kayhan.ir

رمز الخبر: 93123
تأريخ النشر : 2019April21 - 20:34

ترامب زعيم عصابة ام زعيم بلد؟!


ما كان لافتا وفي الوقت نفسه كان صادما للرأي العام العالمي وحتى الوسط الاميركي ان يسمع رئيسه يبادر بالاتصال بضابط متمرد كالمشير حفتر الذي يقود انقلابا عسكريا في ليبيا ليصل الى السلطة بالقوة ويرسي مرة ثانية نظاما دكتاتوريا ومستبدا على غرار نظام القذافي في هذا البلد. وما بادر اليه الرئيس ترامب لا يتناسب اساسا مع موقعه ولا موقع بلاده كرئيس اكبر دولة في العالم التي تدعي انها تدعم الحرية والديمقراطية لكن جهله وغباءه قاداه لان يرتكب هذه الحماقة ويثبت للعالم عمليا ان اميركا تسير عكس ركب المدنية والحضارة الانسانية التي لابد للشعوب ان تقرر مصيرها وتنتخب نظامها عبر العملية الديمقراطية وليس عبر الانقلابات وفرض الانظمة المستبدة وهذا خروج صارخ على القواعد والقوانين الدولية لاسيما الامم المتحدة التي مستمرة في مسعاها لدعم حكومة السراج المعترف بها دولياً لمواصلة مهامها للتمهيد لانتخابات عامة يقرر فيها الشعب الليبي مصيره، لكن على ما يبدو ان اميركا برئيسها الارعن لا يكترث بمصالح الشعوب وان ما يهمه اولا واخيرا مصالح بلاده وتعامله هذا يؤكد بأنه زعيم عصابة اكثر من زعيم بلد.

وما يؤكد غباء الرئيس ترامب ومحاسباته الخاطئة ان اتصاله بحفتر ياتي في وقت لم يحقق الاخير اي من اهدافه في الهجوم على طرابلس وان قواته لا زالت تخوض معارك كر و فر على تخوم هذه المدينة عسى ان يقوي هذا الاتصال من معنويات قواته للسيطرة على العاصمة، لكن المؤشرات تقول غير ذلك لان عصر الانقلابات قد ولى دون رجعة وما يشهده العسكر في السودان من ازمة خانقة وطريق مسدود لركب الموجة وقيادة البلد خير شاهد على ما نقوله وبالطبع يعود الفضل في ذلك للحضور الشعبي السوداني الفاعل في الساحة الذي بات من يصنع القرار ويصدر البيانات ولابد لهذه الصورة وما يرسمه الشعب الجزائري ان ينتقل الى الساحة الليبية لتقطع الطريق على التدخل والنفوذ الدولي والاقليمي الذي يتصارع اليوم عليه.

واذا اراد الشعب الليبي ان يعيش مرفوع الرأس ويكون صاحب قراره عليه ان يقطع دابر كافة التدخلات الدولية والاقليمية في شؤونه من خلال تواجده المباشر في الشارع ورفع صوته عاليا لان ما شاهدناه ونشهده اليوم من تدخلات سافرة في دول المنطقة خاصة التي شهدت الثورات بان النفوذ الاجنبي ومن سايره من الحكام العرب وللاسف الشديد كان اقوى من هذه الثورات حيث استطاع ان يروضها ويوجهها بما تخدم مصالحه الاستعمارية ويصادر تضحياتها لكن حتى الساعة لم يستطع هذا النفوذ الاجنبي القذر ان يتغلغل الى الساحة الجزائرية وهكذا يبدو ان المشهد السوداني بات يستلهم الدرس ليصل الى الشعب المستهدف بكل ثرواته وخيراته وكما قال الشاعر التونسي: اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر.