kayhan.ir

رمز الخبر: 95733
تأريخ النشر : 2019June11 - 21:09

ترامب تاجر السلاح!!


مهدي منصوري

اعتراف ترامب لشبكة "سي ان بي سي" وبوقاحة منقطعة النظير ليعلن وامام العالم بانه "تاجر لبيع انواع الاسلحة الثقيلة والخفيفة وان مقر تجارته هو البيت الابيض" فمن الطبيعي جدا فانه لابد ان يوجد سوق رائجة لبيع ماتنتجه صناعاته العسكرية وكما معروف فان هذه السوق تحتاج الى توفير اجواء اشعال الحروب والازمات، ومن خلال ماتقدم يمكننا القول ان مايشاهده العالم من عدم استقرار واضطراب لم يكن امرا عفويا وانما هو مخطط له وبدقة متناهية.

ومن طرف اخر فان هذا الاسلوب وهذه اللغة التي تحدث بها ترامب هي غريبة بل منافية لكل الاعراف الدبلوماسية والسياسية، لان العالم لم يتعارف عليها خاصة اذا تنطلق على لسان رئيس الولايات المتحدة.

ولذا فان هذا الاسلوب الذي ظهر به ترامب امام العالم يعكس طريقة الكابوي الاميركية التي تعتمد في الحصول على ماتريد من خلال التهديد والقتل وهو مانشاهدة في اسلوب ترامب الاحمق ضد الدول اليوم، بحيث يمكن القول وبصورة لاتقبل النقاش ان منصب رئاسة الولايات المتحدة لم يكن القياس المطلوب لترامب، لانه أخذ يتعثر في مسيرته السياسية بحيث خلق المتاعب ليس فقط لبلاده، بل لكل دول العالم وانه السبب المباشر والاساس لكل الازمات الخانقة القائمة في اليوم والتي أوحل فيها ولن يدري ليس فقط هو، بل حتى المحيطين والمقربين اليه عن كيفية الخروج منها.

ومن الجلي ايضا ان الذي يتعامل بعقلية الربح والخسارة فلا مانع لديه ان تختلط وتتشابك الافكار والاوضاع لديه خاصة عندما يدرك ان قراره تجاه هذه الدولة او تلك سيكسب بها المال، ولكن في النهاية يجد انه قد اخطأ التقدير وجاءت النتائج عكسية تماما لما تصوره ، فلذلك يكون رد فعله متساوقا مع حجم الخسارة مما يستدعيه باتخاذ قرارات غير مدروسة ومن دون اي حسابات بحيث تجعله يخسر حتى نفسه لعدم مصداقية قراره. وهو ما حصل اليوم من خلال تعامله ليس فقط مع الصين وكوريا الشمالية واغلب دول العالم و دول المنطقة بل حتى في الداخل الاميركي بحيث وجد نفسه معزولا عنها وكل قراراته اصبحت على حبرا على ورق ولن تجد لها طريقا للتطبيق.

واخيرا فان اعترافه بانه تاجر سلاح وجعل من البيت الابيض مقرا لهذه التجارة البائسة ستعقد عليه الامور خاصة في الداخل الاميركي ولدى اصحاب القرار الذين يسعون اليوم لجمع المعلومات لكل تصرفاته السابقة واللاحقة لتوفير الاجواء لعزله وطرده من البيت الابيض والى مزبلة التاريخ، لانه لايليق برئيس لاكبر دولة في العالم ان يعلن عن نفسه انه يمول كل الحروب والازمات ومستعد لاشعالها واستمرارها رغم الدمار الذي تسببه على الدول والشعوب، وبذلك يكون ترامب هو المجرم والمسؤول الاول عن كل هذه الازمات وان الدماء التي سالت وتسيل جراء الاسلحة التي يبيعها لابد ان يحاكم عليها وفي اروقة المحاكم الدولية لينال الجزاء العادل والتي لاتحتاج الى دليل لان وكما يقول رجال القانون "الاعتراف سيد الادلة".