kayhan.ir

رمز الخبر: 93237
تأريخ النشر : 2019April23 - 20:40

اميركا تلفظ انفاسها الاخيرة


لاشك ان ترامب المتظاهر بالجنون وفي الواقع احمق من الدرجة الاولى والثلة اليمينية المتطرفة المحيطة به هي اكثر حماقة وغباء منه وهذا ليس اتهاما بل واقع الحال يثبت ذلك من خلال ممارساتهم وعملهم اليومي ضد ايران فحالهم ليس بافضل من حال العربان الذين يتبعونهم لانهم لا يقرأون التاريخ ولا يكتبونه ولا يفقهون منه شيئا.

فالجوقة الحالية في البيت الابيض ممن يحيطون بالرئيس ترامب كأمثال بومبيو بنس وبولتون وغيرهما من المتطرفين لم يكلفوا انفسهم بمراجعة تاريخ اربعة عقود من الحظر المفروض منذ انتصار الثورة الاسلامية وحتى اليوم ليستخلصوا منها العبر عسى ان تكون لهم مخرجا لمآزقهم وما جنته اميركا وحلفاءها من ذلك من خيبات وهزائم وما جنته ايران من مكاسب وانجازات عظيمة في جميع الميادين عندما حولت التهديدات الى فرص خير دليل على ما نسوقه ولم تستطع تلك العقوبات التي كانت اغلبها دولية ان تركع ايران لترفع الراية البيضاء فكيف اليوم بالعقوبات الاميركية الاحادية التي لم تمس ايران فقط بل تمس الدول التي تتعامل مع ايران ويصيبها ما يصيبها من اضرار وهذا ينتقل بدوره الى اميركا لتدفع الفاتورة، هذا على الصعيد الاقتصادي اما على الصعيد السياسي فان ذلك يخدش في سيادتها ولايمكن لهذه الدول ان تسكت عن ذلك والامر الاخر الذي لا يمكن لهذه الدول ان تستورد بعض نفطها من الدول المنضوية تحت الخيمة الاميركية لانها لا تثق بها ولا بسياساتها المتقبلة.

ان ردة الفعل الصينية وكذلك التركية القوية تجاه ما اعلنه بومبيو حول انهاء الاعفاءات عن الدول التي تستورد النفط من ايران اكدت بلا شك ان حلقات واشنطن العدائية قد وصلتها مباشرة وانها هي الاخرى تتضرر من هذا الاجراء التعسفي والظالم ولايمكن ان تقبل بذلك ناهيك عن خلافاتها الاخرى ورؤاها المختلفة حول اصل شراء النفط من غير ايران وما سيتبع ذلك من مشاكل فنية لتكرير النفط في بلادها.

والامر الاخر الذي اثار استهجان طهران وموقف السعودية والامارات العدائيين وعدم الاكتراث بهما تشابه الى حد ما مع موقفها مع اعلان بومبيو في انهاء الاعفاءات التي كانت خطوة غير قانونية وليست مهمة لان طهران ستواصل تصديرها للنفط بكل الطرق المتاحة ولا تستطيع اميركا ولا غيرها من تصفير النفط الايراني.

ورغم ذلك فان طهران لن ترد رسميا على الموضوع حتى الساعة وهي في قيد التشاور داخليا وخارجيا لتوجيه صفعة قوية لاميركا تندم على فعلتها وان الدول الذيلية والحقيرة التي اوعزت لها وفي اسوأ الاحتمالات ان تسد النقص في السوق النفطية لم تولد بعد وان طهران وبيدها الضاربة لن تسمع لعبور مثل هذه الامدادات من مضيق هرمز اضافة الى انها تستطيع عبر اتخاذ التدابير والاجراءات الامنية عرقلة الملاحة النفطية وتوجيه الصدمات والتصدعات التي ستؤثر سلبا على اسعار النفط العالمية لذلك على اميركا ان تعقل وتكف عن الاعيبها الصبيانية. انها لن تستطيع تصفير النفط الايراني مهما كلف الموقف لان ايران بموقعها الجغرافيا وحدودها المترامية الاطراف وما تملكه من ادوات واساليب متعددة ومتنوعة قادرة على تجاوز هذه المرحلة وافشال المشروع الاميركي وهذا ما اثبته عمليا خلال اربعة عقود ماضية عندما اثبتت انها اقوى من الحظر والعقوبات وهذا هو الذي دفع اوباما ليستجدي التفاوض مع طهران عبر الوسيط العماني ولو كانت المؤسسة الاميركية تملك خيارا آخر لما ترددت في تنفيذه واليوم جاء هذا الارعن المسمى بترامب ليجرب حظه العاثر لكننا واثقون من انه وبانتخاب هذا النهج الفاشل دليل على ان اميركا تلفظ انفاسها الاخيرة.