kayhan.ir

رمز الخبر: 95870
تأريخ النشر : 2019June14 - 20:42

إبعدا شجاركما عني!


حسين شريعتمداري

ينقل عن الامام الراحل رحمه الله واعلى درجاته هذه الحكاية؛

خرج أحد الكسبة باكراً ليفتح باب دكانه فاذا بأحد البلطجية يفتعل شجارا معه. وقد شهد احد المارة في السوق نزاعهما عن قرب ولما تأكد من مظلومية صاحب الدكان نصره بمواجهة البلطجي. وبعد ان مرت دقائق على الشجار، وجه صاحب الدكان خطابه للمستطرق الذي انبرى لمساعدته في ايقاف البلطجي عند حده، قائلا: رويداً! ان تعزمان على العراك فاذهبا جانبا ولا تزاحما محل كسبي!

حضر رئيس وزراء اليابان "شينزو آبي" بعد اسبوع من الصخب الاعلامي الى طهران الاربعاء الماضي. فهو قد اعلن انه جاء للتوسط بين ايران واميركا. فيما شددت الجمهورية الاسلامية الايرانية بدورها على رؤيتها للامر بحنكة وحكمة لا تشوبها الضبابية، من هنا لا توجد اي فرصة للوساطة من قبل اليابان او أي دولة اخرى. وعلى اميركا ان تكف عن الدسائس والابتزاز، وكما قال سماحة الامام (ره) عليها ان تعود لانسانيتها ـ وهي لم تتحقق بذلك ولا تتحقق ـ والتوصل لذلك لا يفتقر لوساطة وانما الذين بصدد حل القضية فالطريق هو حض اميركا على ان تتحلى بالانسانية وإلا ما الذي يطلبونه من ايران؟! وفي هكذا ميدان وبهذه الخصوصيات، ما الذي يعنيه القبول بالوساطة من قبل ايران الاسلامية غير الاستسلام؟، ولا يستشف غير هذا المعنى!

وهنا لنا حديث آخر مع رئيس وزراء اليابان "شينزو" وهو انه غير اميركا من هي الدولة التي استخدمت القنبلة الذرية عام 1945 وقتل خلالها الآلاف من الابرياء في مدينة هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين. فالاميركان يدعون ان القصف الذري للمدينتين قد انهى الحرب العالمية الثانية إلا ان جميع الادلة التاريخية تعكس ان الحرب كانت قد انتهت. فالقصف تم في السادس والتاسع من اغسطس 1945، في الوقت الذي كانت دولتان من دول المحور الثلاث؛ المانيا وايطاليا واليابان، وهما حكومتا المانيا وايطاليا قد استسلمتا دون قيد وشرط في يونيو 1945 اي قبل شهرين من قصف هيروشميا وناكازاكي. فيما كانت اليابان تتفاوض بخصوص آليات وقف القتال مع الحلفاء. والجدير ذكره ان هتلر كان قد انتحر في 30 ابريل 1945 فيما قتل موسوليني في 28 ابريل 1945 اي قبل شهرين من القصف.

مستشار وزارة الحرب الاميركية حينها "جاك مديغان" اقر بان "العلماء الاميركان قد شرعوا تجاربهم الاولية بحقن البلوتونيوم للمرضى والسجناء ـ وبالطبع دون علمهم ـ ليتوصلوا في يناير 1945 بواسطة مشروع "مانهتن" لانتاج القنابل النووية، الا ان القنبلة كانت بحاجة لتجربة ميدانية على نجاحها، ولو لا تطبيقها على المدينتين اليابانيتين، لم يكن بالامكان اختبارها"!!

وهنا نوجه الكلام لرئيس وزراء اليابان "شينزو ابي"، بان بلادك شهدت افجع جريمة اميركية، ومن المتوقع من المسؤولين اليابانيين ـ ومنهم بالذات ـ سيادتك (يا شينزو) ان تصطف الى صف ايران الاسلامية في مناهضتها للابتزازات الاميركية. ونحن في صراعنا المرير مع اميركا ومواجهتنا لجرائمها، بصدد الانتقام من اميركا لما إقترفته بهدر دماء مئات الالاف من الشعب الياباني الذين سقطوا ضحايا جرائم اميركا.

ولذا لا نتوقع منكم ان تصنعوا مثل صاحب الدكان المذكور آنفا.

فلو كانت اليابان بصدد تكريم لدماء مئات الالاف من ضحايا جريمة اميركا في هيروشيما وناكازاكي وهو من واجبها ـ وللاسف لا تبدو هكذا ـ بامكانها تغافل الحظر الاميركي ليتم فتح باب التعاون الاقتصادي مع الجمهورية الاسلامية. وهو ما يصب لصالح الجانبين الايراني والياباني.

*تنويه المقال كتب عشية الزيارة