kayhan.ir

رمز الخبر: 93305
تأريخ النشر : 2019April24 - 20:51

نحن، وخطة العمل المشترك ولا غير


حسين شريعتمداري

بعد ان اعلنت اميركا الغاء الاستثناءات عن الحظر على النفط الايراني، سارعت وسائل الاعلام الغربية وبعض الاصوات في الداخل وفي تناغم باتخاذ المواقف، قد تمسكوا برؤية مفادها ان قرار ترامب يستهدف دفع ايران للخروج من خطة العمل المشترك!

ان تبني هكذا تعمية يأتي في وقت لم يبق من الاتفاق النووي إلا مجموعة من المكاسب الضائعة بالنسبة لبلدنا، وقيود رضينا بها. بينما نجد موقفاً مختلفاً من الجانب الآخر، فاميركا خرجت من خطة العمل المشترك ونقضت العهود التي عليها، كما ان اوروبا التي كان من المقرر ان تلتزم بتعهداتها، ليس تنصلت عن الوفاء بها وحسب بل هي واكبت العقوبات الاميركية الجديدة. فعلى سبيل المثال كان الرد الاوروبي على احدث اجراء اميركي ضد ايران بالغاء الاستثناءات في شراء النفط الايراني الاكتفاء بـ"الاعراب عن اسفها"! وسبق ان شددنا بان خطة العمل المشترك بمثابة وثيقة ذهبية بالنسبة لاميركا وان ترامب سيتمسك بها وهو لا يضيع المكسب الذي حصل عليه بخداع فريقنا النووي. وبعد خروج اميركا من الاتفاق، علق البعض على تحليل الصحيفة بانه لم يكن استنتاج كيهان صائبا! إلا ان موغريني قد اقرت بعد ذلك بان روحاني قد اكد لنا عدم خروج ايران من خطة العمل المشترك! فيما كان خروج اميركا من الاتفاق بعد ان ضمنت هذا التأكيد الايراني وإلا من الحماقة بمكان ان تخرج من هذه الوثيقة الذهبية. وبعبارة اخرى فان اميركا فارغة البال من اي تعهد حيال خطة العمل المشترك، بينما لم تتقبل اوروبا اي من تعهداتها تجاه الاتفاق النووي وبقيت ايران التي خسرت جميع مكاسبها، فقد اغلقت منشآتها النووية ليكون الرد زيادة العقوبات، وعشرات الضغوط الاقتصادية والسياسية الاخرى! وباستمرار التزامها بخطة العمل المشترك عليها ان ترضح للتعهدات والقيود القادمة!

وهنا نطرح التساؤل الآتي على الحكومة المحترمة بان اي من هذه الموارد تستطيع ردها؟! فان لم تتمكن رد اي منها، اليس استمرار حضورنا في الاتفاق النووي مبعث إهانة؟!

فالاشارة الى ان خروج ايران من خطة العمل المشترك بانه كابوس لاميركا واوروبا، والتعمية التي المحنا لها بداية المقال، كلها تدخل ضمن حلقة اسلوب المخادعة في التعامل معنا، ولاستمرار بقائنا في خطة العمل المشترك. فخرجت خطة العمل المشترك من كونها المعاهدة المتعددة الاطراف، بل انه التزامنا الاحادي الجانب بقبول عشرات القيود والرضوخ للضغوط السياسية والاقتصادية. دون ان نحصل قبال ذلك على اي مكسب! وبعبارة اخرى اصبحنا نحن وخطة العمل المشترك ولا غير! أليس الامر كذلك حقا؟! فبدل ان يسرد السادة في خطاباتهم "كليات ابوالبقاء" من جانب واحد، عليهم ان ينضموا ولو لمرة واحدة في جلسة حوار اخوي مع المنتقدين ليوضحوا للشعب اين هي المكاسب التي تعود علينا من قبولنا لخطة العمل المشترك غير ما خسرناه بالتزامنا، ومضاعفة العقوبات علينا، كي يصروا على البقاء في الاتفاق؟!

يقولون انه اذا خرجنا من الاتفاق النووي فسيتم تشكيل تحالف مناهض لايران وتزداد الضغوط علينا! حسنا الم يتم تشكيل هذا التحالف بانضمام اعداء ايران الاسلامية المعروفين، وأليست الضغوط في تزايد مستمر؟! فما الذي ينبغي ان يحصل اكثر من ذلك وما الاجراء العدائي الذي لم تقدم عليه اميركا الى الآن؟!

ان ما يدعيه السادة، يذكرنا بحكاية ذلك الشخص الذي قالوا له إن اباك قد رحل من دار الفناء. فاجاب؛ واي دار هي دار الفناء؟ فقالوا له؛ انه التحق بالرحمة الابدية، فقال؛ فمن هو "الرحمة الابدية"؟ فقالوا يا اخينا العزيز! ان اباك مات، فقال: بالله عليكم قولوا لي بصراحة هل وقع خطب سيئ لابي ولا تريدون ان تخبروني به!

فقالوا؛ وهل هناك ما هو اسوأ من موت ابيك؟!