kayhan.ir

رمز الخبر: 95855
تأريخ النشر : 2019June14 - 20:40

دعاة الحرب وراء ضرب الناقلات


مهدي منصوري

تحاول الدول الداعية والمشجعة لاشعال حرب بين اميركا وايران والتي لا يروق لها ان تحل النزاعات في المنطقة بالطرق الدبلوماسية والسلمية بافتعال وفبركة بعض الاحداث لتبقى المنطقة في حالة القلق والاضطراب، واشارت اوساط دبلوماسية ان من اول الدول التي تبذل مساعيها المحمومة من اجل توفير الفرصة لاشعال نار الحرب مع طهران هي الكيان الصهيوني وذيولها السعودية والامارات الذين اغاضهم او ألهب الحقد في نفوسهم المسار السياسي لحل الازمة بين ايران واميركا والتي تمثلت بالوساطة اليابانية التي حمل رسالتها رئيس الوزراء الياباني شينزوا آبي.

وتعتقد بعض الاوساط السياسيةالمطلعة ان ضرب ناقلات النفط في بحر عمان بنفسس اللحظة التي يلتقي فيه رئيس الوزراء الياباني لم تأت عن طريق الصدفة، بل وكما تشهد الوقائع انه قد خطط لها من قبل، ولذا فانها ارادت وبهذه الاسلوب ان تفشل هذا المسعى لانها لم تجد طريقا سوى افتعال حدث يلفت الانظار ليغطي على المفاوضات، وبذلك جاء ضرب ناقلات النفط، ومن الواضح ان العمل الاجرامي هذا كان هدفه صرف الاهتمام والتركيز عما ستفسر عنه المباحثات والاتجاه الى جهة اخرى، والملاحظ ايضا وبعد ان تلقت الناقلة الضربة مجهولة المصدر جاء رد الفعل الاميركي مباشرة وعلى لسان وزير خارجية اميركا بومبيو باتهام ايران بالحادث من دون اعطاء الوقت او التروى لتنكشف الامور وبوضوح للعالم اجمع. واللافت ايضا في الامر ان قائد الاسطول الاميركي الخامس قد اعلن وبصورة اثارت الربية وهو ان قواته كانت تعلم بالحادث مما جعل الاذهان تذهب الى ان الحادث كان معدا له من قبل و قد تم توقيته وطريقة تنفيذه بهذه الدقة المتناهية، والا كان من المفروض وعند علمهم بالحادث اعلام الاطراف المهتمة بامن الخليج الفارسي من جهة وتقديم المساعدة للبحارة لا ان تبقى تعيش حالة المتفرج وهي ترى النيران تلتهم الناقلتين.

والذي لابد من الاشارة اليه ان طهران وواشنطن قد اكدتا وفي اكثر من مناسبة انهما لا يريدان اشعال الحرب في المنطقة لادراكهما ان نتائجها ستكون كارثية ليس فقط على المنطقة، بل على العالم اجمع، الا اننا نجد في الطرف المقابل ان المجرم بولتن ومن يؤيد فكرته في المنطقة خاصة السعودية والامارات والكيان الصهيوني يحاولون النفخ في نيران الحرب حتى ولو كانت ضربة استباقية اميركية ضد طهران والتي يؤديها عسكرة المنطقة بارسال كل هذه الاجهزة والمعدات العسكرية والتي امتلأت فيها مياه الخليج الفارسي.

وبطبيعة الحال ولفشل تجار الحروب في هذا المسعى يعكس انها تلقت ضربة قاصمة وفشلت فشلا ذريعا في تحقيق اهدافها، ولذا فلابد ان يسعون لايجاد اجواء مثيرة لاثارة الرأي العام الاقليمي والدولي ضد طهران فعمدت الى فذلكة هذه اللعبة الجديدة التي وصفتها ايران وعلى لسان وزير الخارجية ظريف بانها "مريبة" وهو عين الواقع، لانه لايمكن ولا يعقل ان تعمد طهران الى هذا الفعل ونضرب ناقلات نفط يابانية في وقت تلتقى فيه رئيس الوزراء الياباني.

واخيرا لابد ان نشير الى ماتناقلته بعض الاوساط السياسية المطلعة من ان ضرب الناقلات وفي هذا الوقت الحساس قد جاء من طرف دعاة الحرب خاصة الكيان الصهيوني الذي ومن اعلامه ودبلوماسيته تحاول تأجيج الاوضاع لاشعال نار الحرب ضد ايران مهما كان الثمن، ولذلك فان سيناريو ضرب الناقلات قد رسمته المخابرات الصهيونية بالتعاون مع الامارات والسعودية من خلال لقاءاتهما المتعددة لترسل رسالة الى رئيس الوزراء الياباني ان الوقت اليوم ليس وقت حل النزاع مع طهران سلميا.