kayhan.ir

رمز الخبر: 87174
تأريخ النشر : 2018December16 - 21:28

انتصار العراقيين مفخرة ولكن..


احتفى العراقيون بمناسبتين مهمتين شكلتا منعطفا كبيرا ليس فقط في تاريخ العراق السياسي فحسب بل المنطقة والعالم، واولى هاتين المناسبتين هي الذكرى السابعة لانزال علم الاحتلال الاميركي من اراضيهم بعد سبع سنوات من الاحتلال، ففي 15 كانون الاول عام 2011 اسدلت القوات الاميركية الستار عن 9 اعوام من غزوها للعراق بخروجها المذل والمخزي واغلقت مركزها الرئيس في بغداد ورحيلها وجنودها من العراق بحيث شهد مطار بغداد الدولي انزال علم المحتل الاميركي مع انسحاب "قوات المارينز"ورفع العلم العراقي ليحتفل العراقيون بلحظة التحرير وبداية عهد جديد، وقد تكون ايضا ومن حسن الصدف ان المناسبة الثانية لا تقل أهمية عن الاولى بل انها تعد قضية بالغة الاهمية اذ تمكن العراقيون واستجابة لفتوى المرجعية العليا التأريخية ان يخلصوا ليس فقط العراق، بل المنطقة والعالم من مجموعة ظلامية حاقدة كادت ان تضع شعوب المنطقة امام مصير قاتم ومعتم للافكار الحاقدة التي تحملها ولا تفهم سوى لغة القتل والتدمير وهي القضاء على "داعش" والمجموعات الارهابية المدعومة اميركيا وصهيونيا وسعوديا.

وقد شكل الانتصار على داعش والارهاب بكل الوانه متنفسا كبيرا بعد الكابوس الاسود الذي جثم على صدور الشعوب، ولا نغالي اذا ماقلنا ان اغلب التقارير والتفاسير كانت تؤكد ان الانتصار على الارهاب امر قد يقع في دائرة الاستحالة، لان الدعم اللوجستي والمالي والسياسي المنقطع النظير لهذه المجاميع والذي قل نظيره في العالم لم يتوقع له الانهيار او الانكسار وبالصورة التي حدث فيها بحيث ان العالم قد فتح فاه بلغة الاستغراب الكبير.

ولذا فان خروج اخر جندي اميركي من الارض العراقية وتطهير هذه الارض من دنس القوات الاميركية والانتصار على داعش والتي جاءت بإرادة عراقية بحتة وبفضل الدعم اللامحدود الذي تلقته بغداد من الدول الصديقة خاصة الجمهورية الاسلامية التي وضعت كل الامكانيات العسكرية وغيرها في هذا المجال ومن دون مقابل تحت ادارة الجيش العراقي والحشد الشعبي والذي اشاد به اغلب القادة العسكريين والسياسيين العراقيين الى جانب ليس فقط تخاذل النظام العربي المنقاد لاميركا والصهاينة بل انهم اختاروا طريقا معاكسا ومعاديا للشعب العراقي بالوقوف مع الارهاب ودعمه من اجل القضاء على العملية السياسية القائمة والتي لم تأت على مقاساتهم، ومما لا شك فيه ان خروج قوات الاحتلال الاميركي الغاشم والانتصار على الارهاب اخرج العراق من ربقة الاستعباد والانقياد للتوجهات واماني الاستكبار الاميركي بحيث شكل حالة جديدة لم تعهدها المنطقة والتي وضعت الاميركان وداعميهم في حالة من الارباك الكبير لانها افشلت وابطلت مخططاتهم الاجرامية وقريبة وبعيدة المدى للسيطرة على ثروات ومقدرات شعوبها.

ونحن وفي الوقت الذي نبارك للشعب العراقي هذين الانتصارين الكبيرين يحدونا الامل ان يعي العراقيون الثمن الذي دفعوه للوصول الى ما وصلوا اليه وان لا يغفلوا وهم في نشوة الانتصار ان الاعداء لا يمكن ان يتراجعوا او يتركونهم لحالهم، بل ان مؤامراتهم وخططهم الاجرامية لازالت تهددهم، وما نشاهده اليوم من تحركات الاميركان على الحدود السورية العراقية ومحاولة عرقلة تشكيل الحكومة وغيرها من المؤامرات الاخرى لدليل قاطع الى ما ذهبنا اليه، مما يدفعهم الى الحذر الشديد وان لا يسمحوا لاعداء العراق والعراقيين من الاميركان وعملائهم في الداخل ان يدخلوا من الشباك بعد ان خرجوا اذلاء خاسئين من الباب، وكذلك يفرض عليهم توحيد جهودهم لاكمال النصر العسكري الكبير بالاتفاق على تشكيل الحكومة العراقية وباسرع وقت ممكن لقطع الطريق امام كل المحاولات التي تريد ان تعيد العراق الى المربع الاول والى ما قبل سقوط نظام صدام المقبور.