kayhan.ir

رمز الخبر: 91892
تأريخ النشر : 2019March13 - 20:48

الكهرباء والماء.. أسلحة أمريكية جديدة لتركيع فنزويلا


كل ما قيل عن البلطجة السياسة الامريكية، القائمة على النهب والسلب والعدوان والتدخل السافر في شؤون دول العالم، تتجسد اليوم وبشكل واضح وفاضح، في التدخل الوقح في شؤون فنزويلا، ومحاولة تغيير النظام هناك عبر استخدام اساليب تأنفها حتى عصابات المافيا.

اليوم يشهد العالم اجمع وفي وضح النهار، جريمة كبرى تنفذها عصابة ترامب، بحق الشعب الفنزويلي، انتقاما منه على تجاهله لدميتها الرخيصة خوان غوايدو، والتفافه حول الرئيس الشرعي نيكلاس مادورو، ورفضه للتنازل عن سيادته ومصالحه امام البلطجة الامريكية.

بعد فشلها في تسويق عميلها غوايدو، وفشل كل محاولتها لايجاد انشقاق في الجيش الفنزويلي، وفشل الحصار الاقتصادي الظالم الذي تفرضه على الشعب الفنزويلي، لم تجد امريكا من سبيل آخر امامها لاركاع الشعب الفنزويلي، الا عبر تنفيذ مخطط اجرامي وحشي تمثل في قطع الكهرباء والماء عن فنزويلا بأسرها، ليكون الورقة الاخيرة التي تلعبها لتغيير النظام هناك، قبل استتخدام القوة العسكرية والعدوان المباشر على فنزويلا.

قطع التيار الكهربائي عن فنزويلا نجم عن هجمات الكترونية نفذتها امريكا على محطة سيمون بوليفار الكهرومائية التي تغذي البلاد بالكهرباء، الامر الذي دفع الرئيس الفنزويلي مادورو الى امهال ما بقي من الدبلوماسيين الامريكيين في كاراكاس مهلة ثلاثة ايام للمغادرة، واصفا معركة تحرير منظومة الكهرباء الوطنية بالقاسية والمتواصلة.

انقطاع الكهرباء الذي استمر ستة ايام تسبب في وقف العمل في محطات توزيع الماء، والمستشفيات والجامعات والمصانع ومترو الأنفاق والاتصالات والإنترنت، كما فسدت كميات كبيرة من الاغذية.

ان جريمة قطع الكهرباء جاءت بعد عودة غوايدو من جولة في بعض دول امريكا اللاتينية، الى فنزويلا، وهي العودة التي عولت عليها امريكا لاحداث فوضى في المجتمع الفنزيلي، الا انها فشلت، كما فشلت جولة غوايدو، التي حاول من خلالها استجداء تدخل خارجي تقوده امريكا لتغيير النظام الشرعي في فنزويلا بالقوة.

تطور الاحداث في فنزويلا، يؤكد ان الهالة التي رسمتها امريكا لدميتها غوايدو اخذت بالافول، وفقدت بريقها، حتى لدى من غررت بهم من ابناء فنزويلا، الامر الذي لم يدع امام امريكا من خيار، الا خيار التدخل العسكري الامريكي المباشر، وهو خيار اعاد للاذهان الغزو الامريكي الفاشل لكوبا عام 1961 ، عندما جندت واشنطن مرتزقة كوبيين ليشنوا هجوما على خليج الخنازير لتغيير نظام فيدل كاسترو.

اذا كانت امريكا فشلت عام 1961 في تغيير النظام في كوبا، بالرغم من امريكا اللاتينية كانت حينها بمثابة الحديقة الخلفية لها، فانها ستمنى اليوم بفشل اكبر واقسى لو تجرأت ونفذت ما يدور في عقول متطرفي البيت الابيض من امثال ترامب وبولتون وبومبيو، واسباب ذلك واضحة، فلا امريكا اللاتينية بقيت حديقة خلفية لامريكا، ولا شعوبها غائبة عما تدبره امريكا من مكائد ضدها لسرقة ثرواتها وربط دولها بعجلة المصالح الامريكية، وتحويلها الى مجرد دول تسبح بالفلك الامريكي.

شفقنا