kayhan.ir

رمز الخبر: 93188
تأريخ النشر : 2019April22 - 21:33
مشيرا الى اواصر العلاقات بين شعبي البلدين، خلال استقباله رئيس الوزراء الباكستاني..

قائد الثورة الاسلامية: ينبغي تعزيز العلاقات بين ايران وباكستان خلافا لرغبة الاعداء



* الرئيس روحاني: ايران وباكستان اتفقتا على تأسيس قوة تدخل سريع مشتركة لمكافحة الارهاب في الحدود بينهما

* عمران خان: باكستان لن تسمح بأن تستخدم أرضها لشن الإرهاب ضدّ دول الجوار ولا سيما ايران

طهران-كيهان العربي:- اعلن قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي الخامنئي ان العلاقات الجيدة بين ايران وباكستان تخدم البلدين ولكن هناك من يتربصون شرا بهذه العلاقات ما يستلزم تعزيز التعاون والعلاقات في مختلف المجالات خلافا لرغبة الاعداء.

واعتبر سماحته لدى استقباله امس الاثنين رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان والوفد المرافق له ، اواصر العلاقات بين الشعبين الايراني والباكستاني بانها اواصر قلبية وعميقة، مؤكدا ضرورة تعزيز العلاقات بين البلدين اكثر فاكثر رغم رغبة الاعداء.

واشار آية الله السيد علي الخامنئي الى الجذور التاريخية للعلاقات بين الشعبين، وقال ان ذروة شموخ وعظمة شبه القارة الهندية كانت ابان الحكم الاسلامي عليها وان اكبر ضربة وجهها الاستعمار البريطاني لهذه المنطقة المهمة تكمن في القضاء على الحضارة الاسلامية المتميزة هناك .

واشاد قائد الثورة الاسلامية بالشخصيات الباكستانية العملاقة نظير اقبال لاهوري ومحمد علي جناح وقال ان العلاقات الجيدة تخدم البلدين ولكن هناك من يعادون هذه العلاقات ما يستلزم العمل خلافا لرغباتهم وتعزيز العلاقات في مختلف المجالات .

واعتبر سماحته القضايا الامنية عند الحدود بين البلدين بانها مهمة وقال ان الجماعات الارهابية هي عامل زعزعة الامن عند الحدود ويجري تمويلهم بالمال والسلاح من قبل الاعداء وان احد اهداف تحركاتها الرامية الى زعزعة الامن عند الحدود الايرانية الباكستانيه هو تعكير صفو العلاقات بين البلدين.

كما اعرب قائد الثورة الاسلامية عن شكره لمساعدات الحكومة الباكستانية في قضية السيول الاخيرة، معتبرا بدء عمران خان زيارته لايران من مدينة مشهد المقدسة وزيارة المرقد الطاهر للامام علي بن موسى الرضا عليه السلام بانه علامة متميزة، معربا عن امله في تترك هذه الزيارة اثارها الايجابية والبناءة على البلدين بكرامة هذا الامام .

بدوره وصف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان خلال هذا اللقاء الذي حضره رئيس الجمهورية حسن روحاني، مباحثاته في طهران بانها جيدة، وقال لقد جرى خلال هذه المباحثات تسوية الكثير من القضايا كما اجرى الوزراء الباكستانيون مباحثات جيدة مع نظرائهم الايرانيين .

واشار عمران خان الى العلاقات العريقة بين ايران وشبه القارة الهندية، وقال ان المسلمين حكموا شبه القارة الهندية 600 عام وان تاثير ايران عليهم كان بحيث ان اللغة الرسمية لهذه المنطقة حينها كانت الفارسية .

واوضح ان اكبر نهب لثروات شبه القارة الهندية كان يعود الى تواجد الانجليز فيها وقال، ان الانجليز نهبوا جميع ثروات شبه القارة الهندية وقضوا على النظام التعليمي هناك وسموها باسم جوهرة المستعمرات البريطانية.

