kayhan.ir

رمز الخبر: 94572
تأريخ النشر : 2019May17 - 21:31

صنعاء : لا امن للسعودية الا بأمننا


العملية البطولية الجريئة باستهداف المنشآت النفطية الاستراتيجية بالطائرات المسيرة التي اطلقها اليمنيون اشغلت مراكز الدراسات والابحاث الاستراتيجية ليس في المنطقة فحسب بل في العالم اجمع لان الامر لايمكن تصديقه وبهذه السهولة لانه وكما هو معلوم للجميع ان السعودية تظلل اجواؤها حماية امنية متطورة من الرادارات والمرتبطة بالاقمار الاصطناعية بحيث من الصعب اختراقها لكن وبتجاوز الطائرات المسيرة اليمنية كشفت وبصورة واضحة هشاشة هذه المظلة الامنية او انها اكدت انه لن تكون موجودة اصلا وانما ما يعلن ويصرح به في وسائل الاعلام لا يتعدى حدود التهويل الكاذب، وبنفس الوقت اعطت صورة واضحة ان البقرة الحلوب التي تهدر الاموال وتعطيها لاميركا على طبق من ذهب لتوفير امنها وحمايتها لم تكن سوى شعارات زائفة تستحق الاستهزاء والاستهجان.

واكد ابناء الثورة اليمنية وبعمليتهم البطولية هذه انهم قادرون على تغيير معادلة المواجهة وبصورة تستطيع فيها ان تذل اعداءها وتجبرهم على الاعتراف بقدراتهم، والذي يدعو للسخرية ان اغلب المحللين من العسكريين السعوديين ومن اجل ان يغطوا على فشلهم المخزي بدأوا يتخبطون في تفسير ماحدث بحيث صدرت منهم اشارات الى ان هذه الطائرات المسيرة لم تنطلق من داخل اليمن، بل هي من قواعد اخرى بحيث اعترف احدهم انها من الداخل السعودي مما يعكس حالة الارباك الذي يعيشه حكام بني سعود بالتناقض الفاحش في ردود فعلهم على هذه العملية الجريئة والفريدة، ويأتي السؤال المهم هنا اذا كان مايعتقده الخبراء والمحللون العسكريون السعوديون من ان الطائرات المسيرة لم تنطلق من اليمن، بل من اماكن اخرى، فلماذا لا يستهدفون هذه القواعد التي استهدفتهم في العمق واختارت مناطق نفطية استراتيجية مهمة؟!، ولماذا جاء رد فعلهم عليها بالقيام بقصف طائراتهم للمدنيين في الداخل اليمني والتي طالت الابرياء من الاطفال والنساء؟، وهل انها اعتبرت ان هؤلاء الابرياء هم قواعد انطلاق للصواريخ والطائرات المسيرة عليهم؟.

ومن هنا ادرك الجميع التفاوت في التعامل بين اليمنيين وحكام بني سعود ففي الوقت الذي يختار فيه ابناء اليمن الاحرار مواقع حساسة واستراتيجية لايصال رسائلهم ومن دون الحاق الاذى بأي من المدنيين السعوديين، نجد ان الحقد السعودي وفي اسلوب لا انساني ولا اخلاقي والذي ترفضه كل المواثيق والمعاهدات الانسانية والدولية يكون رد فعله للامعان في قتل الابرياء رغم انهم يدركون جيدا انهم وعلى مدى خمسة اعوام وهم يمارسون هذا اللون من السلوك اللاانساني المشين ولم يستطيعوا ان يصلوا الى ما يهدفون اليه.

ولذا فان ابناء الحراك اليمني وبما لديهم من امكانيات وقدرات ذاتية فرضتها الحالة التي هم عليها، فانهم لابد وان يلجموا هؤلاء الحاقدين ويردون الصاع صاعين حتى يرعوا ويوقفوا عدوانهم، لانه وكما قال احد قادة الحوثيين في مقابلة تلفزيونية مع احدى الفضائيات وقد كان كلامه فصل الخطاب مع حكام آل سعود انه "اذا كانوا يريدون الامن والاستقرار عليهم ان يوقفوا عن العدوان ليحل الامن الاستقرا في اليمن، والا مادامت اليمن لم تكن آمنه فان السعودية لن تحلم بالامن بعد اليوم"، مذكرة انها لديها المزيد من المفاجآت التي ليست فقط تخترق راداراتهم وحماية اجوائهم المتطورة، بل ستصل الى ابعد نقطة في بلدهم بحيث تجعلهم يندمون على افعالهم الاجرامية ويخضعوا صاغرين لارادة الشعب اليمني، والعمليات الاخيرة ما هي الا قليل من كثير ما سيرونه مستقبلا ان اختاروا استمرار عدوانهم الغادر.