kayhan.ir

رمز الخبر: 95812
تأريخ النشر : 2019June12 - 22:00

"شينزو آبي" وقدرته على التحدي

بعيدا عما ستتمخض من نتائج لزيارة "شينزو آبي" رئيس الوزراء الياباني لطهران في اطار مهمته لتخفيض التوتر في المنطقة ووقف التصعيد بين ايران واميركا، فالزيارة بحد ذاتها تحظى بأهميته خاصة لانها تأتي في سياق توثيق العلاقات بين البلدين وعلى هذا المستوى منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران وان كان "آبي" قد زار طهران يوما كان وزيرا للخارجية ويعرف ايران جيدا اضافة الى ان لوالده دورا مهما في تمتين العلاقات بين توكيو وطهران والتي تصادف هذه الايام مرور تسعة عقود عليها.

ولا ينكر ان للبلدين علاقات تاريخية وطيبة ولم تكن هناك أية حالة للعداء بين البلدين تعكر صفو اجوائهما الا اذا ما دخلت اميركا على الخط لفرض العقوبات وهذا ما تسبب بحصول فتور في هذه العلاقات في بعض الاحايين، لكن طهران بقيت على علاقاتها المتوازنة مع هذا البلد الذي كان مقهورا بالضغوط الاميركية كبقية دول العالم، لكن هذه المرة قد تختلف الصورة ولابد لليابان ان تبدي مقاومة امام الضغوط الاميركية في تعاملها مع طهران، لان بقاء التوتر في المنطقة من خلال الارهاب الاقتصادي الاميركي التي تمارسه ضد ايران ينعكس على اليابان لانها تستورد 85% من نفطها من منطقة الخليج الفارسي اضافة الى تجارتها الواسعة مع دول المنطقة كل ذلك يترك تاثيرا مباشرا على اقتصادها، فما يسعى اليه "شينزو آبي" لن يكون بعيدا عن تامين مصالح بلاده في المنطقة. لذلك كان ضروريا للضيف الياباني ان يتعرف عن كثب على مواقف القيادة الايرانية ورؤيتها الدقيقة لتطورات المنطقة في ظل القلق الذي بات يساور المجتمع الدولي وهذا ما تطرق اليه "شينزو آبي" عشية زيارته لطهران حيث اكد ان اليابان تحاول قدر المستطاع حل التوتر والحفاظ على الامن والاستقرار في المنطقة. فقد كان الرجل دقيقا ومحتاطا في تعبيراته نظرا للاحترام الكبير الذي يكنه لطهران وهذا ما عبر عنه تلميحا مسؤول ياباني في تصريحه لاحدى وسائل الاعلام في بلاده بان "شينزو آبي" لم يحمل عروضا لطهران ولا يحمل رسالة من واشنطن اليها بل يحاول بصفته وسيطا محايدا بين البلدين ان يلعب دورا في الحد من التوتر في المنطقة خدمة للامن والاستقرار فيها.

طهران لا تعول كثيرا على الزيارة في شقها الذي يتربط باميركا لان الاخيرة قد برهنت ليومنا هذا انها غير جديرة بالثقة ولا تحترم المواثيق والاتفاقيات الدولية التي توقعها خاصة بوجود هذا الرئيس التي تتغير تصريحاته ومواقفه وفقا للتضاريس المناخية ولايمكن الاعتماد عليه بتاتا الا اذا ألغى قرار الانسحاب من الاتفاق النووي والتزم به من جهة والغى كافة العقوبات الجديدة التي فرضها من جهة اخرى مع تعويضه للخسائر التي تحملتها ايران طيلة هذه المدة. اما الشق الاخر الذي يرتبط بعلاقات البلدين فان طهران ترحب بأية خطوة لتوثيق اواصر الصداقة والعلاقات المستقبلية التي تضمن مصالح الشعبين.