تجاه بريطانيا الحليف الاول لها في الاتحاد الاوروبي وهذا يعني ان اميركا المتواجدة باساطيلها في الخليج الفارسي وبحر عمان عاجزة تماما عن حماية السفن البريطانية وهذا ما اذعن له بومبيو في تصريحه لـ "فوكس نيوز".

ولو استمعت لندن لنصيحة سفيرها في واشنطن الذي وصف ترامب بالاحمق والمتهور الذي لا يمكن الاعتماد عليه لما غرقت في هذا المستنقع لتضطر الى الاستجداء والتماس الاخرين لتوسط لدى طهران.

وهنا بانت حقائق كثيرة للعالم ومنها ان ايران اصحبت القوة الاكبر في حرب الارادات ولا تأبه باعدائها الكبار على وزن اميركا وبريطانيا وهي تطبق نظريتها عمليا؛ "لقد ولى زمن اضرب واهرب". فايران وضعت اليوم العالم امام معادلة جديدة يجب ان يحترمها وان الخاسر الاكبر في كل ما يجري على المستوى الاقليمي والدولي هي اميركا الغاشمة التي باتت معزولة خاصة امام ايران وما اكثر هذه المواقف لكن ما نشير اليه هو ما حصل اليها في مجلس الامن التي فشلت حتى في استصدار بيان ضد ايران وآخرها دعوتها لتشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة في الخليج الفارسي ، لم تستجب لها سوى السعودية والامارات الذيليين والطريف في الامر ان لندن الحليف الاوروبي الاول لم تشاطر واشنطن هذه المرة في هذا التحالف.

لكن ما حدث من غدر ومكر اميركي لبريطانيا سيكون درسا قاسيا للدول المغفلة التي تعتمد على الحماية الاميركية وهذا ما يجب ان تفهمه اولا دول الاتحاد الاوروبي التي تنقاد بسهولة لواشنطن وتبيع سيادتها واستقلالها وكرامتها بثمن بخس وهذا ما يثبت بان اميركا لا ميثاق ولا عهد لها فهي لا تغدر بالاعراب الاذلاء فقط بل حتى باقرب حلفائها.