من جانبه اعلن رئيس الجمهورية الدكتور حسن روحاني، بان الجمهورية الاسلامية في ايران وباكستان اتفقتا على تأسيس قوة تدخل سريع مشتركة لمكافحة الارهاب في الحدود بينهما.

واعتبر الرئيس روحاني خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أمس الأثنين في العاصمة طهران، اعتبر المحادثات ناجحة وخطوة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين، واكد عزم البلدين على تطوير العلاقات الثنائية، مشددا القول بانه ليس بامكان اي بلد اخر التاثير على العلاقات الاخوية والودية بين البلدين.

واوضح رئيس الجمهورية بان قضية امن الحدود بين البلدين كانت من ضمن القضايا المطروحة على بساط البحث في المحادثات ، وقال: لقد شهدنا للاسف خلال الاشهر الاخيرة توترات في الحدود المشتركة بين البلدين من قبل الارهابيين وبطبيعة الحال فاننا نشعر بالارتياح لان الجانب الباكستاني وصف الزمر التي تقوم بانشطة ارهابية صراحة بالارهاب ووعد بالتصدي لها.

واضاف، ان الطرفين اتفاقا على تعزيز التعاون الامني الحدودي بين البلدين وان نقوم بتاسيس قوات حدودية وامنية وقوة تدخل سريع مشتركة في الحدود للتصدي للارهابيين.

واوضح الرئيس روحاني بان البلدين اكدا على تعزيز العلاقات بينهما واضاف، انه ليس بامكان أي بلد اخر التأثير على العلاقات الاخوية بين البلدين.

واشار الى ان هنالك طاقات جيدة جدا لتطوير العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجمهورية الاسلامية في ايران وباكستان وانه تم الاتفاق على تطوير العلاقات التجارية، واضاف: ايران على استعداد لتوفير حاجات باكستان من النفط والغاز وتنفيذ الخطوات اللازمة لربط خط انبوب الغاز مع باكستان، واعلنا ايضا استعدادنا لزيادة صادرات الكهرباء الى باكستان بمقدار 10 اضعاف.

واوضح، انه وبغية تنمية العلاقات التجارية تباحثنا بشان تشكيل لجنة مقايضة للصادرات والواردات وتسويتها في حساب موحد، مؤكدا ضرورة تعزيز العلاقة بين مينائي جابهار (جنوب شرق ايران) وغوادر (جنوب غرب باكستان) ومد خط لسكك الحديد بينهما.

وفيما يتعلق بالقضايا الاقليمية، قال رئيس الجمهورية انه جرى البحث خلال المحادثات حول تطوير العلاقات من اجل ارساء الامن والاستقرار في افغانستان والمنطقة وكذلك حول اجراءات اميركا الخاطئة خاصة حول القدس والجولان والاساءة الى الحرس الثوري.

واضاف: ان ايران وتركيا وباكستان هي الدول المؤسسة لمنظمة "ايكو" ونحن نرغب بتطوير العلاقات فيما بينها، وفي هذا الاطار يتوجب ربط سكك الحديد بين اسطنبول واسلام آباد لربط اوروبا بباكستان والصين.

وقال الرئيس روحاني: اننا نشعر بالسرور لتصريح رئيس وزراء باكستان بان بلاده لن تشارك في اي تحالف للحرب وان ارادة البلدين مبنية على ارساء الامن والسلام في المنطقة كلها.

من جانبه، أكد عمران خان رئيس الوزراء الباكستاني، انه لا ينبغي ان نسمح باستخدام أراضينا لتنفيذ العمليات الارهابية ضد الدول الاخرى.

وقال عمران خان: أهم سبب لزيارتي الى ايران هو انني شعرت انه لو لم تكن قضية الارهاب بين البلدين، لما ازدادت الخلافات. ان قضية الارهاب هي التي ادت الى زيادة الخلافات، وكان من المهم ان اقوم بزيارة الى بلدكم.

