kayhan.ir

رمز الخبر: 95798
تأريخ النشر : 2019June12 - 21:54

"أبها" رسالة تحذير و سلام

مهدي منصوري

العنجهية السعودية الاماراتية في استمرار العدوان على اليمن وعدم الرضوخ للنداءات الاقليمية والدولية لانهائه رغم ادراك كل من المشيختين عجزهما عن تحقيق اطماعهم واهدافهم المشؤومة في اليمن، وبعد مرور خمس سنوات على العدوان، ولذلك فان ابناء اليمن الثوار الذين اثبتوا انهم قادرون ليس فقط على الصمود امام العدوان، بل انهم قادرون على تغيير المعادلة وبالصورة التي ترسمها حالة الاعتماد على الذات وبالقدرات التي يمتلكونها.

واليوم وبعد ان ادرك العالم ان اليمنيين الابطال وبعد رسائلهم التحذيرية المتكررة والتي استهدفت مواقع حساسة ومهمة في الداخل السعودي والتي كان آخرها اختراق كل المنظومات الرادارية المتطورة والوصول الى العمق بحيث استهدفت طائراتهم المسيرة منابع الثروة النفطية التي عكست وبصورة لاتقبل النقاش تفوق القدرة اليمنية المحدودة على كل القدرات العسكرية المتطورة خاصة الاميركية والتي اصابتهم وحلفاءهم بالذهول والحيرة.

ولا نغفل ايضا ان ابناء اليمن الذين مدوا ايديهم لكل المبادرات الاقليمية والدولية التي كانت تسعى لانهاء العدوان واستتباب الامن، غير غافلين من ان عدوهم الحاقد على الانسانية لم يكن مؤهلا لذلك، لانه وبعد خمس سنوات من الاخفاق والفشل يسعى للحصول على انتصار صوري ليقنع شعبه بالدرجة الاولى والشعوب الاخرى من ان عدوانه كان محقا.

وقد شهد العالم ايضا الفارق الكبير فيما يفكر به اليمنيون الابطال وماذا يفكر به العدوانيون من السعوديين والاماراتيين. ففي الوقت الذي يحرص اليمنيون ان لاتطال نيران صواريخهم وطائراتهم المدنيين في كلا المشيختين بل اقتصرت على استهداف المراكز الحساسة والاستراتيجية، تجد ان الحاقدين يلهثون وراء المزيد من قتل الابرياء وتدمير البنى التحتية في اليمن والتي اصبحت وبالا عليهم والتي ألبت الرأي العام الاقليمي والدولي لانها بعيدة عن جميع القيم الانسانية والاسلامية وعكست للجميع انهم يسيرون بالاتجاه الخطأ وعدم المقابلة بالمثل.

واخيرا فان اليمنيين اليوم وهم يعيشون الحصار القاتل الذي فرض عليهم من قبل حكام بني سعود وبني نهيان والذي يستهدفون من ورائه الوصول الى حالة فرض رفع الراية البيضاء واستسلامهم لارادتهم الاجرامية، الا ان ابناء اليمن عرفوا من "اين تؤكل الكتف" كما يقول المثل العربي، ولذلك فانهم اخذوا يرسلون رسائل الايذاء الموجعة القوية الواحدة تلو الاخرى لكي يرعوا هؤلاء الحمقى ويعودوا لرشدهم قبل فوات الاوان.

وبالامس ومن خلال الشعار الذي رفعه اليمنيون الابطال برفع الحصار عن مطار صنعاء وفتحه امام المساعدات الانسانية الاقليمية والدولية، او ان تغلق كل المطارات في السعودية والامارات، وجاءت الرسالة قوية وصارمة من خلال استهداف مطار "أبها" السعودي والذي توقفت فيه الملاحة الجوية.

اذن فان رسالة اليمنيين من خلال قصف مطار "أبها" تحمل عنوانين مهمين، الاول تحذيري للعدوانيين من انه اما ان يستفيدوا من مطار صنعاء كما هم يستفيدون من مطاراتهم، والثاني هو رسالة سلام تدعو كلا من السعودية والامارات ومن يدعمهما الى الجنوح للسلام والعودة للغة العقل والمنطق التي يريدها المجتمع الدولي اليوم.

ولذا فان الكرة في ملعب اولئك الحاقدين ليختاروا ما يريدون، إما انقاذ جلدتهم أو الذهاب حتى النهاية لتتهشم رؤوسهم على الصخرة الصلدة لابناء اليمن الميامين.