kayhan.ir

رمز الخبر: 87296
تأريخ النشر : 2018December18 - 20:47

تركيا هل ستتجاوز اخطائها السابقة !


يبدو ان الجانب التركي الذي بدأت الضغوط تتراكم عليه نتيجة عدم تنفيذ ما اتفق عليه في الوقت المحدد في ادلب بين الدول الضامنة لنزع اسلحة الفصائل الارهابية، بات يصطدم بتهديد دمشق التي تصر على عودة اراضيها الى الحضن السوري في اقرب وقت ممكن، لم تجد انقرة خيارا للتهرب من هذا الاستحقاق سوى التحرك نحو منبج بذريعة محاربة الارهاب وقد بدأت فعلا التحرك على الصعيدين الاعلامي والعسكري في آن واحد حيث تزامن تهديد الرئيس اردوغان بدخول منبج والطلب من الاميركان اخراج القوات الكردية منها. ومع هذه التطورات برزت مؤشرات توحي بان الخطة التركية لدخول مدينة منبج قد اكتملت من خلال ارسال تعزيزات عسكرية تركية الى المنطقة وهذه رسالة الى اميركا بان انقرة لن تتراجع عن قرارها فالدخول الى منبج وعلى واشنطن عدم تزويد الاكراد بالسلاح للضغط عليهم هذا من جانب و من جانب آخر حشدت تركيا الفصائل السورية المسلحة التابعة لها على خطوط التماس مع القوات الكردية في ارياف الرقة وحلب كل ذلك من اجل الاستعداد لاعلان ساعة الصفر التي تحاول انقرة عبرها رفع سقف التفاوض مع واشنطن التخلي عن الاكراد وهذا بالطبع ليس مستبعدا فالقاموس الاميركي حافل بالخيانة والتخلي عن الحلفاء والادوات كشاه ايران ومبارك ومسعود بارزاني وقبله ابيه. ومع ان واشنطن قد تقدمت بعرضا للاتراك تتعهد فيه بفصل القوات الكردية السورية عن حزب العمال الكردستاني وتضع نقاط مراقبة اميركية الا ان الجانب التركي رفض هذا العرض الذي لا يلبي طلباته.

فالاوضاع اليوم في الشمال السوري او شرق الفرات هي بالغة التعقيد نتيجة لدخول القوات الاميركية والتركية عنوة الى الاراضي السورية ويعتبر وجودها غير شرعي ولايمكن ان تبقى دون تنسيق مع الدولة السورية. فسيطرة وحدات القوات الكردية على مساحة تبلغ 45 الف كيلومتر مربع اي ربع الاراضي السورية تحت حماية الاميركية وبحضور ستين الف مسلح كردي وعربي مرفوض في كل المعايير والاعراف والقوانين الدولية خاصة وان الاميركان قد أسسوا عشرة قواعد عسكرية غير شرعية في هذه الاراضي فيما دخل الاتراك بذريعة حماية الفصائل المسلحة لكن كل هذه الامور لا تشفع لهما وعليهما مغادرة الاراضي السورية دون قيد وشرط.

وعلى صعيد آخر التطورات لتحرك الجيش التركي في الاراضي السورية حذرت طهران انقرة من اي عملية عسكرية داخل اراضي السورية من دون موافقة حكومتها وعليها ان تأخذ هذا التحذير على محمل الجد وهذا هو موقف موسكو ايضا لانه لا يحق لأي بلد ان يدخل اراضي دولة اخرى دون التنسيق مع حكومتها، لان ذلك سينعكس سلبا على محادثات آستانة وقد تكون له تداعيات اخرى قد تضر بتركيا اكثر من غيرها وبالطبع ان خطوتها في الدخول الى منبج ليست عملية سهلة مع وجود هذا الحشد الهائل من المقاتلين خاصة اذا ما استداروا فجأة باتجاه دمشق ورفعوا علمها ستسد الابواب امامها وتضع نفسها بموقع الدولة الغازية وعندها ستترتب عليها امور اضافية قد يصعب دفع فواتيرها وهي تعلم ان اميركا اول من ستتخلى عنها وتترك ساحات المواجهة.