kayhan.ir

رمز الخبر: 96068
تأريخ النشر : 2019June17 - 20:45

المؤهلون لحماية أمنهم واستقرارهم


الاشارات المتناقضة التي تأتينا من الغرب كما هي من اميركا وتتبعها الدول الذيلية في المنطقة قد لا تختلف كثيرا وكلها تدخل في اطار الحرب النفسية لابقاء الاجواء متوترة في المنطقة لغاية في نفس يعقوب وهو وصول الرئيس ترامب الى مبتغاه لانه بات اليوم على قناعة تامة انه لن يصل الى البيت الابيض مرة اخرى من دون ان يحقق مكسبا عبر التواصل مع طهران ليقدمه للاميركيين على انه انجاز استطاع تحقيقه لذلك يحاول وعبر اجندته في الغرب كبريطانيا او ذيوله في المنطقة تأجيج المواقف للضغط على ايران وآخرها وان لم تكن الاخيرة الحديث عن ارسال قوات دولية الى المنطقة وسرعان ما استجابت بريطانيا المعروفة بانها الكلب الوفي لاميركا فقد ارسلت في خطوة اشبه بالنكته مائة جندي بريطاني الى المنطقة في وقت يعلم الجميع ان التفاف زورق ايراني سريع كاف لتأسرهم كما اسرت من قبل زملائهم عام 2007.

وبعد الصدمات الكثيرة التي تلقتها اميركا من ايران وآخرها رفض استلام رسالتها التي هي كانت بمثابة صفعة من العيار الثقيل لم تشهدها في حياتها، بان القلق والارتباك والانكسار عليها ولم تدر ماذا تفعل والا اي اتجاه توليه قبلتها فمن جهة تهدد وتعربد في العلن باتهام ايران بضرب الناقلتين ومن جهة اخرى تطلب التهدئة والذيول معها في رسائل شبه يوميا الى طهران عبر الوسطاء.

طهران أي اللغتين تصدق، الا انها في نفس الوقت تعذرهم لشدة تخبطهم وارتباكهم وارتطامهم بالطريق المسدود ومن استمع الى اتهامات بومبيو وزير الخارجية الاميركي ولحقه في ذلك نظيره البريطاني " جيرمي هانت" لطهران في ضربها للناقلتين يقف عن كثب على سطحية هذين الدبلوماسيين اللذين لم يرتقيا حتى الى مستوى المحللين الذين عادة ما يسندون تحليلهم ببعض الادلة والمؤشرات. فقد سبق لبومبيو وبعد ساعتين فقط من حادثة تفجيرات بحر عمان الخميس الماضي ان وجه اصابع الاتهام لايران دون أي دليل وهو اتهام مسبق وباطل وسياسي في حين يمضي اليوم اكثر من شهر على تفجيرات الناقلات في الفجيرة والتحقيقات لم تتوصل الى أي نتائج في الموضوع لحد الان. والاسخف منه "نظيره البريطاني" الذي خرج بالامس في تصريح تافه وسخيف ليؤكد مستواه المتدني في النظرة الى الامور كشخص عادي وليس سياسي فالقول "نحن شبه متأكدين بان ايران متورطة في الحادث".

ان صدور مثل هذا التصريح اللامسؤول ومن اعلى موقع في الدبلوماسية البريطانية له تبعات قانونية يجب ان تلاحقه طهران واول خطوة قامت بها استدعائها للسفير البريطاني في طهران وابلاغه احتجاجا شديدة اللهجة على أن توضح موقفها من هذه الاتهامات السخيفة، لأن سرد مثل هذه الاتهامات التي تفتقد الى الادلة والبراهين لها مضاعفات خطيرة يتوجب على الطرف الاخر تحمل تبعاتها. واننا لا ننسى خباثة الاستعمار العجوز وتاريخه الاسود في منطقتنا والدول التي استعمرتها ولابد ان نصل الى ذلك اليوم الذي نقتص من هذا الاستعمار على جميع جرائمه ومجازره خاصة اعطاء فلسطين للصهاينة وحقا كان تقييم الامام الراحل حين قال "اميركا من أسوأ من بريطانيا وبريطانيا اسوأ من اميركا."لكن ما هو مؤكد ان هؤلاء الغوغائيين والبلطجيين الذين كشفت اوراقهم الفاضحة وافلاسهم لم يجدوا في بضاعتهم المزجاة ما يسوقونه هذه المرة سوى تكرار هذه الخزعبلات لترسيخ مثل هذه الاتهامات الواهية على انها وقائع، لكنهم ليطمئنوا ان رؤوسهم العفنة ستتهشم على صخرة مقاومة الشعب الايراني كما تهشمت طيلة العقود الاربعة الماضية.

واخيرا على الولايات المتحدة الاميركية ان تدرك جيدا ان مسؤولية الحفاظ على امن الخليج الفارسي ومضيق هرمز تقع على عاتق ايران وهي تقوم بدورها على احسن ما يرام حيث لم تشهد مياه الخليج الفارسي أي حادثة من هذا النوع طيلة هذه المدة وما على القوات الاميركية الا مغادرة المنطقة وتركها لابنائها الذين سيتولون مهمتها وهذا ما اقدمت عليه مؤخرا ايران عبر اقتراحها لاتفاقية "عدم اعتداء" مع دول المجاورة هذا في وقت ان ابناء المنطقة توصلوا الى هذه القناعة بان اميركا لا تحميهم ولا تحارب عنهم وهذا ما اذعن اليه "صالح الكلاب" وزير الاعلام الاردني السابق حين اكد في حديثه لقناة العربية، "الحدث" مما ادى الى ان تجهش المذيعة بالبكاء.