kayhan.ir

رمز الخبر: 97843
تأريخ النشر : 2019July19 - 20:19

ايران هي من ستربح المواجهة


لاشك ولا ريب ان الرئيس ترامب يعيش اليوم عقدة الانكسار والهزيمة امام ايران خاصة بعد اسقاط حرس الثورة الاسلامية لاحدث طائرة مسيّرة له وهي تعتبر درة تاج الصناعات الاميركية والتي لا يتجاوز عددها الثلاثة في اميركا وهذا ما شكل نكسة كبيرة للولايات المتحدة الاميركية التي ضربت هيبتها بالصميم وقد لا يخطر على بالها يوما ان تواجه مثل هذه الضربة القاضية ومن ايران بالذات، لكن هذا ما حدث فعلا أمام العالم وسط عجز اميركي فاضح لمعالجة الموقف وحسب بعض المراقبين أن الكفة راحجة لحد الان لصالح ايران دون شك.

وما يؤكد ان الرئيس ترامب يعيش عقدة الهاجس الايراني بكل تفاصيله هو ما ذهب اليه أمس الاول في الاعلان بنفسه عن ان المدمرة "بوكسر" قد اسقطت طائرة مسيرة ايرانية أقتربت من المدمرة كثيرا"، لكن طهران سرعان ما نفت الخبر واعلنت انها لم تفقد أي من طائراتها التي قامت بمهامها فوق مضيق هرمز أو فوق مياه الخليج الفارسي وقد تكون المدمرة وطاقمها المرعوبين قد فتحا النار على طائرة عائدة لهما. وأن حرس الثورة ووفقا للصور التي يمتلكها لحركة المدمرة سواء قبل اعلان ترامب أو بعده تثبت عدم صحته مزاعمه.

ومهما كانت العوامل فان تطبيل واشنطن لهذا الخبر الكاذب الذي لم يلق له الصدى المطلوب في وسائل الاعلام العالمية شكل نكسة أخرى للولايات المتحدة التي أرادت من ورائه تحقيق احلامها البائسة ومنها اعادة الهيبة والتخفيف من وقع اسقاط طائرتها الدرون "MQ4" وكذلك الترويج بان التوتر وفقدان الامن يخيمان على منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز بهدف دفع الامور الى تشكيل تحالف دولي لحماية الملاحة في هذه المنطقة وهذا ما ظهر لاحقا في الاعلان الاميركي حيث اعلن قائد القوات المركزية الاميركية الجنرال "ماكينزي" بان واشنطن على اتصال مع الدول الاخرى بشأن تأمين الملاحة في الخليج الفارسي ومضيق هرمز وقد اعقبه "برايم هوك" المبعوث الاميركي للشؤون الايرانية بتصريح آخر اعلن فيه ان المنامة ستستضيف اجتماعا دوليا لمناقشة ما أسماه التهديد الايراني وان الدعوة ستوجه الى 65 دولة لحضور ذلك.

هذا التحشيد الاميركي لمواجهة ايران يدلل على عجز الولايات المتحدة الاميركية وضعفها أمام ايران لذلك تحاول من خلال الترويج لمسرحية هزيلة ومضحكة من انتاج مخيلة ترامب المريض، بناء آمال عريضة وطويلة لترجيح الكفة لصالحها لكن هيهات أن يحصل ذلك لانها دولة منفلتة وعدوانية كاميركا التي أتت من الاف الكيلومترات الى المنطقة لتتدخل في شؤونها، أمر مرفوض جملة وتفصيلا وخلافا لكل الاعراف والقوانين الدولية.

وما يجري اليوم في منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز الذي هو شأن ايراني ومنطقة نفوذها، هو حرب ارادات صامتة بين ايران واميركا ومعها بريطانيا اللتان لم يجرؤا على المواجهة العسكرية بسبب تكاليفها المهلكة لهما لذلك نرى الاولى تروج للتوتر والفوضى وفقدان الامن من خلال نسج المسرحيات والاخرى تقوم بعمليات قرصنة تخترع لها ذرائع واهية لكن لتعلما واشنطن ولندن اما ان يكون تصدير النفط آمنا للجميع ام لا يكون لاحد وان عرض العضلات لن يكون لصالحهما لان الحرب الارهابية الاقتصادية التي تقودها اميركا ضد ايران سترتد عليها وعلى حلفائها لان الحق والمنطق والقوانين الدولية والعرفية مع ايران وهي من ستربح المواجهة لثبات خطابها وتماسك خطواتها المحسوبة لردع المعتدين الذين يتطاولون على حقوقها ولقمة عيش شعبها.