وأضاف: يرافقني رئيس الامن الباكستاني. إننا في باكستان نعاني من الارهاب، ولعلنا اكثر دولة عانينا من الارهاب، ففي الاعوام الـ12 الماضية، قدمنا 70 ألف ضحية للارهاب، ولذلك اعرب عن شكري للجيش وجهاز الامن الباكستاني لمحاربة الارهاب.

وبيّن: لسنا كأفغانستان التي لم تتمكن من القضاء على الارهاب رغم تواجد قوات الناتو والقوات الامنية، فلقد كان لدينا انجازات عديدة في محاربة الارهاب، والآن فإن جميع التيارات السياسية في باكستان توصلت الى هذه النتيجة اننا لا ينبغي ان نسمح للمليشيات ان تستفيد من اراضينا لتنفيذ العمليات الارهابية ضد الدول الاخرى.

ولفت الى أن باكستان تعاني من الإرهاب، وكذلك ايران لهذا فإنّها لن تسمح بأن تستخدم أرضها لشن الإرهاب ضدّ دول الجوار ولا سيما إيران، قائلاً "علينا ان نثق ببعضنا بأن كلا البلدين لن يسمحا باستخدام أراضيهما لإستهداف أمن البلد الآخر، ولذلك يرافقني رئيس الامن ليعقد لقاءات مع نظرائه (الايرانيين). وعلينا ان نبني الثقة المتبادلة، بأن كلا البلدين لن يسمحا باستخدام اراضيهما لتنفيذ العمليات الارهابية ضد البلد الآخر.. نحن بحاجة الى مزيد من الثقة للتعاون في مختلف المجالات في المستقبل.

كما أشار عمران خان الى إيواء بلاده 4 ملايين مهاجر افغاني، وإيواء ايران 3 ملايين مهاجر منهم، معلنا استعداد بلاده للتعاون مع ايران للتوصل الى حل سياسي للقضية الافغانية، لأن السلام في افغانستان سيصب في مصلحة الشعب الافغاني وكذلك الشعبين الايراني والباكستاني، من حيث زيادة التجارة وزيادة فرص العمل ورفع المستوى المعيشي.

وصرح: أشعر انه بدون العدالة لن يتحقق السلام، وهناك اجحاف كبير يمارس ضد الشعب الفلسطيني، وخاصة مع قرار الكيان الصهيوني ضم مرتفعات الجولان المحتلة، وكذلك اعلان القدس عاصمة للكيان، وهذا يتناقض مع القوانين والاعراف الدولية، ويهدر حقوق الفلسطينيين، ويتسبب بمزيد من زعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط.

وقال: نفس الوضع موجود في كشمير، إذ أن القرار الاممي اعترف رسميا بحق الكشميريين في تقرير مصيرهم، ولكن منذ قرابة 30 عاما تمارس القوات الهندية ضغوطا وقمعا على الشعب الكشميري، حيث قتل لحد الآن 700 ألف من الكشميريين، ومازالت القوات الهندية تقتل عددا كبيرا من الشعب الكشميري كل يوم.. فالحل العسكري لا يجدي في كشمير، ونحن بحاجة الى الحوار والبحث عن حل سياسي.

وبيّن: اذا تم حل مشكلة كشمير، فستزدهر التجارة، وهو امر هام بالنسبة لايران وباكستان، لأن ايران سيمكنها الوصول الى أسواق الهند والصين عبر باكستان، وهذا مرتبط بإقرار السلام والاستقرار عبر الحوار السياسي وليس الحل العسكري.

كما دعا عمران خان الى تعزيز العلاقات الاقتصادية مع ايران، وأشار الى ان ايران لديها تجارب وخبرات جيدة في النظام الصحي الذي يعتبر من افضل الانظمة الصحية في العالم بعد الثورة، مبديا الرغبة في استفادة باكستان من هذه التجارب، وأكد ضرورة تعزيز التعاون مع ايران في مختلف المجالات بما فيها الطاقة والصناعة والتجارة.