kayhan.ir

رمز الخبر: 96546
تأريخ النشر : 2019June25 - 20:55

المصحات العقلية آخر المطاف

لا شك ولا ريب ان ما بدأه الرئيس ترامب في تعامله المكابر والمتوحش مع ايران الاسلام على انه قادر وببلطجية الجنونية على لي ذراعها خلافا للرؤساء الاميركين السابقين الذين فشلوا في هذه المهمة وتركوا البيت الابيض واحدا تلو الاخرى والعقدة تعصر قلوبهم دون ان يحققوا شيئا من هذا القبيل ويتصور الرئيس المهووس والمعتوه ترامب ان الذين سبقوه جبناء ولم يكونوا اهل لهذه المهمة وانه الوحيد القادر على اعادة الهيبة لاميركا وبلطجيتها على انها الآمر والناهي في هذا العالم متناسيا ان اميركا يوم كانت اميركا القطب الاحادي عجزت عن تحقيق أي من ذلك فكيف بها اليوم وأمامها اليوم عمالقة آسيا وصعود قوى عالمية أخرى.

مشكلة الرئيس ترامب هي جهله الخاص في علم السياسة وجهله العام في العلاقات الدولية وان الشيء الوحيد الذي يجيده هو ممارسة التجارة والنهب واللصوصية والاحتيال وهذا ما كان به بارعاً مع الاعراب ومنهم على شاكلتهم في العالم، اما في تعامله مع دول العالم الاخرى كان فاشلا وارتطم بالباب المسدود لذلك نرى ان اميركا تفرض اليوم 300 حظر وعقوبات تجارية على دول العالم.

وبعد أن سقطت الطائرة المعتدية والمتطورة جداً ( آر كيو 4) في الاجواء الايرانية فقد توازنه وارتج عقله ولم يكن في حسبانه بالمطلق ان يتجرأ الايرانيون على اسقاطها والاهم من ذلك كان في حساباته ان ايران لا تمتلك مثل هذه التقنية لاسقاط طائرة شبح متطورة وفي ارتفاعات الشاهقة.

لكن المحظور قد وقع ومنذ تلك اللحظة والرئيس ترامب ومن يدور حوله يتخبطون في احاديثهم المرتبكة جدا والمتناقضة تارة والصبيانية تارة اخرى مما تثير السخرية والاشمئزاز ولا يعرف الى أين سينتهي هذا السيناريو فتارة ينسجون الاكاذيب والتزوير وتارة اخرى يسوقون مزيد من التخرصات والمهاترات الكلامية للتغطية على هزيمتهم الكبرى التي منيت بها اميركا اثر اسقاط حرس الثورة الاسلامية لفخر الصناعة الاميركية والتي كانت خسائرها المعنوية لاميركا اكثر من خسائرها المادية بكثير، ناهيك عن ان طهران قد سجلت نقطة كبيرة على واشنطن التي اثبتت بدورها عجزها على القيام باي رد فعل امام العملاق الاسلامي والذي اذا ما اضطرت للدفاع عن نفسه فلن تبقى لاميركا ولا قواتها ولا لمصالحها ولا ادواتها في المنطقة من اي اثر.

لكن اسخف ما صدر عن الرئيس ترامب امس الاول قراره بوضع قائد الثورة الاسلامية الايرانية وعدد من قادة الحرس الثورة الاسلامية على لائحة الحظر في وقت ان هذا الغبي يعيش في حالة الجهل المطبق ومن يحيطون به من مستشارين لان قائد الثورة الاسلامية الامام الخميني الذي يعيش الحياة المواطن العادي لا يمكن ان يمتلك اي ارصدة في البنوك الخارجية وهكذا قادة الحرس الثورة والاسخف من ذلك ان الرجل لا يميز بين الامام الخميني الذي ارتحل الى رفيقه الاعلى منذ 31 عاما وبين الامام الخامنئي وان تجاوزنا هذا الجهل فأن شبح الهيبة الخمينية لازالت عالقة في اذهانهم وستلاحقهم حتى القبر.

والامر الاخر الذي غاب عن ذهن هذا الغبي الغارق في جهله ان قيادة الامام الخامنئي لا تنحصر داخل حدود ايران فعليه ان يعي ابعاد هذه اللعبة التي تحرق اصابع اميركا وعليه ان يحترم آراء الرأي العام العالمي.

فما اقدم عليه الرئيس ترامب بالامس حول فرض الحظر على القيادة العليا في البلاد يدلل على اعاقته العقلية لان هذا الامر لا يقدم ولا يؤخر وما هي الا حرب دعائية وقد تكون الاكثر خطوة للاستهلاك المحلي وفي نفس الوقت تنم عن مدى التخبط والارتباك الاميركي لتغطية على الهزيمة الساحقة التي منيت بها اميركا امام ايران، فبعد 20 حزيران ليس كما قبله واذا ما استمر ترامب في مطباته غير العقلانية وتصرفاته الرعنا والمسؤولة فان المطاف سينتهي به بالتاكيد الى المصحات العقلية وعندها سيتنفس العالم الصعداء.