kayhan.ir

رمز الخبر: 97466
تأريخ النشر : 2019July13 - 20:30

السعوديون وبعد تخلي حلفاؤهم


مهدي منصوري

يمكن القول ان قرار الامارات باخراج قواتها من اليمن قد اصاب السعوديين بخيبة امل كبيرة وخلطت الاوراق على حكام بني سعود وبصورة لم يتوقعونها، ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن دبلوماسيين غربيين قولهم، ان "السعوديين شعروا بخيبة امل كبيرة من القرار الاماراتي" الا ان دبلوماسيا سعوديا اراد توجيه الامر وبصورة ليمتص صدمة هذه الازمة الخانقة قد صرح للصحيفة بالقول؛ "ان يكون قادة السعودية غير راضين عن الخطوة الاماراتية وان كان اعترافا ضمنيا بالانسحاب معتبرا اياه اسلوبا يحدث اثناء العمليات العسكرية بتنسيق بين قوات التحالف".

ومن الطبيعي ان القرار الاماراتي بالانسحاب من اليمن سيترك بعض التداعيات والتاثيرات على السعودية خاصة ما سيترتب عليه مستقبل العدوان السعودي على اليمن.

ومما يمكن التأكيد عليه ان السعودية الان وفي ظل هذا القرار الاماراتي المفاجئ قد وضعها امام ظرف فرض عليها ان تملأ الفراغ الاماراتي في اليمن وهو ترتيب مواقع جيشها وهذا ما سيكلفها الكثير خاصة وان الاوضاع لاتسير لصالحها بعد الضغوط الكبيرة التي يمارسها ابناء اليمن من خلال استهداف المواقع الحساسة في الداخل السعودي والتي اثرت تاثيرا كبيرا بحيث شلت بعض المطارات والمواقع العسكرية.

ولا نغفل ان الامارات وبعد رسائل التهديد التي ارسلها اليمنيون من استهداف بعض المواقع في داخل الامارات قد خلقت لدى قيادة الامارات حالة من الارباك والخوف وكما ذكرت بعض المصادر ان محمد بن زايد وخلال اجتماع ضم امراء المشيخات قالها وبالحرف الواحد انه وفي حال نزول صاروخ يمني في دبي فان اعتبارنا وكل ما عملناه سيذهب ادراج الرياح، ومن هنا فقد يكون هذا الامر سببا في اتخاذ القرار الاماراتي بسحب قواتها والخروج من التحالف المزعوم.

والذي لابد من الاشارة اليه ان قرار الامارات لابد ان يفرض على السعودية ان تفكر مليا وان تعترف من ان عدوانها الاجرامي وما تركه من اثار سلبية لا انسانية ولا اسلامية ولا اخلاقية في هذا البلد ، وان اصرت على استمراره فانها لن تحصد منه سوى الخيبة والخسران. خاصة وانها بقيت وحدها في الميدان ومن دون اي مساند ومعين، وبنفس الوقت فان ابناء اليمن الابطال الذين يدافعون عن استقلال وسيادة بلدهم يملكون القدرة والقوة على انهاء هذا العدوان وبطريقتهم الخاصة والتي كلفت السعودية الكثير من خلال الاحصائيات التي نشرتها بعض المنظمات الدولية في تقاريرها. وكما اكدت هذه المنظمات وغيرها ومن خلال المعطيات على الارض ان حل المسالة اليمنية لا يتم الا عن طريق الحوار، فلذا ينبغي ان يرعوي حكام بني سعود ويعودوا لرشدهم وان ينهوا هذه الازمة لكي لايأتي اليوم الذين يرفعن فيه الراية البيضاء امام القدرة اليمنية القاهرة.