kayhan.ir

رمز الخبر: 97772
تأريخ النشر : 2019July17 - 20:59

طهران تضيق الخناق على اوروبا

الموقف الأوروبي الضبابي وغير الواضح في الازمة التي خلفتها تصرفات ترامب الانفرادية بقراره الخروج من الاتفاق النووي والذي كان يمكن حسم الامر وفي اللحظات الاولى التي اتخذ فيها ترامب قراره المخزي، لان طهران كانت يدها مفتوحه في فرض ظرف صعب لترامب بحيث تجعله يندم على فعلته هذه وهو كما كانت التصورات الايرانية آنذاك ان يكون ردها قاطعاً وذلك بتمزيق الاتفاق النووي والعودة الى ماكانت عليه قبل.

الا أن ايران والتي كانت تعتقد أن الاتفاق لم يكن بينها و بين أميركا فحسب بل عالمي شاركت فيه دول اخرى واصبح وثيقة دولية يجب احترامها من الجميع، لذلك لم تنفرد بالقرار بل اعطت فسحة من الامل ان تقوم اوروبا بدورها بالضغط على الجانب الاميركي ليعود الى مفاد الاتفاق، الا انه وللاسف ولحد هذه اللحظة و في الوقت الذي أجمع فيه الاوروبيون في ختام اجتماع وزاري في بروكسل "ان تكون طهران قد انتهكت الاتفاق النووي واكدوا استمرارهم في تفعيل آلية التبادل المالي معها"، مما اثار هذا القرار غضب رئيس الوزراء الصهيوني الذي شبه سياسة اوروبا في استرضاء النازيين خلال ثلاثينيات القرن الماضي.

وأمام هذه المماطلة الاوروبية ,التي اعطت الفرصة لاميركا ان تتشدد في مواقفها وتتخذ قرارات واجراءات ضاغطة على ايران من أجل الذهاب الى التفاوض والذي رفضته طهران جملة وتفصيلا، وهذا مات دفع قائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي (حفظه الله) ان يحسم الموقف ويضع اوروبا تحت طائلة التساؤل باختراقها لاحد عشر بندا في الاتفاق النووي متوعداً ان طهران و فيما اذا بقي الموقف الاوروبي متساوقاً مع الموقف الاميركي فانها ستواصل تقليص التزاماتها بالاتفاق.

والذي لابد من الاشارة اليه، على الاوروبيين ان يأخذوا تحذير قائد الثورة بمزيد من الجدية لاتخاذ موقف شجاع وقوي بالالتزام بالاتفاق الذي وقع عليه لكي يسقط القرار الاميركي الانفرادي ولكي لا تدفع بطهران للذهاب الى الطريق الاخر.

ولكي يكون واضحا لدى الاوروبيين ان موقف طهران لازال ثابتا ولم يتزعزع وهو انها لن تذهب الى التفاوض مع اميركا خارج الاطار النووي لانها لايمكن ان تتنازل في يوم ما عن ثوابتها او انها لن ترضى العبث او المساس بسيادة واستقلالية قراراتها.

وعلى اوروبا ان تخرج من سياسة التأرجح وعدم الوضوح وان تكون شفافة في تعاملها من خلال الوقوف مع طهران وبما التزمت به من اجل قطع دابر العنجهية الاميركية التي تهدف لاذلال الشعوب.