kayhan.ir

رمز الخبر: 87237
تأريخ النشر : 2018December17 - 20:47

هل يستبصر النظام العربي !


الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير الى دمشق امس الاول الاحد وان استغرقت لعدة ساعات لم تشكل صدمة للمراقبين او المتابعين للشأن السوري لما تتمتع بها الاخيرة من مكانة ودور في المنطقة والعالم اثر الانتصارات المتوالية التي حققتها على ادوات القوى الاقليمية والدولية في الحرب الكونية التي فرضت عليها وقد استعادت الكثير من اراضيها، وما تبقى سيحسم بمساعدة الدول الضامنة كروسية وايران وتركية ووفقا للاطر القانونية الدولية في احترام سيادة الدول واستقلالها وان تعذر ذلك فان الجيش العربي السوري ومعه محور المقاومة سيعالج الامر ميدانيا ولا يستعصي عليه شيء وهذا ما ثبت طيلة السبع السنوات الماضية.

فالاقبال العربي وغير العربي على دمشق المنتصرة بات امرا مشهودا خلال الاشهر الاخيرة لان هذه الاطراف سواء التي ساندت الحرب على سورية او التي ابتعدت عنها توصلت الى قناعة تامة ان المحور الذي راهنت عليه اصبح في حكم المهزوم لذلك تسعى ان تعود الى دمشق باقل الخسائر والفضائح.

فزيارة الرئيس البشير تعتبر اول زيارة رئيس عربي بعد ثماني سنوات من اندلاع الازمة السورية وطبيعي ان هذه الزيارة ما كادت لتحصل لولا الضوء الاخضر السعودي او بدافع من الرياض وهناك من يعتقد انه يحمل رسالة سعودية الى دمشق لانها بامس الحاجة الى ترتيب اوضاعها خاصة بعد القتل الفضيع لخاشقجي وهبوط مكانة السعودية الى الحضيض والاكثر من كل ذلك قراري الكونغرس حول بن سلمان ومنع بيع الاسلحة ان السعودية لوقف حربها على اليمن لا لحرصها الانساني او الاخلاقي بل لملمة فضائح اميركا واخفاقاتها بفشلها الذريع في الرهان على ادوات عاجزة لم تحقق طموحاتها، كل هذه الامور ضيقت الخناق على آل سعود لذلك لم يكن امامهم سبيل سوى العودة الى سوريا ومحور المقاومة وايران كما هدد قبل مدة احد ابواقهم "تركي الدخيل" اميركا بهذا الامر. لكن الامر الاخر والاهم ونقولها بالضرس القاطع لولا الهزائم المنكرة لال سعود وتحالفهم البغيض في اليمن لما حصلت هذه الزيارة خاصة وان السودان عضو في هذا التحالف الآثم الذي فرط بارواح الآلاف من ابنائه في حرب عبثية ظالمة ضد الشعب اليمني ولابد للشعب السوداني ان يحاسب البشير يوما على هذه الدماء التي اريقت ظلما وعدوانا ومساءلته من اجل اي هدف قتلوا هؤلاء المساكين؟.

لذلك اننا واثقون بان هذه الزيارة لا تنفصل عما يدور في الساحة اليمنية والقمة العربية القادمة المزمع عقدها في بيروت قريبا ولا يستبعد ان الرئيس البشير قد حمل الدعوة للاسد بحضورها مع شرط او بدون شرط هذا ما ستكشفه الايام القادمة.