kayhan.ir

رمز الخبر: 97329
تأريخ النشر : 2019July10 - 20:03

ترامب... ومحاولة النزول عن الشجرة


عمر عبد القادر غندور

يصف العاملون في البيت الأبيض ممن لم يطالهم «التطهير» حتى الآن الرئيس دونالد ترامب بأنه أحمق وأخرق ومتهوّر، وانّ إدارته تحاصر حالياً ثلث دول العالم، وتفرض حصارات اقتصادية لزعزعة من يعترض على سياستها وآخر التعليقات ما أوردته صحيفة «الغارديان» على لسان سفير بريطانيا في الولايات المتحدة كيم داروش الذي وصف الرئيس ترامب بالغبي وعديم الكفاءة والمشوّش وصاحب الفوضى والصراعات العبثية والفظ متوقعاً نهاية مخزية له.

إيران لا تنكر انّ الحصار الأميركي عليها أدّى إلى انخفاض عملتها وإلى نقص بعض المواد التي تُستعمل فيها المواد الخام لصناعة حفاضات الأطفال او بعض العطور.

لكن الإيرانيين لا يأكلون إلا خبز القمح الكامل ولا يتناولونه إلا ساخناً، وعندهم ما يفيض من المواد الغذائية من حبوب وفاكهة وخضار وحقولهم تضجّ بالأنعام والخيرات وهم في رغد من الله كثير.

ولعلّ الرئيس ترامب رغم اعتراضه على التدخلات العسكرية المكلفة أدرك مؤخراً أنّ الإيرانيين ليسوا كغيرهم ممن يضعون جلود أقفيتهم على وجوههم، وأنّ جذورهم ضاربة في التاريخ قبل وجود الولايات المتحدة الأميركية بآلاف السنين، وانّ كرامتهم الوطنية عزيزة جداً ولو فنيَ نصف الأمة.

ولما شعر ترامب انّ هوبراته وتهديداته وعنترياته وبوارجه وطائراته باتت شيكات من غير رصيد، عرف الإيرانيون كيف يطرحون في الوقت المناسب مسألة زيادة نسب تخصيب اليورانيوم في مواجهة الحصار الظالم، ورأى كيف أنّ إيران لا تخشى الوجود العسكري الأميركي في الخليج الفارسي وأسقطت الطائرة الأميركية دون تردّد لا بل أكدت جهوزيتها لأكثر من ذلك. فوسّع ترامب عقوباته لتكون أقسى العقوبات التي تفرض على دولة في العالم، لكنه هذه المرة وجه تهديداً عنيفاً لإيران عندما قال «نحن لا نريد الحرب مع إيران ولكن ستتعرّض للتدمير إذا نشب نزاع مسلح»، وحذر ترامب إيران مرة أخرى من المضيّ قدُما في برنامجها النووي، وقال للصحافيين قبل ان يستقلّ الطائرة الى نيوجرسي: إيران تخصّب اليورانيوم لسبب واحد، لكني لن أخبركم بهذا السبب ولكنه ليس جيداً.

وقال وزير خارجيته بومبينو محذراً من زيادة تخصيب اليورانيوم الى 3.67 وصولاً الى 20 لصناعة سلاح نووي.

مثل هذا الكلام يدلّ على انّ ترامب استنفذ وإدارته كلّ وسائل الضغط والحصار، وما تهديده إلا فقاقيع صابون لأنه يعلم أنّ التدمير لن يصيب إيران وحدها بل كلّ الوجود الأميركي في «الشرق الأوسط»، فطرح مسألة القنبلة النووية الإيرانية المزعومة كمدخل للنزول عن الشجرة من دون ان تنجح إيران في امتلاك قنبلة نووية تتعارض مع عقيدتها الدينية، وهو ما يستلزم وضع سلم نزول ترامب الى الأرض.