kayhan.ir

رمز الخبر: 89316
تأريخ النشر : 2019January23 - 20:52

وارسو.. ولد ميتا


اميركا وخاصة في العهد الترامبي وبشكل مفرط تعيش احلام الماضي البائد بأنها لازالت القطب الاوحد وعلى العالم ان يستمع لها دون نقاش وهذا ما ظهر جليا في دعوتها لدول العالم قبل اسبوعين للحضور في مؤتمر وارسو الدولي لفرض سياسات معينة في المنطقة دون تشاور أو تنسيق لا مع الاتحاد الاوروبي وحلفاءها ولا مع روسيا ولا مع الصين ولا مع الجهات الفاعلة في المنطقة وهذا يدلل على مدى الصلف والتفرد الاميركي في اتخاذ ما يلزم مناقشته ويا حبذا لو كان دعوتها لمناقشة جميع القضايا التي تمر بها المنطقة خدمة لأمنها واستقرارها كما تزعم لكن تركيزها على مناقشة النفوذ الايراني وحزب الله يؤكد بما لا يقبل الشك ان ما يهمها اولا واخيرا هو حماية أمن الكيان الصهيوني والتحريض ضد ايران .

فإعلان اميركا المفاجئ لاقامة مؤتمر دولي لمناقشة اوضاع المنطقة يبيت في ثناياه اهداف متعددة ومشؤومة أولها تشكيل تحالف ضد ايران وتقسيم خطوط جديدة ليس في المنطقة وحدها بل في اوروبا عندما انتخبت وارسو مكانا لهذا المؤتمر.

اميركا اثبتت على الدوام انها دولة مكابرة وسلطوية وغير مسؤولة لا ترى الا مصالحها ولا تعنيها مصالح الشعوب ولا ممارسات الدول المستبدة والعدوانية الحليفة لها كالكيان الصهيوني والنظام السعودي ولو كانت حقا مهتمة بأمن واستقرار المنطقة لدعت الى مؤتمر دولي بالتنسيق والتشاور مع جميع الاطراف الدولية والاقليمية المعينة بقضايا المنطقة لمناقشة جميع ما يهم استقرار المنطقة و في المقدمة القضية الفلسطينية والعدوان على اليمن والازمة السورية وغيرها التي تعاني منها المنطقة لا ان تفرض املاءاتها وبشكل احادي على قضايا محددة.

ومن نتائج هذه السياسة الاستعلائية وتفردها في اتخاذ القرارات وتحدثها زورا باسم المجتمع الدولي تلقت هذه المرة صفعة مدوية ومن اقرب حلفائها وكان الاتحاد الاوروبي اول الرافضين للمشاركة في مؤتمر وارسو وهذا ما اعلنته "فيديريكا موغيريني" ممثلة الشؤون الخارجية في الاتحاد كما تلتها دول اوروبية وازنة باتخاذ نفس الموقف فيما لم تحدد دولا اخرى مستوى مشاركتها، لكن الصفعة القوية الاخرى جاءت من موسكو حيث رفض لافروف المشاركة في هذه المؤتمر لتعنت اميركا بسياستها لتقسيم المنطقة وتحشيد اجندتها للتحريض على ايران وهذه سياسة احادية مرفوضة لايمكن القبول بها. ناهيك عن الموقف الصيني الرافض هو الاخر لحضور مثل هذه المؤتمرات وان لم يعلن موقفه حتى الان. والاسخف من كل ذلك ان اميركا ابلغت الجميع انها وبولندا هما من يعدان الوثيقة الختامية لهذا المؤتمر ولا يحق لاحد الاعتراض عليه وهذا يعني ان الدول المدعوة مجرد "روبوتات آلية" لاحول ولا قوة لها بمخرجات هذا المؤتمر. واننا واثقون وكما توقعنا فقد افادت مؤخرا صحيفة "وول ستريت جورنال" ان هذا المؤتمر في طريقه الى الاضمحلال.